بدون زعل

mainThumb

05-08-2015 09:56 AM

 يقول أهل اليابان عن سر تقدمهم في مختلف الحقول : بدأنا من حيث انتهى الآخرون، وتعلمنا من أخطائهم، ومنحنا المعلم حصانة الدبلوماسي وراتب الوزير، ويتفق الجميع في اليابان أن موقع المعلم يأتي بعد الإمبراطور مباشرة، وهذا سر تفوق اليابان العلمي. فهم يعرفون أن العلم الذي يكفل لبلدهم التقدم والتميز لا يأتي إلا عبر المعلم، وأن هذا المعلم لا يرجى منه نفع إن لم يكرم، فكرموه بوضعه في الدرجة الثانية بعد الإمبراطور، بحيث يسبق بذلك وزراء ونواباً وعسكريين وسياسيين ودبلوماسيين وغيرهم.

 
بعد تلك المقدمة المقتبسة نقول إن السبب الرئيس  لتردي التعليم في الأردن يعود إلى تردي مكانة ووضع المعلم الأردني، لا نقصد هنا الوضع المادي فقط بل النظرة العامة لوظيفة معلم والتي أصبحت طارده هذه الأيام لكثرة الأعباء الاجتماعية والضريبة التي يدفعها المعلم كونه معلم.  فأصبح هم المعلم الأردني تجنب المشاكل مع أولياء الأمور بحيث أصبح بعض المعلمين يضُربون أمام طلبتهم من قبل  أولياء الأمور، ويسمعون ألفاظا قاسية تنفرهم من المهنة بشكل عام، إضافة إلى الطلبة أنفسهم والذين باتوا لا يأبهون بكلام المعلم ولا ينتبهون للحصة الدراسية حتى وصل بعضهم إلى الثانوية العامة لا يحفظون حروف اللغة العربية. فالعلاقة طردية ما بين مكانة المعلم والوضع العام في المدارس. معلم مراقب من كل الاتجاهات وغير قادر على التصرف في ابسط الأمور لعدم وجود قانون يحميه بمعنى الكلمة.
 
لا يريد المعلم في الأردن راتب وزير أو حصانة دبلوماسي كما في اليابان بل يريد أن تعاد هيبته وتحفظ كرامته، حتى النقابة المتنفس الوحيد للمعلم حوربت وكأنها كارثة قادمة على البلد ولا زالت تحارب ولم تحقق المتوقع منها في حفظ كرامة وحقوق المعلم الأردني. فالمطلوب من كافة شرائح المجتمع الأردني الوقوف مع المعلم، ودعم المعلم معنويا، وسماع كلمته، والمطلوب من مجلس النواب سن قوانين لصون كرامة المعلم وتحسين وضعه. والمطلوب من ولي الأمر التعاون مع المعلم، وإنها تربية ثم تعليم ليعود المردود على المجتمع بشكل عام بدلا من الجرائم الاجتماعية والتي باتت تتفشى في أوصال المجتمع الأردني كالمخدرات والمسكرات ووسائل الانحراف الالكترونية وما أكثرها هذه الأيام. إنها مسالة جيل ومستقبل دولة فعلى الجميع التعاون في هذا المجال.  وبعد هذا السرد البسيط هل نحن بحاجة إلى مؤتمرات أو ندوات للتربية والتعليم في الأردن أم نحتاج إلى قرارات جريئة تعيد للتعليم هيبته، وتتحفظ للمعلم كرامته. حمى الله الأردن وأبقاه كما كان .


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد