التشرذم .. الواتس اب نموذجا

mainThumb

30-08-2015 11:30 AM

نعيش عصر تتعدد وتتنوع فيه وسائل الاتصال التكنولوجية اذ اصبحت تنقل العديد من البيانات والمعلومات بسرعة هائلة وبكميات ضخمة تفوق طاقة المستقبل على الاستيعاب وتغرقه بكميات واحجام غير طبيعية تقود المستخدم في الكثير من الاحيان الى التوهان بحيث يصبح لا يعرف ما يريد ويغرق بين اكوام المعلومات، الامر الذي يزيد من حالة التوهان لديه، ويستهلك الكثير من الوقت في البحث والتحري عما يريد، مما ادى الى وجود حالة التسطيح الفكري بمعارفنا وطرق تفكيرنا، فبات العديد معرفته لا تتجاوز القشور حتى في تخصصه!!! والغوص في الاعماق في مصادر العلم والمعرفة بات عادة قديمه ويستّعر منها في احيان كثيرة!!! الامر الذي ادى الى شيوع التفكير السطحي الضيق والابتعاد عن التفكير الشمولي الموسوعي!!! الذي بات يشكل مطلبا حيويا للتقدم والنهوض.


ان الاعتماد على مصادر التواصل الاجتماعي والتي من ابرزها الواتس اب يشكل خطرا محدقا بنا ان لم نتبه له، حيث يبث من خلاله المعلومات الغتة والسمينة وغالبها غت، فالعديد من الاحاديث لا سند لها وضعيفه ومدسوسه، اضافة الى الفتاوى الشرعية في العديد من الامور!!! التي يعتمد عيها العباد في امور حياتهم اليومية.


الهدف الاعظم والمخفي من تلك الوسائل هو ابعاد الامة قدر الامكان عن قضاياها الاساسية وما اكثرها، وابعادها عن مصادر التشريع الاساسية، حتى قراءة القران صارت عبر الهاتف!!! وترك الامة تعيش حالة من التوهان والحيرة في العديد من الامور الاساسية وتأكيدها في العديد من الامور الثانوية ليتشرذم الفكر ويسطّح وبالتالي شل قدراته على التفكير حتى بابسط الامور.


فالمطلوب المزيد من الانتباه والتفكير واستخدام تلك الوسائل بما يخدمنا ويجمعنا فكريا ويعمق فكرنا وتفكيرنا ويزيد من اتساعه وابعاده عن الضيق، فهذه وسائل لا بد وان تستخدم لبناء الفكر لا لتدميره وابعاده عن حالة التشرذم التي نعيشها.

 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد