القلق العالمي ومأزق حرب اعداء البشرية - د. عادل الياسين الزيود

mainThumb

25-11-2015 12:12 PM

نجد العالم من حولنا في حالة مستمرة من العنصرية والهمجية والتعصب وفي حالة مستمرة من الاشمئزاز والفوضى. عالم فقدت فيه الحياة الانسانية عزتها وقيمتها. نشعر لدى متابعة نشرات الاخبار بالاحباط وخيبة الامل. نشاهد افراداً عاجزين ضعفاء يهربون من القتال والمعارك والنزاعات فيجدون جميع الابواب مسدوده في وجوههم. يتعرض الاطفال والنساء للأسر والاستغال وللقذائف التي تحرمهم من البقاء على الارض سالمين.
 
والغضب الاكبر نجد ان اغلب المدن الرئيسية في العالم الغربي يوجهون اصابع الاتهام ويحملون المسؤولية الاسلام معتبرينه المسبب في كافة الشرور التي تدور حوله، في حين ان الاسلام دين الرحمه والتسامح والتعايش والسلام والحق والاحترام، اختطفته مخلوقات لا دين لها ولا علاقه لها بدين التسامح والمحبة والسلام. 
 
عندما نسمع السياسيين الامريكيين، نكاد نعجز عن تصديق ما نسمعه من التصريحات المنبثيقة منهم تجاه المسلمين واللاجئين. فمثلاً عندما يتعهد المرشح الامريكي دونالد ترامب باغلاق جميع المساجد وإلزام المسلمين ببطاقات خاصة. السؤال هنا ما هو التالي؟ هل سيُلزم المسلمين بوضع دبوس بشكل الهلال اخضر اللون على صدورهم كما طلب سابقاً من يهود المانيا بوضع النجمه الصفراء.
 
في زمن يعيش الاوروبيون في ذروة القلق، نستغرب الخطاب الجمهوري الامريكي المستخدم ضد المسلمين المراد منه تشويه دين السلام والحق بقصد استحواء الانظار والاصوات. والحال ليس ببعيد عن الخطاب الاوروبي، فهناك دول كبيرة كفرنسا وبريطانيا وبلجيكا تخطط لاغلاق المساجد والمراكز الانسانية والمجتمعية. مع العلم ان المسلمين هم اكثر الشعوب التي عانت من الارهاب على مر العصور. 
 
وأيضاً تحول السوريون اللاجئون الذين خاطرو بارواحهم للوصول الى اوروبا هرباً من النزاعات الى شعب منبوذ بين ليلة وضحاها. فمثلاً بن كارسون المرشح للرئاسة المريكية يشبة اللاجئين بالكلاب المسعورة، بينما العضو الامريكي في مجلس الشيوخ الين مورغان تطالب بوضع اللاجئون السوريون في مخيمات معزولة ومفصولة عن السكان الاصليين. وايضاً تصرح بأن الديانة الاسلامية قائمة على القتل والاغتصاب وقطع الرؤوس البريئة. مع كل هذا الغضب والكره والحقد الذي يظهر به السياسيون ما هو الا بسبب العثور عن جواز سوري في منطقة التفجير في باريس. 
 
بعد قراءة ما يدور حولنا هناك اسئلة مقلقة ومحيره: لماذا قال أوباما في العام الماضي ان انتشار تنظيم الدولة الاسلامية فاجأ امريكا؟ لماذا سمح بما يسمى الدولة الاسلامية بالتوسع والانتشار في مناطق واسعة من العراق وسوريا وليبيا؟ لماذا يربط الغرب دائماً بين الإسلام وما يسمى الإرهاب كما لو أنهما صنوان؟ المسلم لم يولد إرهابيا ولم يصبح إرهابيا بين ليلة وضحاها، لم تظهر بشكل عشوائي  مباغت ومفاجئ، بل غرست ونمت وكبرت وتمددت وتكاثرة تحت عناية الاستخبارات العالمية من اجل مصالحهم الخاصة. وهناك من قدم يد العون والمساعده لتنظيم الدولة، وسهلوا لهم التنقل بين الدول وصولاً الى ساحات المعركة في العراق وسوريا للتدريب ومن ثم الالتحاق بعمليات القتل وقطع الرؤوس والحرق. وبالدعم المالي واللوجستي  الغير محدود كالاسلحة المتطورة والاليات الحديثة تزايدة اعدادهم بشكل كبير وسيطرتهم على مناطق عده. فمثلاً قام تنظيم الدولة الوحشي بالسيطرة على مساحات شاسعة من سوريا واقتراف الجرائم البشعة الصادمه التي لا تمت الاسلام بصله والسيطرة على الآبار السورية في عدة مناطق، وارتكاب الجرائم الدموية الشرسة والوحشية ضد المسلمين والمسيحيين والاقليات في العراق.
 
ربما يجب على الاقل ان يتحمل البعض المسؤولية عوضاً عن اتهام الاسلام والمسلمين زوراً وبهتاناً مسؤولية وجود تنظيم الدولة وتشويهاً لسمعة الاسلام. ونحن في الاردن نستنكر جميع الاعمال والجرائم الوحشية التي يقوم بها تنظيم الدولة كأكبر اساءة للاسلام والمسلمين.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد