رائحة الموت ‎ - حنين الناصر

mainThumb

30-08-2015 11:10 PM

عندما تتنشر رائحة الموت في كل مكان  ، ماذا عليك أن تفعل !!

 

ستحاول الهرب ،ستحاول أن تخفي أطفالك في أبعد مكان عن هذه الرائحة المتفشية كالوباء في المكان ، لكن إن كان الطريق الهرب حتى قد أُشبع بالموت والغدر .. ماذا تكون فاعلاً !!
 
ماذا تفعل بطفلك الذي قد أُرضع خوفاً  وحقداً على العالم بأجمعه الذي يريد القتل وحسب ..
 
بدمعة قد جفت على جبينه و لسان حاله يقول ما ذنبي أنا !!
 
لم أقتل ،لم أسرق حتى ، لم أَرتكب أي ذنب بعد كي أرى كل هذا ؟؟ 
 
 
ماذا هو فاعلُ في دنيا تغير لونها إلى اللون  الأسود ويتلون باللون دماء  وكأنهما اللونان الوحيدان المتبقيان بعلبة الحياة
 
 أصبح الموت  والقتل وتفنن بطرقِهما هو الهَم الوحيد والشّغل الشاغل  في هذا العالم ..
 
أولدت كي أصبح رقما متزايداً  بعداد قتلى الحروب فقط !
 
أولدت كي أكون مادةً إعلامية تكتب في الصحف وتنشر بالمحطات ، إنظروا كيف قتل هذه الطفل ؟!
 
أنسيَ العالم أنه قد ولد قبل كل هذه الأديان التي يتنازعون عليها ..
 
 
والأقبح من ذلك الجميع يَقتُل بإسم الدين ويقتل بإسم الرب ،لكن الأديان  جميعها براءٌ من ذلك ..
 
لسان حال هذا الطفل قائلاً : أهذه الحياة التي كنت أركل بطن أُمي لأجها! ..
 
أهذه الحياة التي صارعت أحشاء أُمي لحتى أصبح على متنِها !
 
أصوات تدعو للعدالة ، وأكفٌ تبحث  عن الحُرية و الأمان ..
 
لم يبقى لهم سوى الدعوات كي تبعد قنبلة عن منزلهم أو رصاصة عن قلوبهم و سلب أرواحهم ..
 
لكن من قلب الأسى سَيولد حُلم .. من بين الأشواك الحياة ستظهر زهرة و تعيد للحياة لونها من جديد ..
 
لابدَ أن يستيقظ العالم يوماً من سِمفونية الرصاص والقنابل التي دججت مسامعهم ويعودوا يوما لأصوات العصافير و ضحكات الأطفال و همسات المحبين ..
 
لابدَ من قيد الحقد أن يكسر ويعود الحُب إلى مسراه ..
 
لابدَ من ذلك يوماً ..


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد