الورقة الأهم في مؤتمر التطوير التربوي الاردني ..

mainThumb

19-08-2015 09:52 PM

تكثر الآراء حول التعليم بعموم ونجاحه أو إخفاقه ، وامتحان الثانوية العامّة ، وقد اطَّلعنا على الكثير من المبادرات المعرفية ، وجميعها جزء من ثوابت هي الأهم بالتأكيد ، وما دامت الطبقية ، وديكتاتورية القرار هي التي تحكم ؛ سنبقى مجرد تغريدات مدفوعة الأجر من فئران تختبىء دائماً عن جرمها الذي أودى بكل ثوابتنا في وحل من التناقضات ، ما أضحت لدينا مصلّبات معقّدة التركيب  من الصعب التحكّم في حلها . 
 
 
إن التعليم هو الثابت الوحيد في بناء الدول والمؤسسات والانسان ، وفي مرحلة آنية ولاحقة ، أصبح التآمر عليه من عناصر مشبوهة ومسؤولين هو القاسم المشترك بينهم حتى نبقى في حلقة صراع دائم هي مجتمعية ومصيرية سياسية ، وأعتقد أن كلامي واضح جداً ، فما زال التعليم ورقة سياسية بحتة يتلاعب بها النفعيون من أصحاب السياسة والمال مجتمعة بينهم ليلقوا بضلالهم على منجز كان في السابق هو الصورة الابهى لهذا الوطن ( الاردن ) المعطاء بكل تفاصيله ، حتى غدت الدول المحيطة بنا هي نتاج واضح من بصمات المعلّم الاردني ، ولا يزال إذا ما بقينا على تلك الآمال والتطلّعات لتصدير كل الكفاءات العلمية والمهنية لكل العالم ، والترهّل الذي أصاب التعليم هو مؤسسي مسؤول من بعض المتنفذين الشرهين لزيادة الهوة بين الفقير الذي تشكِّل نسبته ال80 % من الشعب الاردني  والغني الذي يعتاش ويأخذ سدّة القرار من جيب النسبة السابقة الذكر ، وأمثلة كثيرة على ذلك - فالقطاع الخاص ومن يديره هو الذي أصبح يتحكّم بوضع التعليم وخصوصياته ، بحيث أصبحت الاسئلة في الثانوية العامّة توضع على مخرجات التعليم في القطاع الخاص لأبناء ذوات الصدفة من الحكومات والوزراء والاعيان والنوّاب والقضاة والسابقين ومن هم يشابهونهم في الدخل من كل المؤسسات ، وبهذا الحال تزداد المقترحات في عمليات التطوير التربوي لتصبَّ في مصلحة هؤلاء الناعقين على أساس أنهم من المصلحين ، ولا أظن أن الغراب ينعق إلا على الخراب ,,,,,! 
 
إذا أردنا أن نحاور على بناء تعليم حقيقي واعِِ فلنبدأ من هذه النقاط البسيطة ، والتي تتحقق بكل فخار دون المساس بالوضع الاقتصادي والسياسي والاجتماعي والمعرفي وهي على النحو التالي : - 
 
1 - إقصاء مجلس نقابة المعلمين السابق والحالي عن العمل ، والعمل على النسبية في اختيار ممثلين موضوعيين غير مصابين بالدهشة والعنجهية والفشل ، ولا يستثنى منهم أحد ، وإدارة الوعي بين المعلمين كافة للعمل بصدق وموضوعية مهنية مع وزارة التربية والتعليم في ضبط العمل التعليمي من خلال معالجة القضايا المختلفة لكلا المحورين في التعليم ( المعلّم والطالب وما يلحق من بيئة مدرسية آمنة من خلال مندوبين صادقين غير نفعيين لايصال ما في الميدان من قضايا ’تسهِم في بناء العمل لاحقاً . 
 
2 - تحسين الوضع المعيشي للمعلّم وفي الاخص البدء من الأساس بتمييز ودعم المعلّم الذي يدرِّس الصفوف الأربعة الاولى بحافز مقطوع ينتهي مع نهاية خدمة المعلّم ، ومتابعة هذه الصفوف بكل أخلاق وأدب من قسم الاشراف في المديريات المختلفة . وتعزيزهم أكثر متى وجدت النتائج جيّدة للمراحل اللاحقة . 
 
3 - اختيار الادارات المدرسيّة على أساس معرفة مسبقة من القطاع التربوي بأنهم أصحاب قرار وأدب وشخصية واقتدار في إدارة المدارس والمؤسسات المختلفة ، وليس على أساس كذبة تسمّى مرة - دبلوم تربية ، أو خبرة فاشلة ، أو أمتحان يسرَّب من خلال بعض اللصوص لاختيار الفاشلين في العمل - فاللص لا يمكن له أن يعمل إلا بداخل من مثله . 
 
4 - نعرف جيّداً أن في الكثير من مدارس الاردن ما يمنع ويسهم في دمار مخرجات التعليم ومن أهمها - قيام الكثير  من الشللية والمناطقية والعشائرية والاقليمية بين مجتمع المعلمين بضعف مقصود وغير مقصود من الادارات والمؤسسات التي تدَّعي حب الوطن ومليكه وشعبه !!! 
 
5 - الاهتمام بالمدارس الحكوميّة أكثر من القطاع الخاص  ، والشاهد أن رئيس الحكومة والوزير وكل المعنيين بالعمل كرؤساء في الاردن من مختلف مناصبهم  ؛ لا يدرّسون أبناءَهم في مدارس الحكومة ، وهذا مسمار يدقّ’ في نعش معادلة الولاء والانتماء ، وفيما بعد ينتج عنه الكره والحقد واغتيال الشخصية بحق كل المسؤولين الوهميين في الاردن الغالي ، وما يفرز بعد ذلك عدم الثقة وهو الحاصل الآن وبعد اذا لم نكافح تصرفات المشبوهين ، وقبل وقت ليس بالطويل ’نشرت صورة لعبدالله النسور رئيس الحكومة الحالي يشتري الزي المدري لاحفاده في مدرسة يبلغ قسطها السنوي مبلغ ال25 الف دينار ؟؟!!
 
6 - المال موجود ، ولكنه مخصص للخطأ وممارسات الفنتازيا غير المسؤولة ، والشواهد كثيرة ، ولا تحتاج لتبرير أو وثائق . 
 
7 - امتحان الثانوية العامة هو الصورة الابهى لنجاح التعليم في الاردن ، وهو الوجه الآخر لمؤسسات تنجح يوماً بعد يوم ، وهو المؤمّل من الجميع لاكتمال المشهد ، ومبدئيّاً إذا لم تتحقق النقاط الخمس السابقة ؛ فلا من داعي لفلسفات الهواة !


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد