العربي نسرا” محلقا” في سماء البشرية .. ‎

mainThumb

27-11-2015 04:05 PM

 رغم الحملة الشرسة والتي تستهدف الإنسان العربي ، والتي تصفه بالتخلف وبالإرهاب  ... فسيبقى الإتسان العريي نسرا” محلقا” في سماء البشرية  ...

 

            فكل التلفيقات والمغالطات المتعمدة ؛ والتي تناقلتها وتتناقلها الألسن الجاهلة أو الحاقدة بهدف تشويه الإنسان العربي ، لن تنتقص من مكانته ومن قيمته أبدا” ...  يقول بعض السفهاء والجهلة والحاقدون  : إن سبب التخلف العربي وإن العلة في التحلف العربي تكمن في الإنسان العربي نفسه ؛ فالأمم الأخرى تتقدم ولكن أمة العرب قابعة في مكانها ، وهي أمة مستهلكة لصناعات ومنتوجات غيرها  ، ويقولون بأن : أمة العرب لا زالت تتخبط في نار الثورات وفي الإقتتال والفقر والجهل ؛  ويتناسى كل هؤلاء الجهلة والحاقدون ؛ بأن هذا التخلف وهذا الإقتتال وهذه الصراعات وهذا الفقر العربي ، لم يكن ليحصل وليستمر لولا سطوة الاستعمار الكبيرة الموجودة على الأرص العربية  ؛ ولولا تلك الأدوات الرخيصة والعمالات الوضيعة ؛ وكلنا يتذكر  العرب يوم ملكوا الإرادة كيف كانوا محلقين في السماء وفي القمة ، وظلوا في مقدمة الركب العالمي ويقودون البشرية ؛ وكلنا يتذكر العراق العربي يوم ملك  الإرادة وملك الإستقلال السياسي الحقيقي كيف إمتلك القوة والتصنيع الثقيل وحلق في الأوج وفي القمة  ...
 
             فالإنسان العربي يحمل العقلية المميزة والنفسية الراقية والأحاسيس المرهفة والقلب الطاهر والنقي ؛ لذا كان الإنسان العربي خيار الخالق العظيم لتبليغ أعظم الرسالات السماوية وهي : رسالة الإسلام العظيمة والسامية  ؛ كما كرمه الخالق بهذا القرآن العربي   ، وكرمه خالقه بأن جعل لغة أهل الجنة هي : العربية ؛ ويكفي العرب شرفا” أن سيد ولد آدم وخير الأولين والآخرين وسيد الأنبياء والمرسلين ؛ هو النبي العربي القرشي الهاشمي الأمين : محمد بن عبدالله ؛ صلوات الله وسلامه عليه ...
 
         ولكن ليتذكر الجميع بأن لكل شيء ضريبة ولكل شيء ثمن ؛ فلا بد للأصيل وللشجاع بأن يدفع الثمن ؛ وضريبة الأصالة والشجاعة العربية ظلت حاضرة في حياة العربي ، وضريبة والرجولة والنخوة العربية إستمر بدفعها عبر الزمن ؛ وهي أثمان دفعها الإنسان العربي الأصيل عن طيب خاطر منه ؛ وهو يرتجي من خالقه الثمن ؛ ووقف الإنسان العربي مع الحق وأهله وظل في مواجهة„ مستمرة„ مع الباطل وأهله  ؛ وقاوم الغزاة والطغاة والجبابرة دون تردد ودون خوف ؛ وكان المتصدر لأفواج المجاهدين والثائرين على الطغيان والظلم والظالمين  ...
 
       إن الأمم الحاقدة والطامعة تتكالب اليوم على أمتنا العربية دون رحمة ؛ طمعا” بنهب الثروات وكسر الإرادات ولتحاول النيل من عقيدتنا الراسخة ؛ ولكنها لن تفلح أبدا” ؛ فشجاعة وايمان وعقيدة الأنسان العربي راسخة” وبعيدة” عن المراهنة والإختبار ...
 
          ولو تأمل الغزاة الواهمون مراحل التاريخ العربي لتراجعوا ؛ ولو رجعوا بالذاكرة قليلا” لأيقنوا بأن الإنسان العربي له شموخ الجبال ؛ وبأنه العصي على التطويع والتركيع والإذلال ؛ وقد تغط عيتاه ويغفى ، ولكته سيصحو من بعد غفوته أقوى وأقوى ؛ وسينفجر العربي  بركان غضب في وجوه الطغاة والغزاة ...
 
         فهل سمع الغزاة عن بطولات  العرب الأولين ؟  وهل سمع العزاة الطامعين عن ملاحم اليرموك والقادسية وعن أيام حطين ؟ وهل قرأوا عن فتوحات الأمويين والتي طالت حدود الصين ؟ وهل سمعوا عن نخوة المعتصم بالله وعن بطولات العباسيين ؟
 
         إن شحاعة وقوة الإنسان العربي ليست مجالا” للمراهنة ولا للتجريب والإختبار ... فهل نسي الغزاة الهزيمة التي الحقها الجزائريون بالمستعمرين الفرنسيبن  ؟ وهل نسي الغزاة الطامعين تضحيات العراقيين ؛ والتي أذهلت الأمريكيبن فنصبوا العمالات على عجل„  ثم ولوا هاربين ؟!  وهل نسي الغزاة جهاد العرب الفلسطينين وتلك البطولات الأسطورية للغزيين ؛ والتي أذلت اليهود الغاصبين ؟ مائة عام مرت على مقاومة الفلسطينيين ؛ وتنوعت بين السلاح والحجارة وببن الطعن بالسكاكين .... هذا هو حال الإنسان العربي الأبي والأصيل  ؛ له معيشة الأبطال وميتة الأبطال ...
 
         فالعروبة : أصالة وإباء وكبرياء ، والعروبة : نخوة وشهامة ووفاء ؛ والعروبة : كرامة وعزة وإيثار وثبات وشجاعة وتضحية ؛ والعروبة : جهاد للباطل ولأهله ، ومواجهة أبدية مع الظلم وأهله ... فإما النصر أو الشهادة  ...
         إن مكانة الإنسان العربي لا تقبل النقاش وكل من يشكك بالإنسان العريي هو غارق في وحل الجهالة والقذارة  ؛ فالإنسان العربي هو : منبع أول للأصالة ، وهو : موطن أزلي للعزة والكرامة ؛ وهو رمز للكرم وللجود والنخوة ؛ والإنسان العربي سيبقى وإلى الأبد : شوكة دامية في عيون الطغاة والجبابرة ؛ وسيبقى السيف المسلط على رقاب الطغاة والغزاة وإلى الأبد ...
 
    في قواميس الإنسان العربي  ؛ لا إستسلام  ولا ركوع لغير الله ، وفي قواميس الإنسان العربي : الكرامة والشرف قيمتان لا تقدران بثمن ، وفي قواميس الإنسان العربي : الأصالة قيمة باقيه ولو تبدل الحال واسودت الأمور   ... وفي قواميس الإنسان العربي قيم كثيرة وثابتة  : إغاثة للملهوفين ونصرة للمظلومين ومساندة للمقهورين وإيثار للآخرين على النفس والولد ؛ وفي قواميس الإنسان العربي : إكرام الضيف فضيلة ، وصدقة الغني على الفقير فريضة  ، ومساعدة المحتاجين واجبة ؛ والحياة عند العربي الأصيل هي : قنطرة عبور للآخرة ، فالكل من هذه الحياة سيرحل  ؛ ولن يبقى إلا الأثر ...  وإن كان الموت حقيقة قاهرة وواقعة  ؛ ( فإما حياة تسر الصديق واما ممات يغيض العدى ) ... هذه هي فلسفة الحياة الدنيا عند الإنسان العربي  ... 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد