شهادة حق في الأردن والأردنيين - د. فادي عبد الكريم الربابعة

mainThumb

04-09-2015 02:39 PM

جاء في الحديث الصحيح عن سول الله – صلى الله عليه وآله وسلم – أنه قال:" من لم يشكر الناس لم يشكر الله".


إن الدافع وراء كتابة هذا المقال هو ما تعرض له المهاجرون السوريون إلى تركيا واليونان والمجر والاتحاد الأوروبي وغرقهم في البحر وإغلاق الأبواب في وجوههم وعدم السماح لهم بالدخول إلى تلك الدول، مع أن قضيتهم إنسانية قبل كل الاعتبارات، كون هؤلاء المهاجرين جلهم من النساء والأطفال وكبار السن الذين أجبرتهم الظروف القاسية للهجرة وليسوا مسلحين ولا إرهابيين.


والأردن هو الدولة العربية والعالمية الوحيدة التي لم تغلق أبوابها يوماً في وجه اللاجئين من أبناء أمتنا، رغم ظروفها الاقتصادية الصعبة وقلة مواردها وتحملها لتبعات هذا اللجوء وما يترتب عليه من لزوم تقديم الخدمات الصحية والتعليمية والاقتصادية والسكنية والاجتماعية والأمنية والمياه والكهرباء وغيرها مما يصعب حصره.


ورغم الإشاعات المؤذية والمغرضة التي تحملها الأردن جراء استقباله للاجئين من أبناء أمتنا من تكهنات التجنيس والوطن البديل ولعبة المؤامرة التي لم يحدث منها شيء على أرض الواقع، وتلك نظرة تشبه نظرة المنافقين التي أشاعها عبد الله بن أبي سلول زعيم المنافقين في المدينة المنورة عندما أراد أن يرفع شعار يا للأنصار ويا للمهاجرين لتفريق الوحدة الدينية والوطنية والإنسانية، فقضية المهاجرين من أهل مكة إلى المدينة المنورة  في عهد الرسول – صلى الله عليه وآله وسلم –  كانت قضية إنسانية أيضاً قبل أن تكون دينيه لأنها هجرة أناس تعرضوا للتعذيب والإيذاء لمنعهم من ممارسة حريتهم الدينية.


إنما نظرت الأردن والأردنيين لهذه القضية نظرة إنسانية إسلامية عربية، فلن يجني الأردن والأردنيين منها أرباحاً ولا منافع ولا شهادات تقدير وجوائز، ولم نتاجر بالإنسانية فلسنا تجار بشر، بل على العكس تماماً جنينا منه ظروف اقتصادية وسكنية واجتماعية صعبة تحملناها في سبيل التوسعة على المهاجرين من أبناء أمتنا وتوفير المأوى والأمان وأبسط سبل الرعاية والحياة الإنسانية التي باستطاعة الأردن تقديمها، ولم نترك أبناء أمتنا من الأطفال والنساء والمسنين يفترشون العراء على حدودنا بل استقبلنا الملايين منهم لأن شهامتنا وكرامتنا وديننا وعروبتنا وإنسانيتنا ترفض ذلك.


وفي الوقت الذي فتح الأردن والأردنيين بيوتهم وبلادهم لإخوانهم المهاجرين نجد أن كثيراً من الدول العربية التي من الله عليها بالسعة والأموال تنأى بنفسها عن تحمل جزء مما تحمله الأردن وكأن الأمر لا يعنيها، وبضدها تتمايز الأشياء، فضد تخلي ونأي الكثير من الدول العربية عن قضية المهاجرين تميز الأردن بهذا الدور من منطلق واجبه الإنساني والديني والعربي، على مرأى ومسمع ومنأى من منظمة دول العالم الإسلامي وجامعة الدول العربية.


وأما عن الهيئات والمنظمات الأممية والإقليمية ( الأمم المتحدة، وحقوق الإنسان، ودعاة السلام وحفظ الأمن، وغيرها ممن ترفع تلك الشعارات) فقد تحمل الأردن البلد الفقير في موارده  والغني بأهله تحمل الأعباء الكبرى وقام بالدور الذي لم تقدر على تحمله تلك المنظمات والهيئات التي يجب عليها على الأقل أن تساهم بالدعم المالي للأردن لا منةً منهم ولا صدقةً وإنما واجب إنساني وشرعي حسب لوائح وأنظمة وميزانية تلك المنظمات والهيئات الأممية والإقليمية والعربية.


فتحية إكبار وإجلال واحترام للأردن والأردنيين أهل النخوة والشهامة الذين تربوا على: " إنما المؤمنون إخوة" و " بلاد العرب أوطاني"، وحفظ الله الأردن من كيد الحاسدين والحاقدين.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد