فقراء ولكن .. - مصطفى الشبول

mainThumb

05-08-2015 10:39 AM

بعثه والده إلى دكان الحارة ، دكان أبو محمود ليصرف ويفك عشرون دينارا ( أم العشرين) من اجل توزيع المصروف الجامعي والمدرسي اليومي على أولاده، فيحلف أبو محمود اليمين والطلاق والحرام بأنه لا يوجد معه فكة العشرين دينار ، فعاد الولد إلى بيته ، وبعد دقائق بعث الوالد ابنه الثاني إلى نفس الدكان ليشتري علكة شعراوي وأعطاه خمسين دينار (أم الخمسين) فباعه أبو محمود العلكة وصرف له وفك (أم الخمسين).
 
أبو محمود صاحب الدكان المتواضعة ، الرجل الفقير الذي كلما قصده فقير ليأخذ بضاعة على الحساب (على الدفتر) ولآخر الشهر ، رده ووبخه قائلا له :ألا تعرف حالتي وحالة دكاني.
 
لقد كان اسم أبو محمود يتداول بين كشوفات الفقراء والحاصلين على المساعدات الداخلية والخارجية ، فكلما جاء دعم من جمعية أو منظمة أو من رجل محسن ، تحصل أبو محمود على طرد غذائي ، أو مغلف نقدي ، أو اسطوانة غاز ، أو حرام جلد النمر.
 
وبعد اكتشاف شركات البورصة الوهمية ، والخسارة الفادحة التي لحقت بالناس وبأموالهم ، كان أبو محمود الفقير يلطم على وجهه، ويضرب الكف بالكف أخماسا وأسداسا، فقد خسر أبو محمود آلاف الدنانير بشركات البورصة الوهمية ، فاكتشف الناس بأن أبا محمود ليس أبو محمود الذي عهدوه ، وان شركات البورصة ليست فقط هي الوهمية وإنما هناك أشخاص وهميون .
 
فلا تأخذكم العواطف والرأفة بالحكم على الناس بالشكل والمظهر ، فكم هي خداعة تلك المظاهر ، وكم من أبي محمود وأمثاله يعيش ويعتاش بيننا ، ونحن لا ندري. 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد