رحلات صيد برلمانية شارفت على النهاية

mainThumb

02-09-2015 10:12 AM

 عندما ينطق رجل مثل هتلر قبل أكثر من سبعين عاماً ليقول في كتابه (كفاحي) ويعلن بأنه لا يحبذ النظام البرلماني، فالشعوب – بحسب رأيه- تنتج دكتاتوراً جديداً بدل الذين قامت لخلعهم، حيث يترشح الواحد منهم ويحوز على ثقة الشعب، وما أن يصبح عضواً في المجلس، تعجبه القصة، فلا يلبث أن يفعل كل ما بوسعه ليحافظ على هذا المنصب مهما بلغت التكاليف...لذلك قد يتحول إلى معارض لكل مشاريع التطوير أو التنمية السياسية أو الاجتماعية بحجة وبدون حجة لكنه في الأصل يخشى من بروز جيل جديد من القادة يحرمونه استحلاب النجاح الذي حققه بوصوله إلى قبة البرلمان، لذلك يتحول البرلماني من رجل شعبي إلى نفعي يقتل كل طاقة بناءة في وطنه ومنطقته، يتحدى كل الناجحين ليبقى هو الناجح الأوحد، وما يلبث أن يفكر بتوريث أنجاله هذا المجد....انتهت ترجمتي لفكرة هتلر...واليوم وبعد إعلان مسودة النظام الانتخابي الجديد القائم على تعدد الأصوات لا الصوت الواحد؛ انبرى جهابذة الصناديق المتكسرة...آسف ...الشعارات المتعجرفة والمجلجلة ليقول في وجه رئيس الوزراء متهماً إياه بأنه يريد أن يعيش أطول في الحكومة من خلال هذا القانون...وفي الحقيقة هو من يخاف أن تكون حياته أقصر تحت القبة! 

 
هو من يمكن أن يفقد كرسيه المبجل، وأسمه المعظم عندما ينطلق زمام الحرية للناخب في الاختيار والتوفيق بين المصلحة الوطنية والمصلحة الشخصية...هو من يحب أن يموت الشعب ليبقى هو، ويتعثر الوطن ليقوم هو..هو من يعرف أن سفينة الوطن ستبقى جانحة ما دام هو وأمثاله يتولون دفة التشريع الذي حولوه إلى تشليح، والمعارضة التي أصبحت في عرفهم مقايضة، والمواطنة التي أصبحت (جخة برنجية) بامتياز...لا يا سادة: الوطن ليس بقرتكم الحلوب، ولا عزبتكم الغناء، والمواطنون ليسوا فلاحين أجدادكم الأقطاعيين! الوطن هو الحياة بكاملها، كنتم أو بدتم، حضرتم أم غبتم....الأردن كان ولا يزال رحم ولادة، وستنجب عبر السنين والأيام من أهم أجرأ منكم وأقوى عوداً من أعوادكم، العيب ليس في الحكومة كما تدعون، العيب فيمن قبلوا أن يأكلوا ويشربوا ليملئوا البطون على حساب موازنات المجلس المنهك التعبان...
 
وأخيراً وبعد أن علق دولة أبو زهير الجرس،....وصفق للجميع ليجتمعوا في البهو ليسمعوا ماذا يقال....انبروا يريدون أن يعيدوا الوطن إلى الوراء...ليضمنوا الصندوق بخدمة ممنونة أو طرد إعاشة بخس الثمن، أو حتى خمسين مقسومة بالنصف قبل وبعد،،،،لا يا سادة...فالأردن له قيادة وفيه ريادة...والشعب الذي جالد الأيام تسعة عقود بدونكم سيستمر في مسيرته بعد أن تقطع عنكم الرفادة، وسنعيش بعدكم أعواماً مديدة فلا تستهينوا بهذا الجموع الغفيرة...
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد