السلام في سوريا بين فكي الدب الروسي - رابح بوكريش

mainThumb

03-02-2016 03:08 PM

 ‏           قال وزير الخارجية البريطاني  هاموند للصحفيين في روما :هل روسيا ملتزمة حقا بعملية سلام أم انها تستخدم ‏عملية السلام كورقة توت تخفي وراءها محاولة لتقديم نصر عسكري من نوع ما للأسد يتمثل في اقامة دويلة علوية في ‏شمال غرب سوريا؟ .‏

 
 
الحقيقة الواضحة تماما هي أنه لم يتم التوصل حتى الآن الى اتفاق دولي متكامل لا على كيفية حل المعضلة السورية ، ولا ‏على كيفية تمثيل المعارضة في أية مفوضات سلام ولا على كيفية معالجة قضية المجرم بشار الأسد . والحقيقة الواضحة ‏الثانية هي ان هناك وجهة نظر مختلفة تماما  بين موسكو وارانبها  وواشنطن وارانبها حول الطريقة التي يمكن أن يشارك ‏فيها نظام الدكتاتور بشار الأسد في المرحلة المقبلة ، لذلك يمكن للأمور أن تتزحزح ونرى كوارث أخرى تحدث في سوريا ‏‏. السيناريو الراهن سيء للغاية ويمكن أن يكون أسوأ إذا ترك كما هو عليه الآن . هذه الأمو تدفع الى القول ان عملية السلام ‏في سوريا لم تصل بعد الى نقطة البداية . ونقطة البداية هي : تحرك دولي على جبهتين في وقت واحد : ‏
 
الأولى : تقديم الدعم المالي والسياسي والدبلوماسي الكبير للمعارضة المعتدلة كي تتطور في عملها العسكري ويتسع نطاقها ‏وتهز النظام السوري من داخل دمشق ، بحيث تكون هذه المعارضة هي آلة الضغط على النظام البعثي الفاشي .‏
الثاني : القيام بتحرك دبلوماسي وسياسي عربي شامل ومستمر في الساحة الدولية ، يعتمد على مشروع سلام عربي مفصل ‏بدون موسكو وواشنطن و الأرانب ينسجم مع المعطيات الدولية . ويكون هدف هذا التحرك الواسع هو حمل مجلس الأمن ‏الدولي تولي مسؤوليته ملف هذا النزاع . وهنا لا يجب ان يغيب عن الأذهان تأثير اللاجئون السوريون على هذا التحرك  ، ‏وعددهم يتجاوز 8 ملايين . وهؤلاء اصبحوا عبئا يوميا على الدول الغربية . وبالرغم من وجاهة هذين الجبهتين بالنسبة ‏الى عملية السلام ،الا أن وجاهة دوافع استراتيجية موسكو في المنطقة  صبت الزيت على النار .
 
ولتفصيل كل ذلك ، فأن ‏موسكو أصبحت خصما شرسا في سوريا  تقتل بطريقة عشوائية و كل من يقف في طريقها  ، خصوصا في الفترة الأخيرة ‏، لأنها أدركت ان واشنطن تلعب لعبة خطيرة ضد الوجود الروسي في سوريا.
 
وهذا ما لا يمكن لموسكو أن تغفره ‏لواشنطن لأنه ليس اسوأ من محاولة اهانة عملاق . الحقيقة الواضحة الثالثة هي : بعدما فقد نظام بوتين الديكتاتوري  ‏المبادرة السياسية والقدرة على اقناع المجتمع الدولي بوجهة نظره فيما يتعلق بالمشكل الأوكراني اصبح يعاني من عزلة ‏واسعة دوليا وبعدما شعرت القيادة الروسية بأن السبيل الوحيد للخروج من هذه العزلة واستعاد موسكو لموقعها في الساحة ‏الدولية هو خلط الأوراق في سوريا ، ولهذا السبب وغيره فهي غير مقتنعة بضرورة حل النزاع سلميا في الوقت الحالي . ‏من هذا وذاك نستنتج أن هدف موسكو في سوريا ليس من اجل اقامة دويلة علوية في شمال غرب سوريا؟ ولكن حتى تبعد ‏النظر عن عدونها على الأوكراني   ‏
‏  وتخوفها من ان تصبح سورية بعد الاسد ملاذا لتيارات دينية متطرفة واصولية تدعو الى مناصرة المسلمين الشيشانيين ‏في حربهم ضد روسيا .‏
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد