في الهجرة وقفات - حسين الموسى

mainThumb

13-10-2015 10:46 PM

 يودع المسلمون سنة هجرية أخرى ، تنقضي هذه السنة ولا نرى معها أفق انفراج ، فهاهي الأمة تودع سنة مليئة بالاقتتال والدماء المسفوكة  والأعراض المنتهكة ، والأموال المنهوبة ، والبيوت المدمرة ، التشريد والضياع ، اللجوء والنزوح والغربة ، ترمل وتيتم  الآم وجراح ، مئات الالآف يقتلون ، الملايين مصابون ، مئات الملايين تركوا بيوتهم في بحث عن فرصة حياة ، وهاهي الجراح تزيد نزفا في كثير من جوانب الجسد المريض اصلا . 

 

ياحسرة عليك أيتها الأمة التي تركت واجبها في حمل الرسالة التي تفضي إلى نشر العدل والإحسان والأمن والأمان ... ،ونشر قيم الإنسانية العظيمة من تعاون وألفة ومحبة ... ، فغاب دورها في رفع الضيم والحيف حتى عن ذاتها ، وأصبحت مسلوبة في كل شئ ، ضيعت أمانة التمسك برسالة تجعلها سيدة الأمم وتمسكت برسائل جعلتها آخرالأمم. 
 
ونحن نستذكر الهجرة ، الهجرة تتطلب هجر الاقتتال والتناحر والتدابر والتنافر والتناجش والبغضاء ، هجر الأفعال الدنيئة التي باتت تنتشر دون وجل ، هجر الجهل ، هجر التبعية العمياء ، هجر السلوكات الدخيلة ، هجر مالا يناسبنا في الهوية ولا في المنهج ، هجر وسائل الإلهاء وتضييع العمر فيما لايرضي ولن إلى خير يفضي  هجر السبات العميق .
 
آن الأوان يا أمة العرب والإسلام أن تعودي إلى رشدك ، وان تعلمي أن موضعك الآن بين الأمم ليس بالموضع المناسب ، فنحن أمة لها ارث رباني كلفت به منذ زمن لتكون شمس حرية تضئ حيثما حلت وقمر منير يبدد الظلام ، ونجوم يهتدى بها ، أمة قيادة وريادة ، كفانا مانحن فيه وعلينا أن نتعلم مما أصابنا ، وان يكون كل ما جرى درسا نزداد به فهما ووعيا ، وأن لامناص من العودة إلى ما صلح به أمر الأمة في أولها ، وأسال الله أن يكون القادم من الأيام خيرا ، وان تتبدد الظلمات وان يزول القهر وان يفرج الله كل الهموم والغموم .
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد