متى قومي يعلمون ؟ - نافع العطيوي

mainThumb

05-10-2015 09:26 PM

أحد أهداف التواجد الروسي على الأرض السورية تجربة أسلحتها وإعادة الثقة إلى صناعتها في هذا المجال وإلى ترسانتها العسكرية و التي فقدتها في الأعوام الماضية أمام مثيلاتها من الصناعات والترسانة الغربية في عدة مناسبات وأصبحت الأسلحة الروسية والإتحاد السوفيتي السابق شبة خردة حديد تباع في أسواق المستعمل بأبخس الأثمان، وهذه حقيقة أثبتها الواقع بشكل عمل ومنظور من خلال عدة حروب دارت رحالها في منطقة الشرق الأسط وكانت كل الجهات المتصارعة إحداهن تسليح جيشها روسي والأخرى غربي وأمريكي . 
 
   وقد فقدت الثقة بالأسلحة الروسية أمام العالم بأكمله و لدى كل من يستخدمها ولم يثبت فعاليتها بكل الحروب السابقة بل ثبت  فشلها الذريع في الحروب الإسرائيلية العربية الأربع و فشلت الأسلحة الروسية في العراق وليبيا واليمن و مصر وسوريا فالأخيرة لم تتمكن من حماية أجوائها أمام الهجمات الإسرائيلية بل كان الطيارون السوريون يلقون بأنفسهم بالمظلات بمجرد رؤية الطائرات الإسرائيلية هرباً من طائراتهم قبل أن تبدء المعركة  وتركها تتحطم على الأرض(حسب شهادة رئيس أركان سوفيتي في سوريه)....  والعراق لم تمكنه الأسلحة الروسية من الدفاع نفسه أمام الهجوم الأمريكي وكذلك ليبيا واليمن خلال 15دقيقة تمت تصفية سلاح الجو اليمني بالكامل من قبل قوات التحالف بقيادة السعودية وسلاح الجو اليمني مسلح بطائرات روسية الصنع....وفي مصر بعهد جمال عبدالناصر تحولت الطائرات الروسية إلى أدوات منزلية كما ذكر بشاهدته المهندس رشيد عطية.
 
فهل تثبت الأسلحة الروسية فعاليتها الآن أعتقد أنها ستكون كما كانت في الماضي لأن الغرب المرتاح لما يجري وسعيد جداً بما يحصل لن يسمح لها بذلك ...تعودنا نرى السياسة الروسية غبية ودائماً ما تظهر بهذا المظهر ولم نرى سياسة روسية في السابق ولا سوف نرى الآن بمستوى الأحداث وعلى مستوى الأزمات التي تحدث بالعالم منذُ نهاية الحرب العالمية الثانية ولحد هذه الساعة فعلى أيام الإتحاد السوفيتي وبزمن رئيسه آنذاك نوكيتا خروتشوف نصبت عدد من الصواريخ النووية السوفيتية في كوبا على خليج الخنازير بالقرب من حدود الولايات المتحدة الأمريكية وقامت و نهرتها الأخيرة وتم سحب تلك الصواريخ وسبق ونهرتها الولايات المتحدة الأمريكية من أماكن عديدة و إستجابت روسيا على الفور وقبل سنتان وعندما إستخدم مجرم الحرب السفاح بشار الأسد الأسلحة الكيماوية ضد شعبه وحال سماعها بتحرك حاملات الطائرات الأمريكية للمتوسط أعلنت إنسحابها من سوريا وقالت لن ندخل حرب لأجل الأسد ونظامه...والآن لو تنهرها أمريكا بشكل جدي سوف تنسحب على الفور ولكن أرى أن ما يحصل مرتاحة له أمريكا والغرب أجمع وسعيدة فيه وبتمام الرضى عنه.
 
فهي تريد الآن إستعادة ذلك الثقة المفقودة بأسلحتها...فهل يا ترى سيقوم الغرب بتزويد المعارضة السورية بمضادات وأسلحة نوعية  تحطم من خلالها هذا الجبروت الروسي المزعوم وتعيدها إلى نقطة الصفر التي بدأئت منها...أعتقد أن هذه فرصة الغرب وأعتقد أنهم سيفعلون قريباً ومضطرين لفعل ذلك لأن الدم الذي يسفك ليس دم غربي وما يدمر من ممتلكات وبنية تحية لستُ كذلك غربية فالقاتل والمقتول في نظرها إلى الجحيم وهذه حقيقة لا يساورها الشك والظنون....فالغرب اللعين هو المستفيد الأول والأخير ومن كل الإتجاهات فبعد إنتهاء ذلك الحرب والتي ستنتهي كالمعتاد لا غالب ولا مغلوب و سنرى حضوراً كثيفاً للشركات الغربية والتنافس على مشاريع الإعمار فهذا الغرب اللعين سيتفيد من الدمار والإعمار وبيع المعدات العسكرية والمدنية وكسر قوة أعداءه بأيادي غيره وبغض النظر عن أعداد الأرواح التي سوف تزهق في سبيل تحقيق مصالحه وأطماعه التي لاتتوقف عند حد....فبحق يستحق العيش بهذه الدنيا بأمن وسلام ورضى من كان ذكياً وعقلانياً.
 
 
Nsa1122@hotmail.com
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد