هل فرسان معركة مؤتة يظهرون فجرا حتى الآن؟! - حيدر المجالي

mainThumb

25-08-2015 04:56 PM

لعلي أكون شاهدا على حكاية تناقلها الناس منذ عشرات السنين .. رغم أني لم اشاهد بأم عيني، لكن قربي من ساحة معركة مؤتة الخالدة، في قرية مرود، يدفعني دائما للتحقق من الأمر ... يقال بأن الناس يرون ويسمعون مشاهد حية لتلك المعركة الفاصلة، بين الكفر والإيمان .. فثمة خيالات تظهر فجر الجمعة لفرسان الواقعة، ويسمع صهيل خيولهم وصليل سيوفهم، ويعلوا غبار المعركة عنان السماء .. هذه المشاهد أكدها كثيرون ممن يعيشون بجوار المعركة من عشائر الصرايرة والعضايلة والمجالية .. لكن الرواية تبقى مجرد أقوال لأن تلك المشاهد لم توثق بالصورة أو بالصوت .. هناك من أكد رؤيته لرؤوس تقطع، وأشلاء ممزقة في أرض المعركة ... لكنهم لم يبادروا للأفصاح عنها علنا في وسائل الإعلام المختلفة .


كما أسلفت عشت طفولتي في قرية مرود، التي لم يجيء أسمها صدفة، وأنما دمج لكلمتين عرفهما الناس قديما هما (ممر الواد) وهذا له إرتباط بمعركة مؤتة، كون جيش المسلمين بقيادة زيد بن حارثة، جاء لملاقاة الرومان وحلفائهم من العرب غير المسلمين، عبر الواد الممتد من قرية (ممر الواد) او ما تعرف به اليوم (مرود) الواقعة في الشمال الشرقي لساحة المعركة، فيما جاء جيش الرومان من الجنوب الغربي .. بيد أن هناك من يقول: أن التسمية أصلها (مرواد، أو مرود) بفتح الميم وتسكين الراء الذي يستخدم لتكحيل العين، فيما يقول آخرون بأن التسمية اصلها (مرد) بفتح الميم والراء، وتعني العودة أو الإنسحاب، وهي من ضمن التكتيكات العسكرية التي نفذها القائد الرابع لجيش المسلمين خالد بن الوليد، بعد إستشهاد قادة المعركة الثلاث، زيد بن حارثة وعبدالله بن رواحة وجعفر بن أبي طالب - عليهم رحمة الله - تلك المعلومة تؤكد أن القرية لها عمق تأريخي..


بني مكان المعركة غير المتكافئة عددا وعدة جامع إسلامي، ما يزال شاهدا عليها، لانها اي المعركة؛ كانت فاصلة في التأريخ الإسلامي، لم يتبقى من المسجد القديم، سوى قنطرته الحجرية ومحرابه، وحجارة لجدران مهدمة..


الناس هناك اعتادوا وضع نقود وأشياء أخرى في شقوق المسجد القديم تبركا..


في جواره بني مسجد (المشهد) قبل ثلاثة عقود، وقد أصبح محجا لبعض الشيعة، لأنه يحتضن ضريح الشهيد جعفر الطيار، أو كما يقال: المكان الذي استشهد فيه؛ غير أن الضريح موجود حاليا في منطقة المزار، على بعد 4 كلم من النصب التذكاري للمعركة ..
بالعودة إلى مشاهد المعركة التي تشاهد فجر كل جمعة كما يدعي البعض، يذكر السكان أن عمال الشركة الكورية التي نفذت بناء الجناح العسكري لجامعة مؤتة في بدايات الثمانين من القرن الماضي، أكدوا رؤيتهم لتلك المشاهد، كونهم يواصلون العمل على مدار الساعة، وحتى هذه المعلومة لم تؤكد بعد ..


المهم؛ أننا نعيش - بحمد الله - بجانب بقعة مقدسة، لها ابعادها الدينية والسياسية والتاريخية، لكنها تحتاج إلى إهتمام وزارتي السياحة والآثار والأوقاف .. كما تحتاج إلى مخصصات من الحكومة، لتنفيذ أمر جلالة الملك حسين رحمه الله، بإقامة (بانوراما) تجسد المعركة منذ عشرون عاما، الذي لم ينفذ بعد! ..



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد