تقسيم زماني للمسجد الأقصى ..

mainThumb

27-08-2015 11:25 PM

السوسنة - لم تكد تمضي ساعات قليلة على تصريحات تحذيرية أطلقها وزير الأمن الداخلي الاسرائيلي حيال المرابطين والمرابطات في المسجد الأقصى، ومطالبته بإعلانهم كإرهابيين، حتي تغيرت صوره الاوضاع، حيث بدا أن التقسيم الزماني للمسجد بين المسلمين واليهود دخل مرحلة التنفيذ الفعلي، رغم أنف مسؤولي الأوقاف الإسلامية.
 
وبات المسؤولون الفلسطينيون يستشعرون مخاطر التقسيم منذ أربعة أيام، حيث منعت الشرطة الاسرائيلية المسلمين من دخول الأقصى في الفترة المخصصة لاقتحامات المستوطنين والممتدة من السابعة والنصف صباحًا وحتى الحادية عشرة ظهرا.
 
ومع ان المنع طاول بداية المئات من تلاميذ مدرستي الاقصى الشرعية الثانوية للبنين والبنات، وكذلك النساء المرابطات من مختلف الاعمار، الا ان اجراءات المنع وعرقله الدخول طاولت ايضا حراس المسجد وسدنته، وكذلك موظفي الاوقاف الذين طلب منهم ابراز بطاقاتهم الشخصيه، ومنعوا من الاقتراب لمسافه عشرين مترًا من عشرات المستوطنين الذين اقتحموا الاقصى في حراسة شرطة الاحتلال، وتجولوا بحرية في ساحاته التي بدت خالية من المرابطين والمرابطات.
 
وافادت وكالة الانباء الفلسطينية "وفا" ان الاقتحامات تواصلت بين ساعات الصباح وحتى ظهر امس، من باب المغاربة الذي تم اغلاقه، حيث زاد عدد المقتحمين للأقصى على مائة مستوطن بينهم 90 ممن يسمون "طلاب من أجل الهيكل"، و15 مستوطنا يهوديا، وسبعة عناصر من مخابرات الاحتلال.
 
ويخشى مسؤولون فلسطينيون، حسبما اورد موقع "العربي الجديد" من ان تمهد هذه الاجراءات لما هو اخطر مما طبق في الحرم الابراهيمي بالخليل قبل اكثر من عشرين عامًا، حيث بات للمستوطنين وقوات الاحتلال اليد الطولي في الاشراف علي المسجد والسيطرة عليه.
 
ويصف المختص في شؤون القدس والاقصى، ناجح بكيرات، ما جرى على مدار الايام الاربعة الماضية بانه "التقسيم الفعلي للاقصى"، ما يمهد لتحقيق جماعات التطرف اليهودية مخططاتها القاضية ببناء الهيكل، بدعم من حكومة الاحتلال التي باتت تسخر لهم كل أسباب الحماية.
 
وتساءل بكيرات عن مبررات صمت العرب والمسلمين حيال ما يجري في الاقصى، وعن عدم التحرك العاجل لمنع وقوع الكارثة الوشيكة بهدمه وبناء الهيكل المزعوم على أنقاضه. "
 
اما مسؤولو الاوقاف الاسلامية، وعلى رأسهم مدير عام أوقاف القدس في وزارة الاوقاف والشؤون والمقدسات الاسلامية في المملكة الاردنية الهاشمية، عزام الخطيب، والتي تشرف على ادارة شؤون الاقصى، فيصفون التطورات الاخيرة في المسجد الاقصى بـ"الخطيرة جدًا".
 
ويبذل اولئك المسؤولون جهودًا كبيرة لدى المسؤولين الاردنيين للتدخل العاجل لمنع تدهور الاوضاع بسبب الممارسات والاجراءات الاسرائيلية التي طاولت موظفيهم، وتلاميذ مدارس الاقصى الشرعية.
 
يأتي ذلك كله، في وقت كشفت فيه مصادر فلسطينية، عن تعليمات اسرائيلية من جهات رفيعة بالبدء بتطبيق التقسيم الزماني للمسجد الاقصى وفرض ذلك واقعًا على الارض.
 
وتتصاعد الضغوط من قبل وزراء في حكومة نتنياهو وفي اليمين الاسرائيلي التي تنادي بمنح اليهود موطئ قدم في المسجد الاقصى وتسهيل اقتحامهم له، حتى لو استدعى ذلك استخدام القوة، وهو ما حدث بالأمس حين استهدفت قوات الاحتلال مئات المرابطين والمرابطات واعتدت عليهم بالضرب.
 
الى ذلك،  قال وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي في رسائل متطابقة إن دولة فلسطين ستشرع في إجراءاتها لطرح قضية التصعيد الإسرائيلي الخطير بحق القدس ومقدساتها على أكثر من مستوى في الأمم المتحدة ومنظماتها المختصة.
 
ووجه المالكي امس حسب بيان صادر عن الخارجية الفلسطينية رسائل عاجلة إلى كل من أمين عام منظمة التعاون الإسلامي إياد المدني وأمين عام جامعة الدول العربية نبيل العربي، وأمين عام الأمم المتحدة بان كي مون، ووزير الخارجية ناصر جودة.
 
وشرح المالكي في الرسائل طبيعة الإجراءات التصعيدية التي تمارسها الحكومة الإسرائيلية وأجهزتها المختلفة ضد المسجد الأقصى المبارك (الحرم القدسي الشريف)، وإبعادها وتداعياتها الخطيرة على المنطقة والعالم، خاصة أن الحكومة الإسرائيلية باتت تحشد جميع قواها وإمكانياتها لفرض السيطرة الإسرائيلية على المسجد وتقسيمه زمانياً ومكانياً.
 
وطالب المالكي في هذه الرسائل أمين عام منظمة التعاون الإسلامي بالإسراع في عقد القمة الإسلامية الاستثنائية التي قدمت دولة فلسطين طلباً لعقدها منذ ما يزيد على العام، مطالبا أمين عام جامعة الدول العربية باتخاذ الخطوات العربية السريعة لمواجهة التصعيد الإسرائيلي الخطير ضد المسجد الأقصى ومن أجل حمايته ودرء المخاطر عنه.
 
ودعا كي مون لممارسة الضغط على الحكومة الإسرائيلية لوقف عدوانها على المسجد، مؤكداً أن دولة فلسطين ستشرع في إجراءاتها لطرح هذه القضية في أكثر من مستوى في الأمم المتحدة ومنظماتها المختصة.
 
وثمن المالكي الإنجازات التي حققها الأردن في الدفاع المستمر عن القدس ومقدساتها والمسجد الأقصى المبارك (الحرم القدسي الشريف)، دعيا جودة إلى تدخل أردني سريع ومباشر لوقف التصعيد الإسرائيلي الخطير ضد المسجد.
وفي وقت سابق، دان وزير الدولة لشؤون الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة الدكتور محمد المومني إغلاق سلطات الاحتلال الإسرائيلي عددا من أبواب المسجد الأقصى المبارك / الحرم القدسي الشريف في وجه المصلين المسلمين والسماح باقتحام المتطرفين والمستوطنين للمسجد الأقصى/ الحرم القدسي الشريف تحت حماية جنود وشرطة الاحتلال.
 
وأكد رفض الأردن المطلق لهذه الإجراءات محذرا من محاولات استمرار تغيير الأمر الواقع من قبل القوة القائمة بالاحتلال خلافا للقانون الدولي والإنساني، مشددا على ضرورة الالتزام بنتائج اللقاء الثلاثي بين جلالة الملك عبد الله الثاني ووزير الخارجية الأميركي جون كيري ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في شهر تشرين الثاني (نوفمبر) 2014 بالحفاظ على الوضع القائم في الأماكن المقدسة في القدس الشرقية وعدم المساس بها بأي شكل من الأشكال، واحترام الدور الأردني الهاشمي التاريخي في الحفاظ على الأماكن المقدسة في القدس ورعايتها، والذي افضى الى زيادة اعداد المصلين في ايام الجمع لعشرات الآلاف وشهر رمضان المبارك وليلة القدر التي احياها اكثر من 350 الف شخص.
 
كما أكد حرص الحكومة على القيام بواجبها تجاه المسجد الأقصى تنفيذا لوصاية جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين على الأماكن المقدسة في القدس الشريف.
 
ودعا سلطات الاحتلال الى احترام مشاعر جميع المسلمين والتوقف عن اجراءاتها التصعيدية ضد أحد اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين. - (وكالات)


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد