السعودية أبلغت موسكو أن تدخلها في سوريا له عواقب وخيمة

mainThumb

13-10-2015 02:02 PM

السوسنة - قال مصدر سعودي: «إن مسؤولين سعوديين كبارا أبلغوا القادة الروس  الأحد أن التدخل العسكري الروسي في سوريا ستكون له عواقب وخيمة؛ وسيؤدي إلى تصعيد الحرب هناك ويدفع متطرفين من أنحاء العالم إلى المشاركة فيها».
 
وتشير الرسالة التي صاحبها تعهد بدعم جماعات المعارضة المعتدلة التي تحارب الرئيس بشار الأسد حليف روسيا إلى تشكك السعودية في دوافع موسكو للمشاركة في الحرب التي بدأت قبل أربعة أعوام ونصف العام وقتل فيها نحو 250 ألف شخص وأسفرت عن تشريد نحو 11 مليون سوري.
 
وقال المصدر أمس الاثنين: «التدخل الروسي في سوريا سيدخلهم في حرب طائفية» مضيفا: «إن المملكة تحذر من العواقب الوخيمة للتدخل الروسي». وتابع قوله: «سيواصل السعوديون تعزيز ودعم المعارضة المعتدلة في سوريا».
 
وقال المصدر: «إنه يتحدث استنادا إلى المواقف التي أوضحها ولي ولي العهد ووزير الدفاع السعودي الأمير محمد بن سلمان ووزير الخارجية عادل الجبير خلال الاجتماعات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير الخارجية سيرجي لافروف الأحد في منتجع سوتشي الروسي المطل على البحر الأسود».
 
وأغضب التدخل الروسي المملكة وغيرها من خصوم الأسد الذين يقولون إن الضربات الجوية الروسية تستهدف جماعات معارضة للأسد وليس تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) وحسب، مثلما تقول موسكو.
 
وتشتبه دول الخليج العربية في أن الدافع الرئيسي للكرملين هو إنقاذ الأسد.
 
وقال المصدر السعودي: «سيسهم التصعيد الأخير في اجتذاب متطرفين وجهاديين للحرب في سوريا». وأضاف: «إن تصرفات الكرملين ستنفر المسلمين السنة العاديين في مختلف أنحاء العالم».
 
وقال المصدر: «إن السعوديين حثوا روسيا على المساعدة في محاربة الإرهاب في سوريا من خلال الانضمام إلى التحالف الذي يحارب داعش ويضم أكثر من 20 دولة».
 
وأكّد من جديد أن الرئيس السوري بشار الأسد يجب أن يرحل في إطار عملية تم الاتفاق عليها خلال مؤتمر جنيف للسلام الذي انعقد في يونيو 2012 وحدد مسارا للسلام والانتقال السياسي.
 
ويدعو أحد العناصر الأساسية في الخطة لتشكيل حكومة سورية في المستقبل «بالتراضي» بين السلطة والمعارضة وهو موقف تقول واشنطن إنه يعني عدم إمكانية بقاء الأسد في الحكم.
 
وفي تصريحات للصحفيين عن الضربات الروسية قال الجبير: «إنه عبر عن قلق المملكة من أن هذه العمليات يمكن أن تعتبر تحالفا بين إيران وروسيا». وقال الجبير: «إن روسيا ذكرت أن هدفها الرئيسي هو مكافحة الإرهاب».
 
في السياق ذاته دعا الاتحاد الأوروبي أمس روسيا إلى «وقف فوري» للضربات الجوية التي تستهدف «المعارضة المعتدلة» في سوريا، معتبرا أنه: «لا يمكن التوصل إلى سلام دائم مع القادة الحاليين» للبلاد فيما تدعم موسكو الأسد. 
 
وقال وزراء خارجية الدول الـ28 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي المجتمعون في لوكسمبورغ: «إن التدخل الروسي في النزاع الذي يغير قواعد اللعبة -على حد قول وزيرة خارجية الاتحاد فديريكا موغيريني- يثير قلقا عميقا داخل الاتحاد الأوروبي». 
 
لكن بالرغم من اللهجة المتشددة حيال موسكو ظهرت خلافات داخل الاتحاد الأوروبي بشأن المكانة الواجب إعطاؤها للأسد الذي يحظى بدعم بوتين. 
 
وأكّد بوتين الأحد أن جيشه يتدخل في سوريا بغية الحفاظ على «استقرار السلطات الشرعية وتوفير الظروف لتنفيذ تسوية سياسية». 
 
ورد الاتحاد الأوروبي بأنه: «لا يمكن أن يكون هناك سلام دائم في سوريا مع القادة الحاليين»، و«نظام الأسد يتحمل المسؤولية الكبرى عن مقتل 250 ألف شخص في النزاع ونزوح الملايين» منذ 2011، 
وأضاف البيان الأوروبي: «إن هذا التصعيد العسكري من شأنه إطالة أمد النزاع وتقويض العملية السياسية وتدهور الأوضاع الإنسانية وزيادة التطرف». 
 
في الوقت ذاته أعلن متحدث باسم قيادة القوات الأمريكية في الشرق الأوسط (سنتكوم) أمس أن الولايات المتحدة ألقت جوا الأحد ذخائر في شمال سوريا لمقاتلين من المعارضة يتصدون لداعش. 
 
وقال الكولونيل باتريك رايدر في بيان: «إن هذه العملية الجوية الناجحة باسم التحالف وفرت ذخائر لمجموعات عربية سورية خضع المسؤولون عنها لعمليات تدقيق ملائمة من جانب الولايات المتحدة». 
 
وقامت بالعملية طائرات شحن من طراز سي-17 تابعة للقوات الجوية الأمريكية، وفق البيان. 
 
وأوضح مسؤول في البنتاغون أن الطائرات ألقت ما مجموعه «خمسون طنا من الذخائر»، مؤكِّدًا معلومات ذكرتها شبكة سي أن أن. 
 
وتعكس هذه العملية التوجه الجديد لإدارة باراك أوباما بهدف التصدي للجهاديين في سوريا بعد فشل برنامجها لتدريب المعارضين السوريين المعتدلين. وانضم فصيل كردي مسلح يحارب داعش في سوريا بمساعدة ضربات جوية تقودها الولايات المتحدة إلى جماعات عربية في تحالف عسكري جديد أعلنه أمس ربما يكون تمهيد للهجوم على قاعدة عمليات المتشددين في الرقة. 
 
ويضم التحالف الذي يطلق على نفسه اسم «قوى سوريا الديمقراطية» وحدات حماية الشعب الكردية السورية وجماعات سورية عربية قاتل بعضها بالفعل معها في حملة نجحت في طرد مقاتلي التنظيم المتشدد من مناطق واسعة بشمال سوريا هذا العام. 
 
إلى جانب ذلك تمكنت قوات النظام أمس من التقدم في وسط سوريا مدعومة بغطاء جوي روسي، إثر معارك مع مقاتلي الفصائل تعد الأعنف منذ بدء موسكو عملياتها. (وكالات).
 

 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد