صحيفة السوسنة الأردنية

لطالما كنت لا أحبذ إقامة حفلات التخرج من كافة المراحل الدراسية. فالفرح لا يتطلب بالضرورة إقامة الاحتفالات وإطلاق المزامير والتسبب بحدوث الأزمات المرورية وما ينتج عنها من إزعاج وحوادث وتلوث..فضلا عن انتهاك حرية الناس واجبارهم على سماع الأغاني قسراً وبشكل مزعج للأطفال والمرضى وحتى لمن ابتلاهم الله بالحزن. .

رغم اتمامي دراستي الجامعية في مراحل عديدة إلا أن فكرة حفلات التخرج سواء التي تنظمها الجامعات أو الأسرة لم ترق لي .. وكنت أفضل اتمام اجراءات الحصول على الشهادة وتقبل التهاني من المحبين بكل هدوء ولم أحضر .. وكذلك أفراد الأسرة الذين انهوا الدراسة الجامعية بمراحل مختلفة أي من حفلات التخريج تلك ..

لقد تشرفت بالعمل بالتدريس الجامعي كما تشرفت بالعمل عميدا لشؤون الطلبة في جامعة العلوم الإسلامية. .كأول عميد لشؤون الطلبة "إمرأة " في الجامعات الاردنية.. وبحسب طبيعة العمل فإن عميد شؤون الطلبة مسؤول عن ترتيبات حفل التخريج الذي يعتبر مناسبة سنوية مهمة لدى الطلبة وذويهم .. وقد لا يتصور البعض حجم الجهد المبذول لترتيب هذا الحفل لا سيما في جامعات كبرى قد يبلغ عدد الخريجين فيها عشرات الآلاف .. إضافة إلى الكلفة المادية لهذه المناسبة ..

أما المهمة الأخرى للأستاذ الجامعي فهي عملية التدريس والتي لا يحصل عليها في الجامعات إلا من يستحق أن يكون مدرسا جامعيا عن كفاءة واقتدار حيث تخضع عملية التعيين في الجامعات لمعايير دقيقة .. لأن مهنة التدريس الجامعي مهمة تتطلب متطلبات بمستويات معي ..

أعتقد أن المدرس بشكل عام والجامعي بشكل خاص - وهذه وجهة نظر شخصية - ارفع مكانة من أي منصب آخر في المجتمع ..

ولكن....

ما يدمي القلب أن يقوم طالب في جامعة خاصة ب"البصق" على أحد المدرسين أثناء مروره في طوابير الخريجين ..

نحن لا نعرف الأسباب التي دفعت بهذا الطالب على الإقدام على فعلته البشعة مهما كان الخلاف بينه وبين المدرس ...

ان ما قام به الطالب يشير إلى فشل الجامعة في بناء منظومة القيم والأخلاق لدى بعض الطلبة كما يشير إلى النظرة التي تخلو من الاحترام تجاه المدرسين. 

وعليه. ...

نطالب بمحاسبة الطالب وسحب الدرجة العلمية منه فهو لا يستحقها. ..

نطالب برد اعتبار مدرسي الجامعات بإعادة حق المدرس الذي تعرض للاعتداء المعنوي القاتل من قبل الطالب فكرامة هذا المدرس هي كرامة جميع مدرسي الجامعات الأردنية كافة

نطالب الجامعات بإلغاء حفلات التخرج لانها أصبحت عبئا ماديا ومعنويا على الجامعات وعلى المجتمع..فحتى كبرى الجامعات واعرقها في العالم لا تقوم بهذه الاحتفالات ...