المتصارعون على الأرض السورية ..

mainThumb

04-10-2015 09:39 AM

 بعد  أربع ستوات„ من  القتل ومن الإبادة ومن التدمير والتهجير للشعب السوري ، قررت روسيا أخيرا” : الدخول المباشر في مسلسل الإبادة اليومية للشعب السوري ، والحجة دائما” : مقاومة الارهاب ...

 

           ولكن السؤال الذي يطرح نفسه وبقوة هو  : فهل نسيت روسيا هزيمة الإتحاد السوفيتي السابق في أفغانستان ؟  وهل نسيت روسيا هزيمة الأمريكان في فيتنام وفي العراق  ...  يبدو ذلك !!!
 
          بدأت الثورة السورية بين متصارعين إثنين وهما : الشعب السوري المطالب بحريته وفي الطرف الآخر  : نظام ديكتاتوري متسلط  ... ولكن ؛ وبعد مرور سنتين على إنطلاقة الثورة ؛ عجز النظام السوري عن هزيمة شعبه الثائر ، وعندها طلب النظام العون المباشر من حليفته إيران ومن مليشياتها التابعة لها ، وعلى رأسهم حزب الله اللبناني ... وبعد مرور ما يزيد على اربع سنوات ونصف على إنطلاقة الثورة السورية ، عجز النظام السوري ومعه إيران وكل المليشيات الشيعية عن هزيمة الثورة السورية ؛ فطلبوا العون المباشر من روسيا  ...  وفعلا” دخل الروس إلى حلبة المصارعة السورية الدامية والنازفة والملتهبة ، في محاولة يائسة من الروس لثبيت النظام السوري المترنح والمتهاوي ، ولإنقاذ ايران ومليشياتها الشعية من الهزيمة المحققة على الأرض السورية ...        
 
          ولكن السؤال الذي يتردد هو  ؛ إذا تغلب الشعب السوري على الآلة التدميرية الروسية ؛ وإذا ثبت الشعب السوري البطل أمام المصارع الروسي المندفع والشرس ، فمن هو المنقذ القادم للنظام الساقط ولكل المتساقطين معه فوق الحلبة ؟؟؟  
 
         نحن أمام جولات دامية من  المصارعات الحرة والشرسة ؛ والتي تحولت بدخول الروس من ثلاثية إلى  رباعية ؛ ولكن الحاقدون والمتهيأون والمتأهبون لمنازلة الشعب السوري كثيرون ؛ لذا فمن الممكن أن تتحول هذه  المصارعة الدامية إلى سداسية أو ثمانية ...  أو حتى كونية !!!
 
           والسمة الغالبة على جولات المصارعة الجارية على الأرض السورية أنها تجري دون ضوابط أخلاقية وبلا قوانين تحكيمية  ؛ فالشعب العربي السوري وقف وما زال يقف لوحده على الحلبة وفي الميدان  ، أما المتناوبون على قتله وعلى ذبحه فهم كثيرون وظهر منهم ولغاية الآن  : النظام السوري وإيران والمليشيات الشيعية وروسيا  ...  ولكن ؛ إن بقي النظام السوري مترنحا” على حلبة المصارعة  ؛ فمن هو المنجد القادم لهذا النظام يا ترى ؟؟؟   
 
      هل هم الصينيون ؟ أم الكوريون الشماليون ؟  .......   أم الإسرائيليون ؟؟؟ 
 
           الذي جرى وما زال يجري إلى اليوم  في سوريا العربية  ؛ هو أشبه بالمصارعة الحرة الدامية والتي وصلت اليوم لرباعية بعدما كانت من قبل ثنائية أو ثلاثية ... وقد تتحول وسرعة فائقة لسداسية أو ثمانية أو ....إذا طلب النظام السوري العون والمدد من مصارعين جدد  ... 
 
         الشعب العربي السوري  البطل يستحق من أمته الف تحية ؛ فبرغم غياب الضوابظ الأخلاقية ، وبرغم غياب القوانين التحكيمية عن كل جولات المصارعة الجارية ومنذ أربع سنوات ، وبرغم استخدم النظام وأعوانه للبراميل التدميرية وللغازات وللأسلحة الكيماوية ... وبرغم التناوب الدائم على قتل الشعب السوري ؛ وبرغم كل هذه الهجمات الهمجية والوحشية وبكل أنواع الأسلحة ؛ فلا زال الشعب السوري العربي البطل والأصيل صابرا” وواقفا لوحده على حلبه المصارعة الدامية !!!  وبإذن الله تعالى فإن هذا الشعب العربي المجاهد لن ينحني لغير خالقه ؛ وسيصرع كل المتناوبين على ذبحه   ... 
 
  و إذا الشعب يوما” أراد الحياة  ... فلا بد أن يستجيب القدر ...


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد