العنف الجنسي .. مأساة تتعمق بعد انتهاء الجريمة

mainThumb

08-10-2015 03:01 PM

السوسنة - مأساة لا تميّز بين صغير وكبير، أو رجل وامرأة، ظاهرة مدمرة، اسمها العنف الجنسي والاغتصاب.
 
تتعمق المعاناة بعد انتهاء الجريمة، ونجاة الضحيّة، التي تبدأ صراعاً طويلاً مع صدمة نفسية شديدة، أو مرض زرعه معتدٍ في لحظة نشوة، يريها ألوان الألم، وربما يفصل روحها عن الحياة.
 
أفعال ذات طابع جنسي، مفروضة بالقوة أو الإكراه، يرى خبراء أنه تعريف للعنف الجنسي. تعددت المصطلحات والنتيجة واحدة، عواقب مفزعة تعود على الفرد، والأُسر، والمجتمعات.
 
وما يزيد القضية تعقيداً، أن نسبة كبيرة من هذه الجرائم تمر من دون الإبلاغ عنها، وربما يستهان في مدى انتشارها، ونتائجها.
 
وقد تلجأ الضحايا إلى ممارسات غير آمنة للتخلص من الحمل، الناتج عن الاغتصاب، ما يعرضها للخطر، أضف إلى ذلك، أن الأطفال المولودين نتيجة الاغتصاب وأمهاتهم يكونوا في غاية الاستضعاف، ويتعرضون لخطر النبذ في مجتمعاتهم. وقد يتعرض الأطفال للوأد أو غيره من أشكال العنف.
 
الشعور بالذنب والخجل، أو الخوف من الاعتداء والانتقام، والوصم بالعار، والنبذ داخل العائلة والمجتمع، وغيرها من أسباب انتزعتها دراسات وتجارب، تمتنع بسببها الضحايا عن الجهر بما حصل، أو اتخاذ الإجراءات القانونيّة اللازمة.
 
كيفيّة التعامل مع ضحايا العنف والاغتصاب، وآلية التبليغ، وتسلسل الإجراءات، وكيفيّة التشخيص والتوثيق، والتعرف على أنواع العنف الجنسي، إضافة طريقة جمع الأدلة، كانت أهدافاً رئيسةً لدورة نظمها معهد العناية بصحة الأسرة في إربد.
 
ودفعت النزاعات، والوضع المضطرب، الذراع الصحي لمؤسسة نور الحسين إلى بحث القضية الخطيرة، التي تزيد رقعة انتشارها مع الحروب، والعنف المسلح.
 
ونظم دورته بتمويل من صندوق الأمم المتحدة للسكان، تحت عنوان، التدابير العلاجيّة السريريّة لضحايا العنف الجنسي والاغتصاب، من الأحد إلى الخميس.
 
وفي ثلاثة أيام ناقش فريق المعهد العلاجات الطبيّة لضحايا العنف الجنسي، وكيف يكون استقبال الضحايا، واخذ العيّنات، والدلائل، التي من شأنها ان توصل إلى الجاني، وتوثيقها.
 
وشرح كيفيّة دراسة المضاعفات التي تقع على الضحية، وطريقة تقديم العلاج لها.
 
فيما بحث في يوم الدروة الرابع الجانب القانوني، والحقوق، والمسار الذي يجب أن تسير في الضحية، وطبيعة العقوبات التي ستقع بحق الجاني، إضافة إلى مدونة السلوك.
 
وفي آخر يوم من الدورة، ركز فريق المعهد على الآثار النفسيّة المترتبّة بعد ارتكاب الجريمة، وكيفيّة علاجها.
 
ومعهد العناية بصحة الأسرة من المراكز الإقليمية التي تقدم خدمات ورعاية صحية شاملة للأسرة، وتدريب للمتخصصين في الرعاية الصحية الأسرية، وحماية الأطفال، وإعادة تأهيل الناجين من العنف، والتعذيب.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد