بوادر أزمة سياسية بين تونس والجزائر

mainThumb

13-10-2015 02:29 PM

السوسنة - أثارت تصريحات لوزير الدفاع التونسي فرحات الحرشاني حمّل فيها الجزائر مسؤولية تنامي النشاط «الإرهابي» في منطقة جبل الشعانبي أزمة سياسية صامتة بين البلدين، كشفتها تعليقات «نارية» للصحف الجزائرية التي وصلت إلى حد نعت تصريحات الحرشاني بـ«البلهاء» وفق تعبيرها.
 
 وبحب ما قالت صحيفة الشروق الجزائرية إن تصريحات وزير الدفاع التونسي فرحات الحرشاني هي تصريحات غير مسؤولة ومنافية تماماً لتصريحات الرئاسة التونسية، التي غالباً ما تثني على العلاقات التونسية - الجزائرية وتمدح التعاون الأمني والعسكري بين البلدين، موعزة ذلك إلى سياسة المصالح، حيث قالت «تونس تغازل الجزائريين وتتسوّلهم صيفاً وتتحامل عليهم شتاءً».
 
وقالت الصحيفة رداً على تصريحات وزير الدفاع التونسي: «رغم أن كلام الوزير التونسي ليس الأول من نوعه، إلا أنه يدعو للتساؤل، خاصة وأنه يقدم الجزائر على أنها مصدّر الإرهاب إلى تونس، في حين أن جل التقارير الدولية تؤكد أن الإرهابيين المنتمين إلى التنظيمات الإرهابية من جنسية تونسية، حتى انه بلغة الأرقام تم إحصاء 3500 مقاتل في سوريا».
 
ولفتت الصحيفة إلى أن تصريحات بعض المسؤولين التونسيين تحمل في طياتها ازدواجية الخطاب والكيل بمكيالين، فلطالما كرر الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي، وحتى حكومته، «ان العلاقات بين تونس والجزائر تاريخية، وظلت صامدة رغم كل الظروف والأحداث التي مرت على المنطقة، وأنه لولا الجزائر والتعاون الأمني بين الجزائر وتونس لانتشر الإرهاب بالمنطقة، لكن التصريحات التي تلي تصريحات الغزل والشكر، لطالما تبعتها حملة انتقادات، سواء كانت من جهات رسمية أو من وسائل إعلامية، ولا ترقى إلى مستوى مواقف الجزائر تجاه هذا البلد الجار والشقيق، خاصة تلك التي تلت الهجمات الإرهابية التي تعرضت لها تونس في أحداث سوسة، وكانت الجزائر السباقة في الوقوف مع تونس، في الوقت الذي حذرت كل الدول رعاياها من السفر إلى هذا البلد، وهو ما أجبر الجزائريين على إطلاق حملات عبر الفيسبوك «كلنا تونس» لإنقاذ السياحة التونسية، بتوجه ما يقارب المليوني جزائري للسياحة في هذا البلد».
 
إلى ذلك، اعتبرت صحيفة النهار اليومية الجزائرية تصريحات وزير الدفاع التونسي «طعنة في الظهر» مذكرة بدورها كيف أن الجزائر التي تحارب الإرهاب هي من تساند تونس بالمال والعتاد، وكذلك الخبرة العسكرية لحماية الشعب التونسي.
 
وأضافت الصحيفة متسائلة: «من أنقذ سياحة تونس في موسم الصيف، خاصة بعد حادثة متحف باردو، عندما فقدت السياحة التونسية إقبال السياح، فدخل التراب التونسي أكثر من 5 ملايين سائح جزائري لإنعاش الاقتصاد التونسي».
 
وأسفت الصحيفة أن تنسى تونس كل ما فعلته الجزائر من أجلها قبل أن تتساءل: «هل هذا هو جزاء سنمار»؟
من جانبها، أبرزت صحيفة «البلاد» اليومية الجزائرية أن وزير الدفاع التونسي فرحات الحرشاني، اطلق تصريحات خطيرة ضد الجزائر، محملاً إياها مسؤولية تنامي النشاط الإرهابي في جبل الشعانبي الواقع على الحدود المشتركة بين البلدين، مضيفة أنه كثيراً ما أثرت تصريحات من هذا النوع على مستوى العلاقات بين البلدين واستدعت في بعض الأحيان تبادل مبعوثين رئاسيين لتوضيح الأمور حتى لا يتطور توالي التصريحات من الجانب التونسي إلى أزمة دبلوماسية.
 
 يذكر أن وزير الدفاع التونسي فرحات الحرشاني قال في تصريحات صحافية السبت الماضي إن «التهديد الأمني الذي تعاني منه تونس له عنوانان: الأول خارجي آت من الجنوب الشرقي، ومن وراء الحدود، واسمه فلتان الحدود الليبية - التونسية من الجانب الليبي وغياب بنى الدولة الليبية وهيمنة الفوضى.. والثاني خارجي - داخلي على السواء، ويتمثل في المناطق الجبلية القائمة على جانبي الحدود مع الجزائر، ومنها جبل الشعانبي، حيث تنشط مجموعات إرهابية».
 
"إغلاق قناة الوطن"
قررت السلطات الجزائرية تشميع قناة الوطن رداً على استضافتها المتشدد مدني مزراق، في حين قال مالك القناة رجل الأعمال جعفر شلي «أستغرب خطوة وزير الاتصال حميد قرين الذي صرح الأسبوع الماضي أنه سيلاحقنا أمام القضاء ثم يأمر بإغلاق القناة قبل أن يصدر حكم المحكمة». وأضاف متسائلاً «ماذا حدث خلال الأسبوع حتى يستعجل الأمر؟ أم أنه يدرك أن هناك من القضاة الشرفاء الذين لا يمكن إملاء الأحكام عليهم». وبحسب مصدر في الوزارة فإن وزير الاتصال حميد قرين طلب من الوالي (المحافظ) إغلاق القناة لأنها تعمل بشكل غير قانوني ومست برموز الدولة. (الجزائر - الوكالات)
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد