هلا هيله .. ودغدغة الأحاسيس - ابراهيم محمود ابو عجمية

mainThumb

03-10-2015 09:28 PM

 جميلة هي الأشياء التي تدغدغ الأحاسيس ، وتبعث على الإسترخاء والحلم ..جميلة هي الأشياء التي تبعث الماضي بكل ما فيه من قسوة وشظف ودعة وبراءة ..ومن هذه الأشياء التي تبعث على ما ذكرت ديوان شعر شعبي للكاتب الصحفي سعد الثوعي أسماه ( هلا هيله ) أنا لن أقوم بعملية نقد له ولكنني سأقرأ فقط بعضا من هذه الأشعار التي تبعث على الإسترخاء والتذكّر لا أكثر..يقول في نهاية قصيدته  جدتي تعرف ستيف : 

الله أكبر يا زمان
جدّتي من عقب كانت ..تحتري فصل الخريف
لجل حب الحاج والفطرة..وكم لقمة عصيف
صارت اليومه تغشمر 
وتاكل الفصفص وتتفرج
على حلقه جديده من ستيف
الله اكبر يا زمان.....
لن أقول بأنه استطاع ان يصور بقلمه صورة صادقة تبعث على الرضا والإبتسام ولكنني أقول أيضا بأنه استطاع أن يزاوج ببراعة بين صورة في الماضي وصورة في الحاضر وأن ينقلها أمامنا بلا رتوش لتصير في المحصلة صورة حية نابضة بالدفء والحرارة والحركة.
 وحين يتحدث الشاعر عن جده تجد بين طيات البسمة التي تغلفه رجلا بكل معنى الكلمة
كان يبكي في سكات
وكان يصبر في سكات
وكان يشكي في سكات 
وكان يتألم ويتأوه ويحلم في سكات
 
وحتى وهو يتغزل يظل مشدودا إلى جذوره ..ويحاول الشاعر أن يرسم صورة مريرة _ إذا كان لنا الحق في هذا التعبير _ لحبيبته التي تطورت في هذه الأيام يقول في مطلع قصيدته (وصرتي تعرفين أبجد ) :
تطورتي مع الأيام
تطورتي مع الدنيا 
وصرتي تعرفين أوكي و قودنايت
وصرتي تعرفين ابجد وآي لف يو
ويؤكد على هذا المعنى بقصيدة أخرىفيقول: 
ولكن كلش اتغير
وحتى لونك الأول
خذته البودره
 
هذا التطور قلب كل الموازيين.. ابتعدت فتاته عن النقاء ..تنكرت للنبع الأصيل حتى أصبحت تعاف كل ما يمت للأصالة بصلة:
خذاك الليل والأقمار
مشيتي في دروب الوهم كم مشوار
نسيتي فرحتك بالبحر والأمواج
وصرتي تعرفين الروج والمكياج 
 
وفي نهاية قصيدته عوافي يا زمان اليأس يقول :
أحب اطفال قريتنا
أحب المسحباني في لياليها
احب العز يكبر في أمانيها
أحب المجرفه والغيم والأبروق
أحبك يا نهار العيد بالديره
أحبك يا نهار السوق
 
إن هذا الحنين المتأصل في صدر الشاعر للقرية رمز الطيبة والوفاء والتعاون وحسن الجوار يدعو المرءحقا إلى التفكير بالأصالة في زمن قلّت فيه المروءات وما أريد أن أثبته هنا هو أنني استمتعت كثيرا بقراءة هذا الديوان فأحببت أن تشاركوني فيه لأنني على يقين بأنكم تحبون أن نظلّ على الفطرة والبراءة وأن نعود لأخلاقيات القرية ....


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد