مباحثات رسمية بين مجلسي الاعيان الاردني والسلوفيني

mainThumb

24-11-2015 12:14 PM

 السوسنة - بدأت في عمان الثلاثاء مباحثات رسمية بين مجلسي الاعيان الاردني والسلوفيني بهدف تعزيز العلاقات البرلمانية بين البلدين الصديقين، وتفعيل العلاقات الثنائية وسبل تطويرها، بما يمكن من البناء على ما تم تحقيقه من تعاون في مختلف المجالات وخاصة البرلمانية. 

 
وتم خلال المباحثات توقيع اتفاقية للتعاون المشترك بين مجلسي الاعيان في البلدين الصديقين، وقعها عن الجانب الاردني رئيس مجلس الاعيان فيصل الفايز، وعن الجانب السلوفيني رئيس المجلس الوطني السلوفيني (مجلس الاعيان) ميتجا بيرفار، الذي يقوم بزيارة رسمية الى الاردن على رأس وفد برلماني بدعوة من مجلس الاعيان يلتقي خلالها عددا من كبار المسؤولين.
 
واعرب رئيس مجلس الاعيان فيصل الفايز عن تقديره للمستوى الرفيع الذي وصلت اليه العلاقات الاردنية السلوفينية في العديد من المجالات وخاصة السياسية والاقتصادية، والتي يعود الفضل فيها الى حرص القيادتين السياسيتين في البلدين على تطويرها وتعزيزها، مبينا انها علاقات قائمة على الاحترام المتبادل، والتنسيق والتشاور حول مختلف القضايا، وخاصة القضايا ذات الاهتمام المشترك.
 
وقال الفايز ان الزيارة التي قام بها جلالة الملك عبدالله الثاني الى سلوفينيا قبل سنوات، والتي تبعتها زيارات متبادلة لكبار المسؤولين في البلدين، اسفرت عن تعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية، تم على ضوئها توقيع العديد من الاتفاقيات الثنائية الهادفة الى تعزيز حجم التبادل التجاري وجذب الاستثمارات السلوفينية في الاردن.
 
واوضح ان مجلس الاعيان ينظر لهذه الزيارة على أنها تشكل اساسا متينا للتعاون المشترك بين السلطة التشريعية في البلدين، والاستفادة من تجارب كل طرف، لما فيه صالح شعبينا الصديقين، المحبين للسلام والمدافعين عن القيم الانسانية النبيلة.
 
وعرض الفايز لعملية الاصلاح التي يقوم بها الاردن، تنفيذا لرؤى جلالة الملك عبدالله الثاني، مشيرا الى الاوضاع الراهنة في المنطقة، وخاصة ما يتعلق بالقضية الفلسطينية والازمة السورية، والارهاب الذي اصبح خطره يهدد العالم اجمع.
 
وقال ان الاردن، ومنذ تولى جلالة الملك عبدالله الثاني سلطاته الدستورية، يقوم بإصلاحات شاملة تحققت معها انجازات كبيرة في مجال الاصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي والحاكمية الرشيدة، حيث تم اجراء تعديلات دستورية عززت دور السلطة التشريعية واستقلال القضاء ونتج عنها انشاء محكمة دستورية وهيئة مستقلة للانتخابات وإقرار قوانين للأحزاب والبلديات، والآن يتم بحث قانوني اللامركزية والانتخابات البرلمانية، مشيرا الى ان الهدف من هذه القوانين تعزيز منظومة التشريعات الناظمة للعمل السياسي والحزبي وتعزيز المشاركة الشعبية في الحياة العامة.
 
واضاف، انه وبالرغم من الانجازات المميزة التي تحققت، فإن الاردن ما يزال يسير بخطى حثيثة وجادة نحو المزيد من الانجازات في مجال تفعيل الحياة السياسية والبرلمانية، بما يلبي طموحات المواطنين، ويعزز المشاركة الشعبية في الانتخابات البرلمانية.
 
وبخصوص الاوضاع الراهنة في المنطقة، اكد الفايز ضرورة تحمل المجتمع الدولي لمسؤولياته القانونية والاخلاقية في إعادة الامن والاستقرار الى منطقة الشرق الاوسط، مطالبا الدول الراعية لعملية السلام الفلسطينية الاسرائيلية بالضغط على اسرائيل والزامها بحل الدولتين، وتنفيذ قرارات الشرعية الدولية التي تمكن الشعب الفلسطيني من اقامة دولته المستقلة على التراب الوطني الفلسطيني.
 
وشدد على ان حل القضية الفلسطينية حلا عادلا سيمكن من حل مختلف الصراعات والازمات في المنطقة، مبينا ان غياب فرص الحل للقضية الفلسطينية سيدخل المنطقة والعالم في صراعات كبيرة ويؤجج العنف والتطرف والارهاب.
 
وبخصوص الأزمة السورية اكد الفايز موقف الاردن الثابت من الازمة، والذي يؤكد على ضرورة ايجاد حل سياسي، ينهي المأساة الكبيرة التي يتعرض لها الشعب السوري ويحفظ وحدة سوريا.
 
وأشار الى ان الاردن يستقبل على ارضه مليونا ونصف المليون لاجئ سوري يقدم لهم المساعدات الاغاثية والتعليمية والصحية ومختلف الخدمات التي توفر لهم الحياة الكريمة رغم شح موارده الاقتصادية، داعيا المجتمع الدولي الى تكثيف دعمه ومساندته للأردن لتمكينه من الاستمرار بهذا الدور الانساني الكبير الذي عجزت عن القيام فيه دول كبرى.
 
وفيما يتعلق بموضوع الارهاب والجهود المبذولة للتعامل مع خطره، أكد الفايز ادانة الاردن الشديدة للهجمات الإرهابية التي تقوم بها العصابات الإرهابية في المنطقة والعالم، مشددا على أن هذه الأفعال الإجرامية تتطلب تكثيف التعاون والتنسيق بين مختلف الأطراف الدولية للتعامل بكل حزم مع هذا الخطر الذي يهدد الجميع.
 
واضاف، ان استمرار مثل هذه الاعمال الارهابية التي ترتكبها قوى الارهاب والتطرف في العالم يجب ان تدفع الجميع للعمل من اجل محاربة هذه التنظيمات والقضاء عليها، حتى تنعم البشرية بالطمأنينة والاستقرار والسلام، فالإرهاب الاعمى بات يضرب كل يوم وبأبشع الصور والاساليب، وعلى الجميع تحمل مسؤولية التصدي لهذه القوى التي اصبحت تشكل تهديدا عالميا.
 
وبين ان الاردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني حذر دوما من خطر الارهاب والتطرف وكان في طليعة الدول التي تصدت وتتصدى للإرهاب الاعمى انطلاقا من موقفه الحازم والثابت في رفض جميع اشكال العنف، وانطلاقا من قيمنا التي نؤمن بها؛ قيم المحبة والعدالة والتسامح والعيش المشترك وقبول الآخر.
 
ودعا الفايز خلال المباحثات، الى وضع استراتيجية دولية ثابتة لمواجهة قوى الارهاب والتطرف في العالم وتجفيف مصادر تمويلها، وتدفع هذه الاستراتيجية الدول الكبرى الى الكف عن صراعاتها وخلافاتها والتوحد من اجل مواجهة الارهاب الذي بات خطرها يهدد الجميع.
 
وأعرب عن أمله بأن تعمل هذه الاستراتيجية على مواجهة خطاب الكراهية وعدم السماح لقوى الارهاب بالنفاذ عبر مختلف وسائل الاتصال والاعلام التقليدية والحديثة وخاصة مواقع التواصل الاجتماعي التي اصبحت تشكل اداة قوية بيد هذه القوى الارهابية، لبث سمومها وافكارها المنحرفة عن الاخلاق والقيم النبيلة.
 
من جانبه عبر رئيس المجلس الوطني السلوفيني ميتجا بيرفار عن اعتزازه بالمستوى الرفيع الذي وصلت اليه العلاقات السلوفينية الاردنية في مختلف المجالات وخاصة السياسية والبرلمانية، مؤكدا ان بلاده تسعى لتعزيز علاقاتها مع الاردن.
 
ودعا الى تفعيل الاتفاقيات الثنائية الموقعة بين البلدين الصديقين في مختلف المجالات، مبينا ان سلوفينيا تشبه الاردن فهي بلد صغير ومحدودة الموارد لكنها تمتلك ميزات كبيرة في الجوانب السياحية والتكنولوجية والزراعية وهذه مجالات يمكن التعاون فيها بشكل كبير.
 
وعبر بيرفار عن تقديره للدور الكبير الذي يقوم فيه الاردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني في تعزيز أمن واستقرار منطقة الشرق الأوسط، والجهود التي يبذلها في خدمة اللاجئين السوريين، وتقديم العون والمساعدة والخدمات الاغاثية لهم، مشددا على ضرورة دعم المجتمع الدولي، خصوصا الاتحاد الأوروبي، للأردن لمساعدته في تحمل أعباء استضافتهم على أراضيه.
 
وقال، ان للأردن دورا كبيرا في المنطقة والعالم ويقوم بجهود كبيره لأجل احلال الامن والاستقرار، وهذه الجهود تحظى باحترام المجتمع الدولي، مشيرا الى انه وبفضل قيادة بلدينا الصديقين تعززت العلاقات الثنائية وازداد حجم التبادل التجاري وتطورت الزيارات وزاد مستوى التنسيق والتشاور خاصة حيال القضايا الكبرى على المستوى الدولي.
 
وقال ان سلوفينيا استقبلت عددا كبيرا من اللاجئين وتدرك الاعباء التي تتحملها الدول المستضيفة، ولذلك فإنها ومن خلال الاتحاد الاوروبي ستدفع باتجاه تكثيف الدعم الموجه للأردن لتمكينه من القيام بدوره الانساني تجاه اللاجئين السوريين ومواجهة التحديات الاقتصادية التي تواجهه، لافتا الى ان سلوفينيا ستتعاون مع الاردن والمجتمع الدولي في الحرب على الارهاب.
 
وتناول الجانبان خلال المباحثات التي شارك فيها اعضاء الجانبين الاردني والسلوفيني مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك وخاصة قضايا المنطقة، واكدا ضرورة العمل معا من اجل مواجهة الارهاب وايجاد الحل الدائم لكافة التحديات التي تعاني منها منطقة الشرق الاوسط، وضرورة العودة الى عملية السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين، وتمكين المعنيين في الازمة السورية من الاتفاق على حل سياسي ينهي مأساة الشعب السوري، واكدا كذلك على اهمية تفعيل اتفاقية التعاون التي وقعت بين مجلسي الاعيان في البلدين الصديقين.
 
واكدت اتفاقية التعاون التي وقعت بين المجلسين، ضرورة السعي لتطوير التعاون الثنائي بين الاردن وسلوفينيا، وتعزيز العلاقات الاقتصادية، والتعاون في المجالات السياسية والثقافية والتعليم والتنمية المستدامة، وغيرها من المجالات ذات الاهتمام المشترك.
 
ودعت الى تبادل الخبرات في مجال اختصاص الطرفين لما فيه مصلحتهما، من خلال تبادل الزيارات والسعي لتعزيز التعاون بين الاجهزة المتشابهة.
 
وجاء في الاتفاقية، ان مجلسي الاعيان في البلدين الصديقين يسعيان بحدود اختصاصاتهما لتطوير الاسس القانونية، للتعاون والتنسيق المشترك تجاه الاتفاقيات الدولية الموقعة من قبل الاردن وسلوفينيا، ولتعزيز الروابط والصلات بين البلدين في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والصحية والزراعة والحرف اليدوية والعلوم والثقافة والرياضة.
 
وحضر المباحثات الرسمية عن الجانب الاردني النائب الاول لرئيس مجلس الاعيان الدكتور معروف البخيت، والأعيان، رئيس لجنة الشؤون العربية والدولية والمغتربين في مجلس الاعيان عبدالاله الخطيب، وعضو اللجنة عوني العدوان، ومحمد الحلايقة، اضافة الى القنصل الفخري للأردن في سلوفينيا سمير عمارين.
 
وحضرها عن الجانب السلوفيني عضو لجنة الشؤون الخارجية سامر خليل، وسفيرة جمهورية سلوفينيا في الاردن تيتجانا مسكوفا، والقنصل الفخري لسلوفينيا في الاردن عيسى حيدر مراد، وعدد من كبار موظفي المجلس الوطني السلوفيني.
 
وكان رئيس المجلس الوطني السلوفيني والوفد المرافق له وصلا الى عمان مساء الاثنين، وكان في استقبالهم بالمطار رئيس مجلس الاعيان فيصل الفايز، وعضو لجنة الشؤون العربية والدولية والمغتربين العين عوني العدوان وامين عام مجلس الاعيان خالد اللوزي.
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد