مستشفى الأميرة بسمة: اكتظاظ بالمراجعين ونقص بالخدمات

mainThumb

30-08-2015 11:42 AM

السوسنة - مازن النعيمي - في الوقت الذي دعت فيه الحكومة الى مواجهة الترهل الإداري وتحسين وتسريع تلقي الخدمات ما يزال مستشفى الأميرة بسمة التعليمي في محافظة إربد (المستشفى المركزي للمدينة) الذي تأسس عام 1960، يشهد ضغطا ونقصا في خدمات الرعاية الصحية والكوادر الطبية والتمريضية رغم مراحل التطور والتوسعة التي شهدها، نظرا لاعداد المراجعين المتزايدة ونقص الكوادر والافتقار لبعض الاجهزة والجدوية .

وكالة الأنباء الأردنية (بترا)، رصدت العديد من حالات المراجعة والتقت عدداً من المرضى الذين لهم قصص يصدح صوتها ألماً وشكوى، وأطباء وممرضين للوقوف على المشاكل التي تعاني منها ، ومحاولة تحديد ما يحتاجه المستشفى لمواجهة مختلف التحديات .

يسرد الشاب "فراس" قصته التي بدأت عندما توجه إلى المستشفى لإجراء بعض التحاليل الطبية في منتصف شهر رمضان الماضي، لتبدأ بعدها رحلة الإجراءات والفحوصات الطبية، وتتوقف عند عدم وجود الطبيب المختص للفحص على جهاز التنظير وإجراء العملية اللازمة لتحديد مرضه.

ويقول بعد انتظار دام أكثر من شهر لإجراء العملية، تبين ان الجهاز موجود لكن الطبيب المختص ترك العمل في المستشفى، ووقع عقدا للعمل خارج البلاد، ولا يوجد أي طبيب "بديل" الأمر الذي حال دون إجراء العملية الضرورية له ولمرضى آخرين.

ويتابع...بحثت عن مستشفى حكومي آخر، لارتفاع كلفة إجراء العملية في مستشفيات القطاع الخاص، ووجد ذلك في مستشفى بمحافظة أخرى ،"وبعد سلسلة من الوساطات للوصول إلى طبيب يقوم بتسهيل إجراءات الدخول وإجراء العملية، اكتشفت بعدها بأنني أعاني من ورم خبيث في المعدة يستدعي إستئصاله فورا" .

ويتساءل قبل دخوله إلى عملية الإستئصال، عن مدى الجدية في محاربة التجاوزات التي تحدث في بعض المستشفيات الحكومية، وإلى متى سنبقى نستهين في أرواح البشر؟، ويؤكد أنه لو أجريت الفحوصات اللازمة في وقتها، لكان استطاع تدارك هذه العملية أو تلقى العلاج في بداية ظهور الورم على الأقل.

وزارة الصحة - العنوان الأهم للأمن الصحي الوطني، اعلنت على لسان مدير مديرية الشؤون الادارية في وزارة الصحة الدكتور عبد الرحمن المعاني عن وجود ترهل إداري ووظيفي لديها، واتخاذها لسلسة من الإجراءات "للإنتفاض" ضد الترهل الإداري والروتين لرفع سوية الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين .

وكالة الأنباء الأردنية (بترا) زارت العيادات الخارجية للمستشفى وشاهدت عن قرب معاناة العديد من المراجعين التي تمثلت بالإصطفاف في طوابير لمدة قد تصل لساعات، والوقوف على ابواب (الصيدلية، الطبيب المختص، المحاسبة،...) .

وشكا العديد من المراجعين من الإزدحام والإكتظاظ الشديدين في العيادات الأمر الذي ينعكس سلباً على صحة المريض، خاصة إذا كان من كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة، وكذلك من نقص أطباء الإختصاص الذي يؤخر عملية المراجعة الطبية، وعدم توفر العديد من الأصناف الدوائية أو إحتكارها، الأمر الذي يدفعهم لشراء الدواء من خارج المستشفى، متحملين عناء ومشقة مراجعة العيادات من جهة، وشراء أدوية من الخارج بأسعار لا تتناسب ووضعهم المادي من جهة أخرى.

ويعلق أحد الأطباء بقوله" إن أبرز المشاكل الإدارية التي يعاني منها المستشفى هي غياب برنامج تعليمي واضح للأطباء"، واصفاً هذه المشكلة بأنها "مأساة" كبيرة تعاني منها العديد من المستشفيات الحكومية، الأمر الذي يفرض ضرورة وضع نظام تدريبي وتعليمي شامل وواضح يرتقي بالرعاية الصحية المقدمة للمرضى.

ويضيف الطبيب الذي رفض ذكر اسمه أن المستشفى يعاني من إزدياد عدد المراجعين في ظل نقص حاد في الكوادر الطبية، وخاصة مع استقبال المستشفيات شريحة كبيرة من اللاجئين السوريين وتقديم الرعاية الصحية لهم، داعياً إلى دراسة هذه المشكلة من قبل الجهات المعنية واتخاذ حلول جذرية تساهم في التخفيف عن الأعباء عن كاهل الاطباء .

ويشير إلى أن العديد من الأطباء توجهوا للعمل إما في القطاع الخاص أو في قطاعات صحية خارج البلاد، ولا سيما دول الخليج لأسباب تتعلق بالمردود المالي الذي يتقاضاه الطبيب ضمن مستشفيات وزارة الصحة، إضافة إلى إزدياد عدد المرضى الذين يتعامل معهم يومياً دون وجود تغطية طبية مناسبة تسانده، وأسباب أخرى تتعلق بالجو العام الذي يعيشه الطبيب في مستشفيات وزارة الصحة .

ويقول مدير مستشفى الاميرة بسمة التعليمي الدكتور أكرم خصاونة أبرز المشاكل التي يعاني منها المستشفى تكمن في كثرة عدد المراجعين وخاصة أقسام الإسعاف والطوارىء بسبب إزدياد عدد سكان المحافظة بشكل كبير وسريع خاصة بعد دخول الأشقاء السوريين إلى المملكة، ومراجعتهم في المستشفيات الأردنية ولا سيما مستشفى الأميرة بسمة، إضافة إلى أن المراكز الصحية تغلق أبوابها في الساعة الرابعة عصراً مما يزيد من الضغط على المستشفى، وقدم المبنى الذي يعود تأسيسه لخمسينيات القرن الماضي بالرغم من إعادة تأهيله عددا من المرات إلا أن "القديم يبقى على قدمه".

وحول عدم وجود طبيب مختص يعمل على جهاز التنظير بين الدكتور خصاونة كان لدينا طبيبان يعملان على الجهاز، ولكن قبل أشهر سافر أحدهما بعد تقاعده من المستشفى للعمل في الخارج ، في حين ما يزال الطبيب الآخر على رأس عمله، وهو في طريقه للخروج أيضاً بعد تلقيه عرضاً للعمل خارج البلاد، مؤكداً بأنه لغاية هذه اللحظة لم تحدث أية أزمة نتيجة ذلك، كما أن إدارة المستشفى تعكف حالياً على مخاطبة وزارة الصحة لإمدادها بالطبيب المختص في العمل على جهاز التنظير تحسباً لحدوث أي نقص .

ويضيف أن حجم العمل الملقى على عاتق كوادر المستشفى والعيادات الخارجية كبير جداً، ويصل في بعض الأحيان بأن يستقبل المستشفى ما يفوق طاقته الإستيعابية بكثير، الأمر الذي قد يؤخر بعض الحالات في تلقي العلاج نسبياً، مشيراً الى أنه وبالرغم من مختلف التحديات إلا أن جميع المراجعين يحصلون على علاجهم اللازم والمناسب.

وينفي الدكتور خصاونة عدم وجود برنامج تدريبي للأطباء ( مقيم، إمتياز) جملة وتفصيلا، مؤكداً أن البرنامج التعليمي يتصف بالوضوح والتنظيم ، ويشعر الطبيب بأنه يؤدي عملا ولكنه يتعلم أيضاً من خلال وجوده في العيادة الطبية وما يتلقاه من مهارات وخبرة عملية عبر البرنامج التدريبي "الزاخر" يومياً.

ويدعو الخصاونة المواطنين لإدراك ومعرفة الحالات المرضية التي تستدعي مراجعة الإسعاف والطوارىء وليس أية عوارض مرضية، وإنما عليهم التوجه لمراجعة المراكز الصحية في مناطقهم وخاصة في الفترات الصباحية،لان ذلك يفتح المجال للمرضى الآخرين الذين تستدعي حالاتهم إهتماماً أكبر ورعاية صحية .--(بترا)

 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد