هجوم أنقرة يعقّد الانتخابات المقبلة - أيمـن الـحـمـاد

mainThumb

12-10-2015 09:53 AM

 ثمة قناعة أن تركيا اليوم باتت محاصرة باستحقاقات داخلية وخارجية، فهي على المستوى المحلي تشهد جدلاً سياسياً كبيراً على وقع الانتخابات، وما آلت إليه نتائجها، يضاف إلى ذلك استهداف الداخل التركي بهجمات انتحارية، سلّت بموجبها الدولة التركية سلاحها من أجل محاربة الإرهاب الذي تراه يتمثل في بعض الأحزاب الكردية وعلى رأسها حزب العمال و»داعش».. إلا أن المستجد الأكثر حضوراً وتأثيراً هو دخول روسيا كطرف في الأزمة السورية، إذ ومن خلال تدخّلها قطعت الطريق أمام أي أفكار تركية بدءاً من المنطقة العازلة أو منطقة حظر الطيران فوق سورية.

 
ومنذ العملية الانتحارية في مدينة «سوروج» على الحدود التركية - السورية في يوليو الماضي، وانطلاق عمليات عسكرية للجيش والشرطة التركية، سقط عدد من الضحايا من الجانبين «الأكراد والحكومة» ما تسبب في حالة شقاق يبدو أنها لن تلتئم قريباً.. ولم تفصح حتى الآن أي جهة عن مسؤوليتها للعمليتين الانتحاريتين في أنقرة، والتي أودت بحياة حوالي 100 شخص وأكثر من 200 مصاب.. وتأتي هذه الانفجارات قبل أقل من شهر على انطلاق الانتخابات التشريعية المبكرة التي دعا إليه الرئيس التركي.
 
وإذا ما اتضح أن هذه العملية الانتحارية تقف وراءها «داعش» سيضع ذلك واشنطن أمام مسؤولية تنفيذ وعودها لتشكيل منطقة «خالية من داعش» في سورية، خصوصاً بعد أن أوفت أنقرة بتعهداتها وفتحت قاعدة «انجرليك» العسكرية أمام المقاتلات الأميركية، ما ساهم في تخفيض كلفة الحرب التي تقودها واشنطن ضد «داعش» من جهة، وجعلها أكثر فعالية من جهة أخرى.
 
وفي حال تبين أن «العمال الكردستاني» أو أي حزب كردي يقف وراء هذه العملية فإن من شأن ذلك تصاعد الأعمال العسكرية باتجاه معاقل هذا الحزب، وهو أمر سيكون له تبعات وانعكاسات كبيرة على الانتخابات المقبلة وربما يؤدي إلى تقليص حصة حزب الشعوب الكردي في البرلمان المقبل. كما أنه في المقابل قد يضعف من حظوظ حزب العدالة والتنمية في الظفر بالأغلبية، خصوصاً إذ ما استغلت أحزاب المعارضة تصاعد أعمال العنف في الداخل التركي، والتقليل من المجهود الأمني الذي تبذله حكومة أحمد داود أوغلو.
 
المملكة من جهتها ترى أن الأحداث في تركيا تحتّم على المجتمع الدولي الاضطلاع بموقف أكثر حزماً تجاه المجموعات المتطرفة التي تستهدف الأمن في الشرق الأوسط عبر استهداف الدول الأكثر تأثيراً وثباتاً في المنطقة.. الرياض وأنقرة ملتزمان تجاه توحيد الرؤى المشتركة في مجال مكافحة الإرهاب، ودفع الدول المؤثرة لتنسيق جهودها لمحاربة التنظيمات المتطرفة.
"صحيفة الرياض"
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد