صحيفة السوسنة الأردنية

نحبه لأنه ذاك الانسان الاردني البسيط الذي خرج من رحمنا وخرجنا من رحمه فعاش تفاصيلنا وعشنا تفاصيله ومعاناته وحتى لحظة موته فالرصاصات التي اخترقت صدره الطيب استقرت بنا قبل ان تصل اليه .. 

 

لماذا نحبه ؟؟؟!!!

 

نحبه لأنه ذاك الفتى الحوراني البريء الذي صاغ نهجه من كراريس الوطن على فانوس الزيت العتيق ببيت الطين وأكل ما طبخته له الامهات والجدات على بابور الكاز كأي طفل ريفي يتسمر حول وشوشة البابور وصوت فرقعة الطعام فوق النار ..

 

لماذا نحبه ؟؟؟!!!!

 

نحبه لأنه جبل من طين هذي الارض فهام بها عشقا وحبا ومارضي لها الدنية ولا أشترى بريق المناصب ( التي مازالت شاغرة بعده ) على حساب المباديء والثوابت فكان ذاك الاردني الوطني الأصيل الذي حمل هم الوطن بادق تفاصيله مثلما حمل هم تحرير الأمة من تبعيتها وانقيادها للآخر وآمن ان تحرير الاوطان المغتصبة لايكون سوى بالقوة ..

 

لماذا نحبه ؟؟؟؟!!!

 

نحبه لأنه ذاك المزارع الاردني البسيط الذي تبكيه غابات الوطن التي نمت وترعرت من بين يديه الدافئتين .. فحينما جلس امام منزله في الكمالية ونظر الى تلال جرش نادى مساعديه وسألهم : مالذي يمنع تلك التلال العارية ان تصبح غابات شجرية فردوا عليه انه لايوجد مخصصات لذلك فأمر بتوفير تلك المخصصات المطلوبه وزرعت تلك الغابات التي مازالت يتيمة من بعده ..

 

لماذا نحبه ؟؟؟؟!!!

 

نحبه لانه زرع فينا حب الوطن وترابه الوطني وان الموت في سبيلة مسألة طبيعية اذا دعى الامر لذلك ..

 

لماذا نحبه ؟؟؟؟!!!!

 

نحبة لأنه مات عفيفا شريفا نظيفا غير سارق ولاناهب ولامستغل لمنصب دخله وهو يعرف انه زائل ويبقى الوطن فمات مديونا فقيرا لايعنية كثيرا جمع الاموال والاطيان وملء الارصدة من خزائن الدولة بغير وجه حق فكبر به المنصب ولم يكبر هو به ..

 

لماذا نحبه ؟؟؟؟!!!

 

نحبه لانه اغتيل مظلوما بريئا نقيا كإطلالات صباحات بلادي النقية حيث وجهت يد الغدر رصاصاتها لصدرة الطيب لتخطيء الهدف فالعدو ليس وصفي ايها القتله ليس هو ولن يكون ... 

 

لماذا نحبه ؟؟؟!!!!

 

الجواب بكل بساطه .. نحبه لأننا هو ولأنه نحن ..

 

فلماذا لانحبه ..

 

مواطن اردني من إحدى شعاب هذا البلد الصامد