مؤتمر الحوار يدعو الى عقلنة الخطاب الديني على المنابر

mainThumb

08-10-2015 06:20 PM

عمان - السوسنة - ثمن المشاركون في مؤتمر "الحوار بين الثقافات والأديان : التجربة الاردنية نموذجا" الذي اقامته وزارة الثقافة بالتعاون مع المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة –إيسيسكو، على مدار يومين خطاب جلالة الملك عبدالله الثاني الذي ألقاه في الجمعية العامة للأمم المتحدة نهاية الشهر الماضي.
 
وقالوا ان الخطاب تضمّن النقاط السبع ذات العلاقة بالحوار بين الثقافات والأديان، التي تُعدّ منهجًّا علميًّا وعمليًا عالميًّا للمؤسسات والأفراد في هذا المجال؛ وهي: العودة إلى الأصول والروح المشتركة بين الأديان ومعتقداتنا فالجوامع أعظم من الفوارق، وتغيير لهجة خطابنا فعالمنا عرضة إلى التهديد عندما يسيطر العنف والخوف والغضب في المدارس وفي علاقاتنا الدولية، وترجمة معتقداتنا إلى أفعال لنجسّد قيم ومبادئ ديننا الحنيف في حياتنا اليومية، وتعظيم صوت الاعتدال فمن المفارقات العجيبة استغلال المتطرفين وسائل الإعلام الحديثة لنشر الجهل، وكشف زيف وخداع الخوارج؛ إذْ ويتوجب علينا حماية ديننا وقيمه النبيلة فهذه حربنا بوصفنا مسلمين وهذا واجبنا،وان التسامح لا يقبل التطّرف، والاعتدال لا يعني قَبول من يسيئون إلى الآخرين ويرفضون كلّ من يختلف معهم، والتواصل يحدد كيفية العيش والتفاعل.
 
وخلص المؤتمرون من علماء ومفكرين وباحثين في قضايا الحوار بين الثقافات والأديان إلى إجراء دراسة وطنية شاملة لقياس أثر وسائل الإعلام في توظيف مفاهيم الحوار بين الثقافات والأديان؛ إذْ أنّ قياس هذا الأثر غاية في الأهمية؛ إذ يُعد قاعدة تنطلق منها أي برامج علاجية، أو حملات توعوية، لتعزيز وتعظيم الإيجابيات في مفاهيم الحوار بين الثقافات، وتجنب السلبيات، وتوعية أفراد الأسرة من خلال الأبوين بوصفهما قدوة بأهمية احترام الآخر، والتعامل معه من منطلق إنساني أيّ كانت ديانته وهويته أو مسقط رأسه.
 
وتنقية مناهج التعليم المدرسي من كلّ ما من شأنه تعكير الأمن والسلم المجتمعي، والتركيز على مفاهيم التسامح، والتعايش، والتعاون، والتراحم، واحترام الآخر، والتأكيد على المؤسسات الدينية والوعّاظ والدعاة ضرورة التركيز في خطابهم على مضامين القيم الإنسانية الجامعة وإنْ تنوعت معتقدات كلّ منها، وضرورة توسيع وإغناء عناوين العمل في منظمات المجتمع المدني لإقامة ندوات ومحاضرات وورشات عمل للفئات العمرية المتنوعة من الجنسين؛ لتعمل على تعديل ممارسة الفئات المستهدفة نحو قيم المواطنة المدنية بالمعنى الدستوري.
 
واكدوا على توظيف مزايا وسائل التواصل الاجتماعي والتكنولوجي التعبيرية والبصرية (ثقافة الصورة) لسعة انتشارها، وأهمية التفاعل اللحظي بين المتواصلين عبرها نحو بثّ القيم المشتركة والجامعة وطنيًّا وإنسانيًّا، لزيادة مساحات وعناوين التحاور الثقافي فيها، مُركزين على ضرورة توسيع الفئات المستهدفة لتلقي مثل هذه الرسائل الهادفة خاصة قطاع الشباب من الجنسين بصورة أساسية.
 
كما دعوا إلى عقلنة الخطاب الديني على المنابر، وفي وسائل الإعلام المرئي والمسموع والإلكتروني خاصة، وتعظيم دور الوعظ والإرشاد متمثلاً في اختيار الواعظ والمرشد المناسب لأداء دوره في المساجد، والندوات الدينية، والمناسبات المتنوعة، وكذلك في الكنائس ودور العبادة كافة، وعقد المؤتمرات والندوات والمحاضرات وورشات العمل التي تتناول الحوار بين الثقافات والأديان في مدارس المملكة المتنوعة بمشاركة الطلبة أنفسهم، كذلك استخدام الفنون بأشكالها المتعددة، خاصة الدراما وتوظيفها لتعزيز قيم العيش المشترك، وإطلاق حملة إعلامية إقليمية لتقريب الحوار بين الثقافات، بمشاركة النخب السياسية والفكرية والمؤثرين في وسائل التواصل الاجتماعي، لتعزيز مبدأ التعايش وترسيخ المشتركات الإنسانية في مواجهة العنف المرتكب باسم الدين، الذي يتعارض تماما مع ثقافتنا وتاريخنا، ويتناقض مع التعاليم الدينية الأصيلة التي تدعو إلى السلام والتعايش.
 
وأشاروا الى الحاجة إلى دعم رسمي من المؤسسات الحكومية ذات العلاقة لتعزّز الحوار والتعددية ومواجهة العنف؛ إذْ يتم بناء رسائل واضحة مشتركة، تتمتع بدعم وتعاون المؤسسات الدولية والإقليمية، ومؤسسات الحوار بين أتباع الأديان والثقافات في المنطقة كذلك الى زيادة برامج التوعية العامة من خلال التغطية الإعلامية للبرنامج حول أهمية وسائل التواصل الجماهيري والاجتماعي في الحفاظ على التنوع الديني والثقافي في المنطقة. ودعوا الى إطلاق شبكة تؤمن بالاستخدام الفعّال لوسائل التواصل الجماهيري، خاصة وسائل التواصل الاجتماعي في مجال الحوار، وأهمية إرساء مبادئ لاستخدام منصات وسائل التواصل الاجتماعي بوصفها مساحة للحوار بين الثقافات، ومنح وسائل التواصل الاجتماعي دورًا أكبر مثل الفيسبوك وتويتر وغيرها؛ لتكون مناخًا جديدًا يعمق التواصل والحوار بين الثقافات والتعايش بين أفراد المجتمع، خاصة أنّ هذه الوسائل ساهمت إسهامًا واسعًا في تدفق المعلومات وتوسيع هامش الحرية، وأصبحت مصدرًا معتمدًا للأخبار ووسائل الإعلام، وتطبيق استراتيجيات إعلامية على أرض الواقع، تتضمن برامج إعلامية وثقافية تنحاز إلى الحوار الإيجابي والتعايش بين الناس؛ إذ أنّ مثل هذه الاستراتيجيات تمنح وسائل الإعلام القوة لمواجهة التكتلات الإعلامية العالمية ومجاراتها، والاستفادة من المواقع الإلكترونية على شبكة الإنترنت لإيصال رسائل إعلامية إلى فئات المجتمع المتنوعة حول جوانب الحوار والتعايش بين المجتمعات.
 
كما دعوا الى طرح تجارب حيّة جديدة تعزّز دور الحوار بين الثقافات في ظلّ الظروف السائدة في الدول العربية، للحدّ من العصبية الطائفية والمذهبية، ونبذ العنف والتطرف، وتعظيم دور المعلم والأستاذ الجامعي، والتركيز على دور كليهما في إيصال مضامين رسالة عمّان إلى الطلاب في المراحل الدراسية والجامعية كافة، وإقامة المزيد من المؤتمرات والملتقيات والندوات وورشات العمل والمحاضرات؛ للإسهام في رفع درجة الوعي وإغناء المعارف لدى فئات المجتمع كافة بمشاركة أطياف دينية وفكرية وسياسية متعددة. -(بترا) 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد