يهوه .. العراق أولا وفلسطين ثانيا ومصر ثالثا

mainThumb

03-08-2015 10:16 AM

 ربما يظن القاريء للوهلة ألأولى ، أنني أخطأت في الترتيب، إذ يبدو منطقيا أن يكون العنوان : فلسطين أولا والعراق ثانيا ومصر ثالثا ، لكنني ولحاجة في نفسي  ، إعتمدت العنوان بصيغته  ، لأن الأمور تقاس بخواتيمها وأسبابها.

هناك شقان  للنقاش حول هذا الموضوع  ، وهما الزمان والمكان ، فالعراق إحتل المرتبة الأولى في أجندة يهوه  ، لأنه المخلص لفلسطين من كل دنس خارجي ومعه في ذلك أيضا فراعنة مصر .
 
وقد كان الآشوريون في العراق يعتبرون فلسطين  جزءا من أمنهم القومي وكذلك الفراعنة ، وكانوا يحركون جيوشهم لطرد الغزاة من فلسطين إنطلاقا  من مفهومهم الصحيح  لنظرية الأمن القومي ، بينما نرى عرب اليوم إستأجروا  يهوه ليعيث فيهم فسادا برضاهم ، ودون تقدير منهم لنتائج هذا التصرف الأخرق الأحمق.
 
بعد الآشوريين جاء نبوخذ نصر ، وعمل على تطهير فلسطين من أتباع يهوه، بأن سباهم إلى بابل ، ولكنهم هناك قاموا بشرعنة إرهابهم ضد الجميع من خلال تلمودهم الذي يطلق عليه تلمود بابل الذي يعد  روح وبؤرة وعقل الإرهاب الحقيقي بكافة أشكاله.
 
لذلك نرى حقد أتباع يهوه الذين رأوا في العراق حارسا لفلسطين ومانعا لهم من دخولها والإستقرار فيها ، وقد نجحوا في تكبيل العراق لفترة  بالتعاون  مع الإحتلال البريطاني ، وصنائعه في العراق وأبرزهم رئيس الوزراء الأسبق  نوري السعيد.
بعد إستقلال العراق عادت النخوة العراقية مجددا وتحركت  الدماء الحرة في الحبل السوري بضم السين الذي يربط العراق بفلسطين ، والمرتبط بالطريق الذي عبده  أبو الأنبياء إبراهيم من أور  إلى الخليل حيث أكرمه الحثيون هناك بأن منحوه قطعة أرض  واسعة  ، بعد أن طلب شراء مساحة قبر يدفن فيه جثمان زوجته ، ومن هنا  تعمقت العلاقة بين العراق وفلسطين.
 
حاولوا توريط العراق وإغراقه  لتعطيل دوره  ، وأول جرائمهم توريطه في حرب مع  إيران كنا نتمنى لو أنها لم تقع لتداعياتها الكارثية ، ولا داعي لفتح هذا الملف الفضيحة.
 
توالت التوريطات وجاء دخول القوات العراقية إلى الكويت صيف العام 1990 ، فعدوان حفر الباطن على العراق عام 1991 ثم الحصار للإجهاض عليه ، وبعد ذلك غزوه وإحتلاه وتدميره   بمساعدة عربية لطي صفحة العراق ، وها نحن نشهد مرحلة تقسيم العراق ، وكل ذلك بدفع وتخطيط من  أتباع يهوه ومساعدة حلفاء أتباع يهوه في الإقليم والعالم ، وتكون "مستعمرة "إسرائيل  بهذه الضربة القاضية  قد إرتاحت من التهديد العراقي ، وها هي تحرض العالم على إيران على مبدأ "أكلت الثور الأبيض بعد أن أكلت الثور الأسود".
 
أما  فلسطين ثانيا  ،فإنني هنا أؤكد أن "مستعمرة " إسرائيل تعيش هذه الأيام أزهى مراحلها بعد تامين الجبهة الشرقية ، وقد كان  من المفروض ان يكون الإحتلال الإسرائيلي لفلسطين  مكلفا  ومهلكا  ، لكن أتباع يهوه أجهضوا  موجات الثورة الفلسطينية  بدءا من الإحتجاجات الأولى ضد هجرة يهود وإنتهاء بالثورة الفلسطينية المعاصرة التي إنتهت بإتفاقيات اوسلو التي لم تلتزم "مستعمرة "إسرائيل بما وقعت عليه . وقد تم توريط الفلسطينيين بهذه الإتفاقيات التي منحت الشرعية المطلقة  لوجود وبقاء "مستعمرة "إسرائيل.
 
جاء حقد أتباع يهوه على الشعب الفلسطيني لأنهم فشلوا  في دخول فلسطين لجبنهم وقد قالوا لموسى  إن فيها قوما جبارين ،وإذهب انت وربك فقاتلا إنا ها هنا قاعدون، ناهيك عن كون يهود اليوم ليسوا يهودا  ، بل هم ممن تهودوا مع مليكهم في إقليم بحر الخزر  هربا من الجزية الإسلامية .
 
الغريب في الأمر  أنهم أي يهود اليوم  ، لم يحققوا أهدافهم بأيديهم ، بل إستعانوا بالآخرين ومن ضمنهم النظام العريي الرسمي ، وقد باتت فلسطين بالتحديد مسرحا آمنا يستعرضون فيه قوتهم ضد الشعب الفلسطيني الذي إبتلي هو الآخر بمن سار على درب  النظام العربي الرسمي ، وحلف بالطلاق أنه لا يريد العودة إلى مسقط رأسه صفد ، وأنه لن تقوم إنتفاضة  ما دام  على رأس السلطة ، وهكا  أصبح الإحتلال  الإسرائيلي لفلسطين  مجانا ومربحا .
أما مصر ثالثا ، فها نحن  نرصد الموقف المصري  تباعا منذ  إغتيال الزعيم الخالد جمال عبد الناصر بالسم ، بواسطة الطبيب الجاسوس المدلك ، ومن ثم مجيء السادات وبعده مبارك ،وآخرهم السيسي الذي سينفرط عقد مصر في عهده بحسب المخطط.
 
يخقد أتباع يهوه على مصر  بسبب إضطهاد الفرعون لبني إسرائيل الذين كرمهم الله ، لكنهم آثروا الإبتعاد عنه فتحولت نظرته إليهم ، تماما كما هو الحال بالنسبة لإبليس الذي كان ملكا من الجن  رفض السجود لآدم  تنفيذا لأوامر الله ، فجعله الله رمزا للشر .
 
لو إستعرضنا  الموقف الرسمي في مصر إبان حكم الفرعون  فإننا نجد أنه موقفا إستشرافيا  ،إخترق نوايا بني إسرائيل وقرأها في النطاق الصحيح، إذ أن نساءهم وبتوجيه من أزواجهن ، خدعن  نساء مصر بالإستيلاء على  مصاغهن من الذهب  ليلة الخروج ،  بحجة أن لديهم حفلة ويرغبن بالظهور بأبهى صورة ،  وكان يتوجب على صانع القرار المصري أن  يطالب بالتعويض اللازم عن هذه الخديعة.
 
من هذا المنطلق  كان الحقد على مصر حتى لا تعود إلى عهد الفارعنة وعبد الناصر ـ وتعود لإعتبار فلسطين جزءا من أمنها القومي ، وها نحن نرى مصر  تقع في فخ الإرهاب المصطنع والموجه  لشطبها عن طريق تفتيتها كما هو الحال بالنسبة للعراق.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد