على الحيادِ تجلسُ الحياة - معن سناجله

mainThumb

25-08-2015 03:39 PM


على الحيادِ , وحدَها , هُناكَ ..
تجلسُ الحياةُ
في شرودِها , وفي بُرودِها
على مقاعدِ المُشاهدينْ
كأنَّها غريبةٌ مدعوَّةٌ في حفلةٍ
تراقبُ الجميعْ
لا فرقَ عندَها
ما بينَ هابطٍ وصاعدٍ
أو مقبلٍ ومدبِرٍ
أو هارِبٍ أو غالبٍ
يظنُّ نفسَهُ من الأسودِ
 في العرينْ
وليسَ في إمكانِها , ووسعِها
سوى البقاءِ
في مكانِها , وفي سكونِها
وفي حيادِها المُريبْ
تظلُّ كالغريبْ
لا تحتفي بحاضرٍ , أو غائبٍ
أو توقفُ الشُّــروقَ والغروبْ
ونحنُ , وحدَنا , هٌنا ..
نعيشُ في أدوارِنا , برغمِنا
بغير إذنِــــنـا و ورأينا
نصارعُ الــظُّروفَ , والحظوظَ
والغُيوبْ
ونحنُ , تارةً , جِنانُها
وتارةً , جهنَّمُ
كأنَّنا الأسودُ والقطيعِ نعبرُ الدُّروبْ
ونعبرُ الأنهارَ والسُّهوبْ
وليسَ في مقدورِنا
سوى الذَّهابِ , في اتِّجاهِها رياحُنا , أقدارُنا
كأنَّها عن أمرنا تنوبْ
وباسمِنا توقّعُ الصُّكوكَ والذُنوبْ
سيّانِ , في أمورِنا , وشأنِنا
ما بينَ قاهرٍ وغالبٍ
يعتزُّ بانتصارِهِ
كأنَّهُ إليهِ صانِعٌ
وآخرٍ
على جراحِهِ ينامُ
يلعقُ النّدوبْ
وبينَ ثعلبٍ
وآخرٍ كأرنبٍ
وبينَ كاسرٍ وجارحٍ
وظبيةٍ
تحاولُ النَّجاةَ والهُروبْ
كأنَّنا في غابةٍ فسيحةٍ مكتظَّةٍ , ملتفَّةٍ
نؤجِّجَ الصِّراعَ والحروبْ
وليسَ في مدينةٍ ولا حضارةٍ
نعيشُ في حياتِنا
وندَّعي بأنَّنا شعوبْ



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد