إنتفاضة رغم أنف الجميع .. ‎

mainThumb

06-10-2015 07:09 PM

    مثلت الإنتفاضة الفلسطينية الأولى عام 1987 م ردة الفعل الطبيعية من شعب  يقبع تحت الإحتلال والإضطهاد على جرائم الإحتلال اليومية البشعة ...

          في تلك الفترة وجدت الإنتفاضة الفلسطينية حاضتها العربية  ؛ فحققت النجاحات المأمولة ؛ وأوجعت الإحتلال الصهيوني وخلخلت  بنيانه الواهن ، وحصلت على تعاطف„ دولي غير مسبوق ، وعكست إتجاه الهجرة اليهودية إلى خارج فلسطين ...
 
       في تلك الإنتفاضة كان الدعم العربي الإعلامي والمعنوي والمادي حاضرا” وبقوة ، وفي تلك الفترة كان العراق العربي في أوج قوته وعطاءه لأمته وللفلسطينين ، ... كل الأمة العربية من المحيط وحتى الخليج كانت يدا” واحدة” ومع  الفلسطينيين في إنتفاضتهم الأولى ...
 
          وإستمرت هذه الإنتفاضة والتي أطلق عليها ؛ إنتفاضىة الحجارة ؛ لخمس سنوات أوجعت الإحتلال وزعزعت استقراره وهزت بنيانه الداخلي ، وأذهلت العالم كله بما قدمته من تضحيات كبيرة ...  ولكن إتفاقيات اوسلو الموقعة في عام 1993 م كانت هي الخنجر الذي طعن الإنتفاضة  في الظهر وأراح الإحتلال من تبعاتها  ، خمدت الإنتفاصة حين وثق الفلسطينيون بالوعود الدولية واليهودية الكاذبة بإنشاء الدولة الفلسطينية في الضفة وفي غزة ...
 
        في عام 2000 م اقتحم المجرم شارون بصحبة مئات من الجنود ومن قطعان المستوطنين المسجد الاقصى المبارك  ، فأشتعلت الإنتفاضة الفلسطينية الثانية والتي جاءت مختلفة عن إنتفاضة الحجارة الأولى ، حيث استخدم الفلسطينيون خلالها ما توفر لدبهم من سلاح وعتاد فردي ،  واشترك في هذه الإنتفاضة الشعب الفلسطيني بأكمله ؛ وساندته الفصائل المسلحة والتابعة للحركات الفلسطينية المختلفه ، ونفذ الفلسطنيون في تلك الإنتفاضة كثيرا” من العمليات الإستشهادية النوعية والتي أوجعت الإحتلال وقصمت ظهره ، وقدم الشعب الفلسطيني الآف الشهداء والجرحى وعشرات الآلاف من المعتقلين والأسرى ، ورغم الحصار الدولي الخانق المفروض على العراق ظل ثابتا” على نهجه الثابت والداعم للعرب وللفلسطينيين   ، ومثل العراق سندا” قويا” لتلك الإنتفاضة المباركة  ؛ وقدم العراقيون الدعم المادي لأسر الشهداء ولذوي الجرحى والمعتقلين  ...
 
        بعد الاحتلال الأمريكي للعراق في عام 2003 م فقد الشعب الفلسطيني سنده القوي ؛ والذي مهد الطريق لأفول الإنتفاضة الفلسطينية الثانية ولتوقفها النهائي في العام 2005 م ...
 
         مع إنطلاقة ثورات الربيع العربي في عام 2011 م توقع الكثيرون قيام ثورة فلسطينية كبرى خارقة وحارقة للإحتلال  الصهيوتي الغاشم ؛ ولا تبقي للمحتل شيئا” ولا تذر ؛ وتقوم جنبا” إلى جنب„ مع ثورات الربيع العربي الشاملة  ... ولكن هذا الشيء لم يحدث ، واتخذ الشعب الفلسطيني دور المراقب الحذر لمآلات الربيع العربي عسى أن يثمر هذا الربيع العربي : الحرية والديمقراطية والوحدة الشامة للأمة العربية ، وعسى أن يكمل مشواره بطرد الاحتلال وبتحرير القدس العربية وفلسطين ... ولكن وبعد مرور أكثر من أربع سنوات على إنطلاقة الربيع العربي حرف المستعمرون وأعوانهم بوصلته وشوهوا أهدافه الناصعة ، وحولوه إلى صراعات داخلية دموية ولا تنتهي ؛ وضاعفت الأنظمة الإستبدادية والقمعية من من وحشيتها ومن قمعها الدموي لشعوبها العربية الثائرة   ...
 
          واستغل اليهود العدمية والضياع والتيه العربي، وصادروا الأراضي الفلسطينية ، ووسعوا وشيدوا المستوطنات اليهودية الجديدة ، وقتلوا واعتقلوا  ودنسوا أولى القبلتين تمهيدا لتقسيمه ولهدمه ثم بناء الهيكل المزعوم  ...
           إنه واقع عربي وفلسطيني خدم الإحتلال الصهيوني كثيرا  ، والذي اجتهد لإستغلاله أبشع إستغلال ... ولكن الخيرية الموجودة في  الأمة باقية وإلى يوم الدين ، والجهاد في بيت المقدس وفي أكناف بيت المقدس باق„ وإلى قيام الساعة ... حيث تداعى الشباب الفلسطيني المؤمن والمحاهد  لمواجهة العدو الصهيوني ولنجدة القدس ولحماية أولى القبلتين بصدورهم العارية ...
 
        الواقع العربي المزري يقول للفلسطينين  : أجلوا إنتفاضتكم الآن ... والمياه المصرية الملتفة حول قطاع غزة تقول للفلسطينين : ناموا الآن ولا تستيقضوا   ...  !!! ... كما أن ضياع العراق العربي ، وضياع سوريا العربية ، وضياع ليبيا واليمن والصومال . وحالة التيه والضباع والتشرذم والتفكك العربي كلها تنادي وتقول  : أيها الفلسطينيون ؛ إنتفاضتكم ليست الآن  .... ولكن نداءات أولى القبيلتين وصرخات القدس العربية أقوى من نصائح الناصحين ومن نداءآت المرجفين  ،  فأنات القدس العربية تلهب المشاعر الصادقة وتحرك القلوب المؤمنة ، وتحطم كل القيود  والمعوقات ، وتتجاوز كل السياسات ، ولا تقبل التسويف والتأجيل وهذا الذي دفع الشباب الفلسطيني لمواجهة المحتل اليهودي الغاشم وبصدورهم العارية رغم أنوف المطبعين والمنافقين ،والمرجفين ...  فرغم حالة الوهن والضعف العربي ورغم التواطؤ الدولي ؛  فالقدس لأمتها الإسلامية والأقصى فوق رؤوس الجميع    .....
          وإن هذا الشعب الفلسطيني المنتفض والثائر يردد اليوم وبصوت واحد :
 
   يــــا الله ما النا غيرك يــــا الله .......
 
 يـــا أقصى واحنا رجالك يـــا أقصى ...


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد