غريب أشفق على جسدي‎ - أشرف محمد محمود نادي

mainThumb

25-08-2015 11:36 AM

غَرِيبُ أَشْفَقَ عَلَى جَسَدِي
 
وَمِنْ غَيْرِ حِوَارٍ سَأل
 
مَنْ أَنْتَ يَا سَيِّدِي؟؟؟
 
أَنَا يَا مَنْ تسأل
 
أَنَا صَدِيقُ السَّهَرِ وَالقَمَر
 
أَنَا عَاشِقٌ مِنْ القَدَم
 
أَنَا تَرْنِيمَةُ عِشْقٍ وَتَرْنِيمَة قَهْر
 
أَنَا مِنْ زَمَنٍ لَيْسَ بِزَمَن
 
أَنَا مِنْ هُنَاكَ
 
حَيْثُ كَانَ الحُبُّ حَلِيف الأَوْفِيَّاء
 
أَنَا يَا جَاهِلِي
 
مُدَلَّلٌ السَّوْطِ وَالخَنْجَر
 
بَلْ أَنَا طِفْلُهُ المُدَلَّل
 
أَنَا يَا سَيِّدِي
 
مِنْ طُعْنَ بِالظَّهْرِ مَرَّاتٍ وَمًرَّات
 
وَبِالقَلْبِ ذَاقَ الوَيْلَات
 
...
 
بِالقِدَم لَامُوا قَيْسَ بِحُبِّ لَيْلِيّ
 
أَمَّا أَنَا
 
لامْنِي القَمَرُ بِعشْقِ عَلْيَا
 
يَا مَنْ تسألني مَنْ أَنَا
 
أَنَا رَجُلٌ قَدِيمٌ جِدًّا
 
زادي قَلَمٌ وَحِبْرٌ وَقَلِيلٌ مِنْ أَوْرَاق
 
أَشْعَارٌ مَنْثُورَةٌ هُنَا وَهُنَاك
 
أَبِيعُهَا وَأُهْدِيهَا لِلعُشَّاق
 
...
 
مَاذَا تُرِيد؟؟؟
 
هذا الصُّنْدُوقَ الهَرَم هُنَاك؟؟؟
 
أَتُرِيدُ شِرَاءَ العَذَاب؟؟؟
 
فَهَذَا يَا جَاهِلِي
 
مَا تَبَقَّى مِنْ أَنِّسَانّ
 
قَلْبٌ مُحَطِّمٌ مُغَلَّفٌ بِقَلِيلٍ مِنْ ذِكْرَيَات
 
أَنْظُر هُنَاك
 
حَيْثُ القبلات كَانَتْ
 
وَهُنَاكَ حَيْثُ أَقْسَمَتْ بِالحُبِّ
 
أَمْ تُرِيدُ تِلْكَ الوَرَقَة؟؟؟
 
فَهِيَ عَهَدِي القَدِيمُ
 
أَنْ لَا أَعْشَقَ مِنْ جَدِيد
...
 
يَا مَنْ تَجْهَلُ سَائِلُك
 
أَنَا رَجُلٌ كَانَ بالسابق إِنْسَان
 
وَطُعِنَ بِالظهرِ بِأَسْهُمِ الأَعْدَاء
 
وَقُتِلَ بِخَنْجَرٍ بِالصَّدْر
 
وَلَمَّ يَبْقَ مِنْهُ شيئ
 
إِلَّا طَيْفُ إِنْسَان
 
يَبْحَثُ عَنْ بِرٍّ عَنْ حُضْنٍ يؤي إِلَيْه
 
يَدُورُ بِينَ أُلَازِمَنَّة
 
لِيَجِدْ عُيُونٌ تَحْتَوِي سَفِينَتُهُ الهرمة
 
يُرِيدُ بَيْتًا يئوي جَسَدَ عَجُوزٍ
 
أَفْنَى العُمْرَ
 
دُونَ أَنْ يَجِدَ مجنونته
 
...
 
أَنَا يَا سَيِّدِي
 
رَجُلُ ترامته الأَيَّامُ
 
وَنَسِيَهُ البَشَرُ
 
هذا أَنَا
 
عَجُوزٌ بِجَسَد شَابّ
 
يُرَافَقُ السَّهَرَ وَالعَذَاب


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد