يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ - د. ناريمان عطية

mainThumb

25-08-2015 12:43 PM

 عيون تلمع ببريق جميل، ولسان ينطق بكلام رائع...وفرح يغمر القلب...وابتسامة ترتسم على الشفاه....عند رؤية...قلب حنون يرفق بكبير كهل عاجز...نشيط يساعد في أعمال خيرية... شهم ينقذ طفلة...كريم يفك ضيقة محتاج...مسلم يهدي ضال...معاملة لطيفة من وجه بشوش يحاول بكل الطرق أن يرشدك لمكان تريده...يدان كريمتان تنقذان مصابًا في طريق عام... متسامح يفرج عن مكروب... موسرًا يسعى لتزويج أعزب... خدوم يقوم برعاية مريض... فاعل خير يصلح ذات البين...غني يتكفل أيتام...خيّر يطعم فقير جائع...حليم يتساهل مع مخطئ.....هؤلاء هم صفوة الصالحين الذين نسأل الله أن يكونوا ممن وصفهم الله في كتابه العزيز: { وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ (٦٠) أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ (٦١)}.  المؤمنون، { إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وكَانُوا لَنا خَاشعِين (٩٠)}. الأنبياء، { وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُولَٰئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ(١١٤)}. آل عمران، وعندما أجاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عن تسأؤل زوجته عائشة رضى الله عنها لمعنى { وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آَتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ} فقال هم الذين يصومون ويصلون ويتصدقون يخافون ألا يتقبل منهم أولئك الذين يسارعون في الخيرات...فهم الذين لا ينتظرون أحدًا حتى يدعوهم لفعل الخير، بل يذهبون بأنفسهم لذلك، بل يسارعون، والمبالغة هنا للدلالة على شدة سرعتهم في فعل أي عمل يرضي الله تعالى. 

 

  والآن كم من المسلمين من يملكون الأموال ولكن لا يقدمون على شي من الخيرات، وكم ممن علمو بأن هنالك من يحتاج لمساعدتهم ولم يساعدوه، وأن هناك ضالاً عن سبيله فلم ينبّهوا، وتعلقوا بالدنيا ولهوها، ولم يسارعوا....؟؟؟ 
 
   فكيف يقدم لنا الله ما نريد، إذا لم نقدّم شيئًا له ؟ إذا فعل الخير أهم من الدعاء نفسه، لأن الله تعالى قدّم ذكر المسارعة في الخير على ذكر الدعاء فقال: { إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا}. ومن هذه الآيات الكريمة نستنتج أيضًا أن السرّ في استجابة الدعاء عند آل البيت إِنَّهُم كَانوا يُسارعُون فِي عمل الخَيراتِ وَيَدعُون الله رَغبًا وَرَهبًا، وكَانُوا لله خَاشعِين... سارعوا بفعل الخيرات في كل مكان أنتم فيه أَحبُّوا وأعطوا بلا مقابل...وأشعروا بسعادة بلا حدود....   
 
 اللهم أسالك لكل من قرأ كلامي  فِعلَ الخَيراتِ، وَترك الْمُنكراتِ، وحبَّ الْمَساكين، وَأَنْ تَغْفِرَ لِهم، وَتَرْحَمَهم، وَإِذَا أَرَدْتَ فِتْنَةَ قَوْمٍ فَتَوَفَّهم غَيْرَ مَفْتُونٍين، وَنسْأَلُكَ حُبَّكَ، وَحُبَّ مَنْ يُحِبُّكَ، وَحُبَّ عَمَلٍ يُقَرِّبُنِا إِلَى حُبِّكَ. أمين


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد