الجزيري يؤيدُ روايةَ الصدرِ

mainThumb

12-11-2015 08:17 PM

 مما هو محفوظ في صدور كبار السن عند قبيلة ( الترابين ) أن المشيخة كانت قديماً للوحيدي ، والذي جعل المشيخة تنتقل إلى فروع أخرى وترحل عن الوحيدي ؛ هو جوره في توزيع الأموال التي تصله من الدولة المملوكية وغيرها .. حيث كان يستأثر بالكثير منها عن بقية أفراد الترابين !

 
وهذا الفعل دفع الترابين بأن ينتزعوا بساط المشيخة منه واعطاؤها لعشائر تربانية أخرى .
 
وتكاد هذه الرواية الصدرية تكون من الروايات المترسخة في أذهان كبار السن كما اسلفنا آنفا .
 
وقد ذكر العلامة الجزيري هذه الرواية في كتابه ( الدرر ) وهذا مما يؤيد ما ذهبنا اليه أن المرجع في هذه القبائل الجنوبية في فلسطين والأردن هو الجزيري بلا منازع ؛ لأنه صاحب اختصاص وامضى زمناً لا بأس به في معافصة هذه القبائل ومعرفة ما دق منها وما جل .
 
وسنذكر ما رواه الجزيري في كتابه ( الدرر ) (2 /114 ) حيث قال : ( والقسم الرابع : لطائفة الترابين من بني عطية أيضا منهم : سلمان العديسي ومحمد بن عجرمة الأسود وأولاده وونيس ورفقه ، لا يتميز قسم عن قسم في المبلغ إلا ما أدعاه عمر بن شاهين استطالة عليهم .... ) .
 
وقال أيضا (2/117 ) : ( ... ولم يكن لهذه الطائفة قديما غير هذه الصرة ثم قرر والده شاهين بن حسين بن نجيعة في الدولة المظفرية على يد الأمير المرحوم خاير بك ملك الأمراء المكنى به نيابة الديار المصرية في مرتب بطريق الإنعام لا على درك ، وقدره مئتان وخمسون دينار واستمر مدة ثم بعده لأولاده إلى تاريخه ، ثم لما ولي الأمير المعظم محمد جلبي ناظر أموال الديار المصرية وتوجه للكشف على عمارة النقب ـ كما قدمنا ذكره ـ كان عمر بن شاهين من المخصوصين بالتردد إلى بابه بالقاهرة فاعتنى به وقرر له من الخزائن السلطانية لنفسه وأولاده خمس مئة دينار انعاما ايضا لا على درك ؛ فبسبب انفراده في هذا المقرر على العائد ، وأما من ديوان السلطنة فليس لهم درهم واحد وكثر حسدهم ظاهرا وباطنا وهم على ذلك إلى تاريخه ، فصار مقبوض الشيخ عمر بن شاهين بن حسين بن نجيعة بن هرماس بن مسعود في كل سنة أشرفية صغيرة تسع مئة واثنين وتسعين دينارا ونصف دينار ، منها ما يخص رفاقه عن ثلاثة أرباع : درك نقب أيلة من مقرر العائد وباقي ذلك له ولأخيه عبد الدايم ولبقية اخوته وذويه ).
 
ومما يؤيد أن الجزيري مختص ومطلع على أنساب قبائل جنوب فلسطين والأردن قوله عند الحديث عن الوحيدات وشيخهم عمر بن شاهين ( 2/117) :
 
( ... وتسمى في عرفهم النجيعية ؛ لأنها قررت في زمن جده نجيعة بن هرماس بن مسعود وفي نسبته إلى هذه الجدود خلاف بين أهل النسب من عربان بني عطية ) .
 
ومما نستفيده من هذا النص : أن الجزيري يعلم ويسمع من أهل النسب في وقته أن خلاف بينهم حول عمود النسب للشيخ عمر بن شاهين بن حسين بن نجيعة بن هرماس بن مسعود .
 
فمن ينقل لنا مثل هذه الأمور وهذا الخلاف ؛ لماذا ترك ما يشيعه الأصاغر أن الترابين وعلى رأسهم الوحيدي من قريش ؟!
 
والجواب على هذا السؤال : هو أن أجداد الترابين القدماء الذين عاينهم الجزيري والتقى بهم لم يكن في محفوظهم أنهم من قريش . ونعلم أن القدماء أحفظ لأنسابهم من المعاصرين لأنهم أقرب إلى صفة الأعراب الذين هوائهم ومشربهم ومأكلهم علم الأنساب . 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد