مديح .. ! - سندس جابر

mainThumb

27-08-2015 04:45 PM

 لا الطفولة كانت تستحق هذا المديح و لا الكهولة تستحق هذا الرِّثاء ،، لم تكبر الهموم ! 

 

الهم واحد عندما كنت غرير القلب كنت تبكي على دمية بيد صديق ، او امتحان أخفقت بهِ و تخشى أن تطالك يدا أبيك ، كنت تخاف من العتمة و كانت ترهبكَ قصص الجن و السّحرة  
 
و عندما اشتد عودكَ و كبرت ، صرت تبكي على صاحب الدمية الذي مات ، و صرت تقبل بالاخفاق و لا ترعبك ورقة اختبار صار همك كيف عليكَ أن تجتاز امتحان الحياة منتصراً ! صارت أهم امنياتك أنْ يعود والدك من منفاه تحت التراب ، صرت تدعو الله كثيراً أنْ يعود فيضربكَ و يركلك و يوبخك مقابل أن لا يرحل ، كان يضربك حبا و الحياة تضربك و تدكك دكاً، ثأراً ، خوفاً ، نهاراً ، ليلاً .. 
 
و الضرب يا سادة لغة شانئكَ الأرعن .. 
 
تبدلت يا سيدي ، تغيرتي يا سيدتي العتمة التي كان ترهبنا أجمع عندما كبرنا صارت مطلبا لتغفى عيوننا و ترتاح أبداننا ، الضجيج الذي ادمنا عليهِ صغاراً ، سرقَ نومنا عندما صرنا كباراً !
 
و الجن و الساحر الذي أبكانا صغاراً ، صار طريقة لشفاء المريض و فتح النصيب و الجمع بين العدو و الحبيب و التفريق بين العاشقين..! 
 
الحياة لم تكن أفضل في السابق و لن تكون أفضل بما هو لاحق ،، ((الأفضل)) هو أنت في أي طور كنت ، لا تأسف أبدا على الطفولة و لا تخشى الهرم و لا ترجو الشباب ، انما يتغير فيكَ هو ملامح شكلية لكن قلبك و إن كنت واقفا أمام قبرك باستطاعته أن يفرح ..
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد