ثور دار عايد - مصطفى الشبول

mainThumb

26-08-2015 01:24 PM

يحكى أن ثوراً كان يعيش في إحدى قرى حوران ، وقد كان هذا الثور يعرف بذكائه الخارق وفراسته، وكان يطلق عليه اسم ( ثور دار عايد) ، وفي المساء كان أهل هذا الثور يسهرون ويتسامرون مع الضيوف، ويتحدثون عن ما جرى معهم في الصباح وأثناء عملهم ، وقد كان من عادة أهل القرى يتعللون في ساحة الدار أو ما يسمى بعريشة البيت أو حوش الدار ( أي بالقرب من حيوانات البيت)، ومما يثير الدهشة والاستغراب عندما يتحدث احد الموجودين في المساء ( أمام ثور دار عايد) عن وجود مكان يكثر ويتكاثر فيه الأعشاب ،مثل منطقة ( المحاريب أو المغرقة أو .....) ، يتفاجئ الناس في الصباح الباكر بوجود هذا الثور يرعى ويسرح في تلك المنطقة والمكان المليء بالأعشاب ، وقد قاموا بتكرار هذه الحادثة مع الثور والتحدث أمامه بوجود الأعشاب في أماكن أخرى فيجدوا هذا الثور قد تواجد بتلك الأماكن التي ذكروها، أي انه يسعى ويركض وراء لقمة عيشه بذكائه، حتى أن بعض الجيران وبعض أهالي القرية أصابهم شيء من الغيرة من هذا الثور، فيقوموا بالتحدث بالمساء أمام ثيرانهم عن مواقع يكثر فيها الأعشاب إلا أنهم يجدوا ثيرانهم في الصباح مازالت نائمة.


فلو نظرنا إلى شباب هذا اليوم نجدهم قد تكاسلوا وتقاعسوا عن العمل بشكل لا يحتمل ولا يطاق ، فتجد هذا الشاب ( غير المرتبط بوظيفة أو دراسة) قد تجاوز العشرين من عمره يتكبر ويتجبر على بعض الأعمال ، ويفضل أن يبقى عاطل عن العمل ويبقى بجوعه وعطشه على أن يتعلم صنعة ينفق منها على نفسه، وتجدهم يسهرون طوال الليل حتى ساعات الفجر،وينامون طوال النهار ، ولا يكترثون بأي مسؤولية تجاه الأهل والبيت ، والمصيبة عندما يكون من المدخنين ويشتري دخان من الأنواع الفاخرة والغالية (ما بعرف كيف صارت)، والكارثة عندما يطالب أهله بالخطبة والزواج والكارثة الأكبر موافقة الأهل له بحجة(حتى لا يخسر الفتاة التي يحبها)، فكم من شباب تزوجوا بغرفة واحدة في بيت الأهل وهم عاطلون عن العمل ، ولم يفكروا حتى بالبحث عن أي عمل ( يعني بدهم خبز مخبوز ومي بالكوز).


عندما ذكرنا قصة الثور الذي يركض خلف لقمة عيشه بذكاء ، لم يكن القصد من اجل المقارنة ، لأننا ذكرنا قصة هذا الثور في مقالات ومواضيع أخرى، بل من اجل العلم والتعلم بأن الرزق بحاجة إلى من يسعى له.


فنحن نعلم بأن البطالة موجودة وسوق العمل (داقر) لكن هؤلاء الشباب انحصر تفكيرهم بكرسي ومكتب فقط ، ولا يسعون ولا يبحثون عن أية عمل أو صنعة يعتاشون منها، بل ينتظرون الوظيفة والعمل أن يطرق بابهم وهم نائمون.


وصدق من قال عن مثل هؤلاء : ( سبعك يا قلب يلمرتجي من بيض الحراثين صقور)
 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد