تفاصيل صفقة التبادل بين النصرة ولبنان .. صور

mainThumb

01-12-2015 04:52 PM

السوسنة - افرجت جبهة النصرة، ذراع تنظيم القاعدة في سوريا، الثلاثاء عن 16 عسكريا لبنانيا كانوا مخطوفين لديها منذ اكثر من عام بموجب صفقة تبادل شملت اطلاق السلطات اللبنانية سراح عدد من المساجين وتسليم المسلحين مساعدات اغاثية.
 
وينهي الافراج عن العسكريين وهم ثلاثة عناصر من الجيش اللبناني و13 عنصرا من قوى الامن الداخلي مأساة عائلات مستمرة منذ عام واربعة اشهر، في وقت لا يزال تنظيم الدولة الاسلامية يحتفظ بتسعة عسكريين لديه، ومصيرهم مجهول.
 
ووقعت في الثاني من آب/اغسطس 2014 معارك عنيفة بين الجيش اللبناني ومسلحين قدموا من سوريا ومن داخل مخيمات للاجئين في بلدة عرسال (شرق) الحدودية مع سوريا استمرت اياما. وانتهت باخراج المسلحين من البلدة، لكنهم اقتادوا معهم 29 من عناصر الجيش وقوى الامن الداخلي، قتل الخاطفون اربعة منهم.
 
ولبلدة عرسال حدود طويلة مع منطقة القلمون السورية. وهي حدود غير مرسمة بوضوح، وعليها العديد من المعابر غير الشرعية التي كان يسلكها مقاتلون ولاجئون وناشطون قبل ان تتراجع الحركة اثر المواجهات بين جانبي الحدود، وسيطرة المسلحين وبينهم جبهة النصرة على المناطق المحاذية لعرسال.
 
وبين السجناء الذين اطلقت السلطات اللبنانية سراحهم سجى الدليمي وهي عراقية وزوجة سابقة لزعيم تنظيم الدولة الاسلامية ابي بكر البغدادي، وقد اوقفت في نهاية العام 2014، وعلا العقيلي التي اوقفت في الفترة نفسها وهي زوجة احد قياديي جبهة النصرة، وجمانة حميد، وهي لبنانية من عرسال اوقفت في شباط/فبراير 2014 بينما كانت تقود سيارة مفخخة.
 
وجاء في بيان للامن العام اللبناني "تمت ظهر اليوم عملية تحرير ستة عشر عسكريا كانوا مختطفين لدى جبهة النصرة في جرود عرسال وهم الآن في عهدة الأمن العام".
 
واكدت المديرية العامة في بيانها انها "لن تألو جهداً في العمل على استعادة العسكريين المخطوفين لدى "داعش".
 
وقامت قطر بدور فعال في عملية التفاوض منذ انطلاقها قبل عام. واعلنت وزارة الخارجية القطرية بعد اتمام عملية التبادل الثلاثاء ان الوساطة القطرية "نجحت في إطلاق سراح 16 من الجنود اللبنانيين المختطفين (...) مقابل 25 أسيرا بينهم 17 امرأة وأطفالهم".
 
وتؤكد مصادر الامن العام اللبناني ان عدد السجناء الذين تم الافراج عنهم 13. بينما اوردت الخارجية القطرية رقم 25 الذي يلتقي مع لوائح اسماء نشرتها جبهة النصرة على حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي. وتقول الجبهة انها تسلمت 19 شخصا كانوا معتقلين في لبنان، وستة في منطقة التل شمال دمشق، ما يرجح ان هؤلاء كانوا معتقلين في سجون النظام السوري وشملتهم الصفقة.
 
علما ان النصرة تحصي ايضا بين الذين اطلق سراحهم في لبنان عددا من الاطفال كانوا مع امهاتهم في السجن، ولا تعدهم السلطات اللبنانية سجناء.
 
وظهر العسكريون في لقطات تلفزيونية بثتها قناتا الجزيرة القطرية وام تي في اللبنانية، وهم يرتدون ثيابا رياضية شتوية وقد نمت ذقونهم. وكانوا داخل سيارات رباعية الدفع يقودها مسلحون ملثمون اطلقوا الهتافات رافعين الرايات السوداء.
 
وفي نقطة التبادل المحددة على بعد اقل من كيلومتر عن اخر حاجز للجيش اللبناني في وادي حميد في جرود عرسال، انتقل العسكريون في سيارات تابعة للصيب الاحمر الدولي الى الحاجز حيث تسلمهم الامن العام.
 
وشملت صفقة التبادل دخول خمس شاحنات مساعدات على الاقل الى جرود عرسال ومنها الى مناطق سيطرة جبهة النصرة المحاذية للحدود اللبنانية السورية.
 
وكانت السلطات اللبنانية اقتادت السجناء الذين افرجت عنهم الى المنطقة الحدودية. وبثت قناة الجزيرة صورا ظهرت فيها سجى الدليمي وهي تصرح انها ترغب بالعودة الى بيروت، على ان تتوجه مع عائلتها بعدها الى تركيا. وبالتالي، لم تنضم الى جبهة النصرة.
 
وشوهد عناصر من جبهة النصرة يسالون المساجين المفرج عنهم اذا كانوا يفضلون البقاء معهم او العودة ادراجهم. وقال مصدر في الامن العام لصحافيين ان عشرة منهم قرروا العودة الى بيروت.
 
واكد المدير العام للامن العام عباس ابراهيم الذي تولى التفاوض مع التنظيم وكان في انتظار موكب العسكريين المحررين في اللبوة المجاورة لعرسال، انه ستتم "تسوية اوضاع" الراغبين بالبقاء في لبنان.
 
وقال مراسل لفرانس برس ان احتفالا شعبيا اقيم للعسكريين فور وصولهم الى اللبوة، واستقبلوا بنثر الارز واطلاق الرصاص وحملوا على الاكتاف ابتهاجا.
 
وبدا تنفيذ الاتفاق صباحا مع تسليم جبهة النصرة السلطات اللبنانية جثة الجندي محمد حمية الذي كان في عداد المخطوفين لديها واعدمته في ايلول/سبتمبر 2014.
 
-زغاريد ودموع-
وفي وسط بيروت حيث يعتصم اهالي المخطوفين منذ نحو عام داخل خيم، امتزجت الزغاريد بالدموع مع ورود الخبر السعيد.
 
وبدا التأثر واضحا على وجوه ذوي العسكريين، تزامنا مع حلقات دبكة وتوزيع حلوى في محيط الخيمة التي قصدها مهنئون ومسؤولون واعلاميون.
 
وقالت ماري خوري، شقيقة الرقيب في الجيش جورج الخوري، لمراسلة فرانس برس وعيناها مغرورقتان بالدموع "وصلت الليل بالنهار خلال الايام الماضية، فجميع المؤشرات كانت ايجايية"، مضيفة "الطبل سيدق لسبعة ايام في القبيات"، البلدة التي تتحدر منها عائلتها في شمال لبنان.
 
وعلى غرار كثيرين من ذوي العسكريين، اكدت ماري ان "فرحتنا ناقصة لعدم تحرير العسكريين لدى تنظيم الدولة الاسلامية".
 
ووصلت ام محمد، والدة العسكري المخطوف لدى تنظيم الدولة الاسلامية محمد يوسف الى خيمة الاعتصام، لتهنئ العائلات المبتهجة. وصرخت "لا تتركونا وحدنا"، قبل ان تحتضنها الامهات باكيات ومؤكدات ان "القضية واحدة".
 














تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد