إثيوبيا .. الجارة المفيدة - مزمل ابو القاسم

mainThumb

25-11-2015 08:30 PM

* لو اقتصرت المكاسب التي حققتها زيارة الأستاذ حسبو محمد عبد الرحمن (نائب رئيس الجمهورية) إلى إثيوبيا على الاتفاق على ترسيم الحدود بين البلدين لكفته.

 

* القضية المذكورة تحولت من (ملف سيادة) إلى عنصر مزايدة، تستخدمه العديد من الأطراف المحلية والدولية لاتهام الحكومة بالتفريط في أراضي السودان، ودمغها بعدم الجدية في المحافظة على تراب الوطن.
 
* كلما فتحت الحكومة ملف حلايب، أو تطرق كاتب إلى انتماء تلك البقعة العزيزة إلى أرضنا تطوع آخرون بالحديث عن مسببات قصر الحديث على حلايب، وإهمال الفشقة، وبقية الأراضي التي تغول عليها الإثيوبيون.
 
* الزيارة الناجحة لم تقتصر على تحديد أمد زمني للشروع في ترسيم الحدود بين السودان وإثيوبيا، بل اشتملت على عدة اتفاقات، تتعلق بالاستثمار الزراعي والصناعي والربط السككي والتعاون المصرفي وتسهيل حركة التجارة بين البلدين، بإنشاء مناطق حرة على الحدود، مع بوادر اتفاق يعمل على إعادة توظيف ميناء بورتسودان لخدمة الصادرات والواردات الإثيوبية.
 
* لجأت إثيوبيا إلى استخدام ميناء جيبوتي الذي يبعد عن عاصمتها بقرابة ألفي كيلومتر اضطراراً، بسبب سوء الطريق البري الذي يربط بورتسودان بالقضارف، وقد تحدث رئيس الوزراء الإثيوبي ديسالين عن تلك الجزئية مع حسبو، مناشداً الحكومة السودانية صيانة الطريق، كي تسهل عودة إثيوبيا إلى ميناء بورتسودان.
 
* التعاون يمكن أن يمتد إلى مجالات أرحب، بتحويل الشريط الحدودي الممتد أكثر من مائتي كيلومتر ليصبح منطقة (تكامل) زراعي وصناعي، بعد ضبطه أمنياً، والقضاء على عصابات (الشفتة) التي نغصت منام المزارعين والسكان في تلك المناطق.
* بمقدور الحكومتين أن تتخذا من التجربة التي نفذها السودان مع تشاد هادياً لضبط الحدود بقوات مشتركة، تطارد المتفلتين، وتحفظ الأمن، وتعزز سبل التعاون التجاري والزراعي، وتسهل لنا الاستفادة من وفرة وقلة كلفة العمالة الإثيوبية في المشاريع الزراعية بولاية القضارف.
 
* فوق ذلك يمكن للقوات المذكورة أن تساعد على وقف طوفان الهجرات غير الشرعية التي يتسلل عبرها ملايين الإثيوبيين إلى السودان بلا تأشيرات ولا يحزنون.
 
* التعاون السوداني الإثيوبي يمكن أن يمتد إلى مجال محاربة الاتجار بالبشر، لأن انفلات الحدود ساعد المهربين على ممارسة تجارتهم البغيضة، وإذا صح عزم الحكومتين على تحريك ذلك الملف المهم فسينالان دعماً كبيراً من كل المنظمات الدولية، وحتى دول الاتحاد الأوروبي، لأنها المتضرر الأول من طوفان الهجرة غير الشرعية.
 
* ما تم في (الزهرة الجديدة) على مدى يومين متتاليين يمثل نقطة بداية لتنشيط التعاون بيننا والأحباش، خاصةً في مجال العمل المصرفي، لأن الاتفاق على إنشاء مكاتب ومراسلين للبنوك السودانية في المصارف الإثيوبية سيسهل عمل المصدرين والمستوردين السودانيين، الذين يلاقون عنتاً شديداً في فتح الاعتمادات وتحويل الأموال.
 
* لنا مع الإثيوبيين منافع أخرى. 
 
 
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد