رسالة إلى من ! .. توجيهي أم توجيعي - د. ناريمان عطية

mainThumb

03-08-2015 10:50 AM

 شبابنا شباب المستقبل ما بالهم إنهم محبطون، منهكون، متعبون، يرون حياتهم بمنظار الفشل كل ما يحيط بهم يدمر أرواحهم، وآمالهم، وتوقعاتهم، كلما يحاولون الصعود، هناك ما يقف بطريقهم...

 

في كل مكان أذهب إليه أجد واحد بل إثنان وأكثر راسبون في التوجيهي، وأسمع بأن هناك من تغيب عن تقديمه، أين هي المشكلة!!!!؟؟؟؟ 
 
   نحن نبحث عن جيل متعلم، متفتح، نشط، متفائل، نعقد عليه الآمال بالإنفتاح على العالم والتطوير والتجديد، وولادة حضارة متميزة هادفة، وواجبنا أن نوفر كل السبل في طرق التعليم والمناهج والكادر، وإختيار المناسب عند عقد الامتحانات، وأهم من ذلك كله غرس التفاؤل، والإقدام والدافعية...التي نفقدها الآن.....
 
  خلص بطلت بدي أخد توجيهي أنا مسافر برا،  مارح أعيد ولا شي ، معدلي ٨٩ وراسب فيزياء مو حرام،  أنا شو ذنبي ما تتأسست صح في الإنجليزي،  شو ما رح احأول ما رح يطلعلي بالجامعة شي مثل الناس،  رمضان وبدكم ننجح نص الوقت نايمين وما في مخ يستوعب،  أستاذنا ما بنفع يدرس أول لحتى يدرس توجيهي أكيد رح نرسب،  مابدي أقدم أنسحب أحسن لي،  كيف جابين ٩٩ نفسي أفهم، ونص البلد راسب، توجيهي ولى توجيعي، سياسية جديدة...، عبارات أسمعها في كل مكان....!!!؟؟؟؟ من جيل !!!!! نعقد عليه الآمال؟؟!!
 
    هذا الكم الهائل من الراسبين هل أعطيت لهم الفرصة للإنحراف في زمن يسمح بكل شي،  ووفرت لهم الطرق المؤدية للفشل ...إذا بحثنا عنهم أين نجدهم؟؟؟؟...لا مدرسة، لا جامعة، لا مكان لهم، لا إنجاز لا علم، يقتلهم الفراغ والإحباط والإكتئاب، يملؤون مقاهي الإنترنيت، والكوفي شوب، يجلسون على أجهزة الكمبيوتر، ضايعون لا مرشدون لهم يسببون لأهلهم المشاكل، والألم، والعذاب فلا هدف أمامهم ليحقيقونه... وكلماتهم التي يرددناها...  كل مرة بصعبوها علينا أكثر،  ابن الجيران صار عايد ٣ مرات ما نجح يعني أنا رح أنجح  شو رح يطلعي،  ما رح يطلع منا شي جيل فاشل، عاطلون عن العلم والعمل وعاله على المجتمع دق ناقوس الخطر..... 
 
نحن لا نضع اللوم على مجموعة محددة، ولا نسيء الى عمل أحد، فهناك الجيد والسيء، والمخلص والغير مخلص والكل مشترك....
 
 إنما نحتاج الى عمل دراسة، والبحث عن الأسباب، وإلى تعاون، وتكاتف، وإصلاح، وتجديد من الجميع، من إعداد للمناهج التي تناسب كل القدرات، وإختيار الامتحانات بطرق وأوقات مناسبة، وإختيار مدرسين في المكان المناسب، والتركيز على الإلتزام في الدوام، ونشر الوعي بين الأباء والأمهات ليكونوا مهتمون متابعون، فهدفنا لا أن نثبت أنهم فاشلون، وأن هناك شرخ في فترة تعليمهم منهم، ومن أهاليهم، وممن درسوهم، أو على إعتمادهم على الغش، وعدم المصداقية في نتائجهم، أنما هدفنا أن نجد شي من لا شي، نقوم الإعوجاج، ونستغل ما لديهم من مهارات ومعرفة ونوظفها بالطريق الصيحيح، فبلدنا واحد، والشعب نحن وأولادنا وأهلنا وأحبتنا، ونجاحهم نجاحنا.
 
ولنضع أمامنا قول الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ )، ونطبق المقولة  البئر الي بنشرب منه ما بنرمي فيه حجار، ونحن نعلم أن التربية تعمل جاهدة للتحسين والإصلاح الدائم والمستمر، ولكن هي تحتاج إلى تعاون ومساعدة من جميع مؤسسات التنشئة الاجتماعية، بادروا لكل نجاح وسيروا بشعار # كلنا-الأردن. 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد