كفى استغلالا لقيم الدين

mainThumb

03-08-2015 09:00 AM

ليس صحيحا أن الحكومة وأجهزتها بعيدة عن خطب المساجد وما يحدث فيها من تجاوزات كثيرة واستغلال لقيم الدين الحنيف ومحاولة تسويق أو تمرير أشياء أو الترويج لسياسات بعينها ، والحكومات المتعاقبة في الأردن هي أول من فعل ذلك والتاريخ مليء بالعبر وحتى خطب الجمعة تشهد بذلك .

 
 فهذه السياسات أثبتت في النهاية أنها فاشلة ، وهناك من هم أقدر على استغلال مشاعر الناس وتدينهم الفطري ليضعوا السم بالدسم ، والتاريخ مليء بالأشياء التي تم استدعاء الدين لخدمة أهداف سياسية  وهذا قديم منذ نزول الأديان السماوية نفسها ، وحتى الاستعمار عندما جاء لمنطقتنا ركب الموجة وكانت فرنسا بقيادة  نابليون عندما غزا مصر ، سمي نفسه الحاج محمد  وبريطانيا صنعت لنا حركات وأحزاب إسلامية وحتى دول إسلامية لمواجهة حركات التحرر الوطنية ، وهذه أمريكا وأبرز معالم انتصارها في الحرب الباردة استغلال الأديان خاصة الدين الإسلامي لمقاتلة الاتحاد السوفيتي في أفغانستان وافريقيا تحديدا  .
 
 واستطاعت تجميع كل من غرر به أو باع نفسه وكان الدين وحمايته هو الإطار الذي اختبأوا خلفه وهو الذي وحد كل تلك القوى والأضداد واستغل أبشع استغلال لخدمة أعداء الأمة والتنكيل بالأصدقاء خدمة للمشروع الأمريكي ، وما أن نجح وانهار الاتحاد السوفيتي حتى كشر عن أنيابه ونكل الكثير من عملائه مجاهدي الأمس حيث أصبحوا إرهابيين وقتلة اليوم .
 
ولا زال استغلال الدين وقيمه يتم حتى بعد أن تغير العالم للأسوأ للأسف وأصبحت أمريكا تقود العالم وحكومات الجباية محسوبة عليها لخدمة المشروع الأمريكي اليوم حيث كشف عن وجهه سواء لإسقاط الدولة السورية أو إشعال الفتن الدينية والعرقيه والطائفية البغيضة في أرجاء  الوطن العربي .
 
وما حدث ويحدث في ليبيا والعراق والسودان وبدرجة أقل مصر وسوريا أكبر دليل على ما نقول ، لذلك وللظروف التي يمر بها ووطننا وأمتنا ، نحذر من المحاولات المستمرة لعملاء أمريكا سواء بمعرفتهم أو عمالتهم الواضحة أو بالجهل والتخلف والتعصب الأعمى .
 
قبل أيام كنت معزوما عند صديق لي وكان المسجد القريب منا على وشك إقامة الصلاة فيه وكنا نسمع الخطبة كاملة صديقي وأنا ، وما أن بدأ الخطيب بذلك المسجد دعائه حتى انهال بدعائه بالنصر لما اسماهم المجاهدين في سوريا ثم انهال اللهم عليك بالصليبين واليهود والمجوس والبوذيين وووووالخ .
 
في تلك اللحظة نظر لي صديقي وهو مسيحي ونظرت إلي وضحكت وضحك وكان شر البلية ما يضحك ...وفهم كلانا ما يقصد الآخر ..وسؤالي أي وحدة وطنية يحدثوننا عنها في مثل هذه الخطابات المحرضة على الكراهية والمليئة بالحقد .
 
ومن المفارقات المحزنة أن خطيب المسجد وأعرفه جيدا أن ليس لديه مانع بأي تغير إذا وجد ليخدم مصالحه .
 
وسؤالي أين الدولة وأجهزتها إذا كانت موجودة لمثل هؤلاء المخربين الذين يدعون الإسلام قولا وعملهم على الأرض أبعد ما يكون عن قيمه وجوهره ، ومن هم المجاهدين الذي يدعو لهم في سوريا ..هل هم داعش المجرمة أو النصرة المرتزقة أو الإخوان الأم لكل قوى الإرهاب ومن هم الصليبين  الذي يدعو عليهم في وطننا الذي لم نعرف مثل هذا التعصب والهراء إلا مع المشروع الأمريكي وصبيانه أما البوذيين فالشيخ نفسه يستخدم أجهزتهم وتقنياتهم ويقابل بها العصر ولو كانت تلك التقنيات أمريكية أو غربية لعجز الكثير عن شراء أصغر جهاز وحتى اليهود ، هناك يهود في العالم ضد الصهيونية والكيان الصهيوني لماذا هذا الخلط والغباء في صناعة الأعداء وخسارة الأصدقاء .
 
وما نأمله قبل أن نقول لماذا العالم يكرهنا فلننظر ماذا يقول البعض منا في أقدس الأماكن ، لذلك ما نأمله من الجهات المعنية المحافظة على جوهر الدين وعدم الإساءة لقدسيته لأجل خدمة أهداف سياسية لتنظيمات بعينها .
 
حمى الله وطننا وأمتنا ..ولا عزاء للصامتين .     


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد