فقه الثورة العربية الكبرى - عيسى محارب العجارمة

mainThumb

05-02-2016 09:01 PM

وصف السفاح أول خلفاء بني العباس أبو العباس عبدالله بن محمد بن علي بن عبدالله بن عباس بن عبد المطلب بن هاشم نفسة بخطبة البيعة بالكوفة قائلا : أنا السفاح المبيح والثائر المبير .


وكان عيسى بن علي اذا ذكر خروجهم من الحميمة من ناحية البلقاء الى الكوفة يقول : ان اربعة عشر رجلا خرجوا من دارهم يطلبون ما طلبنا لعظيمة هممهم ، شديدة قلوبهم .


فبمناسبة تدشين هذا العام للاحتفال بمئوية الثورة العربية الكبرى وبمناسبة مرور خمسة سنوات على ثورة 25 يناير التي اطاحت بالرئيس مبارك ودشنت قيام الربيع العربي الوهمي .


فأننا نعرج على الاسس الفلسفية العميقة لقيام الثورة العربية الكبرى الضاربة جذورها بالتاريخ الحضاري للامة منذ أمد بعيد كهمزة وصل لبداية الربيع العربي الحقيقي قبل مائة عام .


فالثورة العربية الكبرى تعود بجذورها الفكرية لفترة زمنية يمكن تتبعها بدراسة تاريخ العرب قبل الاسلام والسيرة النبوية العطرة وعصر الخلفاء الراشدين والدولة الاموية والحركات الفكرية والثورية خلالها .


والخلافة العباسية مع اهتمام خاص بالعصر العباسي الاول وبدور المسلمين خلاله في خدمة الدراسات الاسلامية والحضارة العالمية .


ثم الاندلس الاسلامية وانتقال الحضارة الاسلامية منها الى اوروبا ، والحروب الصليبية : دوافعها – أدوارها – نتائجها .


 والامبراطورية العثمانية ( تركيا ) منذ ظهورها حتى الان والتاريخ الملتبس والمثير للجدل بيننا وبين علوج الترك لليوم يشهد الاحن والمحن المتبادلة ولا غالب الا الله ثم العرب بحول الله على عدوهم الاخطر والادهى حتى من الصهاينة انفسهم فتراب شمال العراق يشهد على دنس الاحتلال التركي اليوم وكل مصائب داعش ما هي الا ولتركيا اليد والباع الاطول بذلك ويا ليت قومي يعلموا .


حيث قامت جيوش الثورة العربية الكبرى بدور السفاح الثائر المبير على يد ابطال الامة العربية كشيخ قبيلة الحويطات البطل المجاهد عودة ابو تايه ومسحت من تاريخ العرب الخنوع والاستسلام للعنصر الاجنبي الدخيل منذ انتهاء خلافة بني امية وحتى ثورة العرب الكبرى .


والتاريخ الاسلامي يتشرف اليوم ان تتزين وتختم صفحاته المشرقة بقيام دولة الخلافة الهاشمية عبر مشروعها العظيم الثورة العربية الكبرى على يد الحسين بن علي قبل مائة عام وهو مفجر الربيع العربي الحقيقي .


لا أعرف ان كان الحسين بن علي حسب ابجديات أجداده الكرام من بني هاشم يعتبر إماما ـ مستودعا ـ أي بمعنى إماما وكيلا أو وصيا أو نائبا للأمام الأصيل لفترة زمنية محدودة، و ليس له صلاحيته توريث الأمامه لأحد من أولاده، فمثله كمثل (الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب) عليهما السلام.


 أو إماما مستقرا ـ و صاحب نص ثابت، فهو كالأمام ( الحسين بن علي بن أبي طالب) عليهما السلام، له صلاحية توريث الأمامة لمن يقع إختياره عليه من أولاده.


لكن من الثابت انه يعد من ابرز الفلاسفة المعاصرين والنادرين ومن بعده نجله الشهيد الملك عبدالله الاول – رحمهما الله - والذين تأثروا بالعقائد الهاشمية عامة و الفاطمية خاصة مثله مثل المفكر العظيم أحمد حميد الدين الكرماني فيلسوف الدعوة وحجتها في العراق و صاحب الكتب الفلسفية الفاطمية مثل كتاب راحة العقل و كتاب المصابيح و كتاب الأقوال الذهبية و غيرها، و كذلك المؤيد في الدين و غيره.

فقد قامت الدولة الفاطمية بمصر – شبيهة الدولة الهاشمية مطلع القرن العشرون - و الحركة العقلية المصرية تشكل طورا من أطوار قوتها، ذلك أن الدولة الأخشيدية التي استخلص الفاطميون منها تراث مصر، كانت نصيرة للعلوم و الآداب، و في ظلها إزدهرت الحركة الفكرية و الأدبية، ونبغ عدة من المفكرين.


و لما قامت الدولة الفاطمية بمصر ما لبثت الحركة العقلية أن لقيت ملاذها في قيام الجامعة الفاطمية الكبرى، التي تمثلت بـ (الجامع الأزهر) الذي أقيم في البداية ليكون مسجد الدولة الجديدة و منبرها الرسمي، ثم أنشئت فيه منذ عهد العزيز بالله تلك الحلقات الدراسية التي إستحالت فيما بعد إلى جامعة حقة، و كانت الدولة الفاطمية تعني منذ قيامها بناحية معينة من الدراسات الدينية هي الناحية المذهبية، و انشئت (جامعة دار الحكمة) الشهيرة في عهد الحاكم بأمر الله.


و أيضا أنشئ منصب داعي الدعاة ليشرف على بث الدعوة على يد نوابه و نقبائه، و تولي تدريس الأصول الهاشمية و فقه آل البيت(ع) منذ البداية، جماعة من الفقهاء الممتازين، و في مقدمتهم بنو النعمان.


وأولى الحاكم الفاطمي الحركة العقلية شيئا أو جانبا من رعايته، فأجزل النفقة لجامعة دار الحكمة كما هو بالنسبة للجامع الأزهر، و زودها بخزائن الكتب الجليلة، وعقد مجالس المناظرة للعلماء و الأدباء، و غمرهم بصلاته، و قرب إليه عدة من أقطاب المفكرين و الأدباء.


و لعل أشهر عالم رياضي شهدته مصر الفاطمية هو الفيلسوف أبو علي محمد بن الحسن الهيثم الذي تضاهي مرتبته العلمية مرتبة اينشتاين في العصر الحديث.


لقد تفرد الفاطميون بانشاء دور الكتب الكبرى في الاسلام و بلغت تلك الدور حداً عجيباً، و اجتمع فيها من امهات الكتب و مصادر العلوم المختلفة.


من مآثر الفاطميين التي لا يزال المسلمون يستفيدون منها حتى اليوم جامع الأزهر، و قد شرع القائد الفاطمي جوهر في بناء الأزهر بأمر من المعز عندما شرع في بناء مدينة القاهرة يوم السبت لست بقين من جمادي الأولى سنة 359هـ، و تم بناؤه في التاسع من رمضان سنة 361هـ، و كان هذا المسجد محل رعاية الخلفاء الفاطميين و عنايتهم فلم يقصروا في تجديده و الزيادة فيه، و وقفوا لمؤذنيه و خدمه وسائل نظافته و انارته و فرشه ما هو مذكور في كتب التاريخ ( انظر الاعمار الهاشمي المستمر للمسجد الاقصى ) .


ان التاريخ أمانة أودعها الزمن في يد المؤرخ ، ونحن نكتب تاريخ الماضي حماية للمستقبل وهمزة وصل بين الاجيال فنخدم بدراسة الماضي انسان الحاضر والمستقبل ، واذا كنا ندرس تاريخ الفراعنة أو العهد القبطي بمصر أو العهد الاسلامي وندرس تاريخ أوروبا والعالم كله فالثورة العربية الكبرى -  تحتاج لمنظرها الفكري وآينشتاينها الجديد - وتستحق منا شيئا من هذا الجهد حتى لا نهدر تاريخنا الحقيقي ونسدل عليه ستارا من الكتمان وهو للاسف هدف كبير للبعض منا .


نعم جامعة الازهر تضم اليوم بين جنباتها تيارا مؤثرا ينادي بالخلافة الهاشمية القرشية وحبال الود بيننا وبينهم مقطوعة وهي مهمة دائرة الافتاء الاردنية ووزارة الاوقاف ولربما أهتمام صناع قرار الامن القومي بالدولة الاردنية .


ولكن الاهم من كل ذلك ان يقف الشعب الفلسطيني الشقيق - خدمة للقضية الفلسطينية قبل أي اعتبار آخر- وقفة واعية متبصرة فلسفية عميقة تشكل موقفا مغايرا لكل ما سبق يدشن عهدا جديدا نصرة للرعاية الهاشمية للاقصى واعطائه زخما ودفعا مشابها لدور الجامع الازهر بزمن الدولة الفاطمية .


نعم ان اطلاق جامعة الاقصى الهاشمية على رحاب وجنبات المسجد الطاهر والتي تعيد صياغة مفردات الخلافة الهاشمية هي اساس تحرير القدس وفلسطين ومن أحق من قريش بجهاد يهود ، - الحق والحق أقول لكم مقتبسا قول سيدنا عيسى عليه السلام - ان الثورة العربية الكبرى اليوم بحاجة لهندسة وفلسفة فكرية جديدة تعيد صياغتها من جديد بقالب عصري يستمد من اصالتها مشروع الربيع العربي الحقيقي فالتأصيل الشرعي للثورة هو هدف جامعة الاقصى الهاشمية بعون الله .


التأصيل الشرعي لأي قضية من خلال الأستفادة من اجتهادات علماء الاسلام يعطيها الصبغة  الاسلامية ومنها بطبيعة الحال الثورة العربية الكبرى التي يحتفل بمئويتها الاردن بالعاشر من حزيران 2016    وذلك بالاستعانة بالطاقات الكامنة في مبادئ ديننا الاسلامي الحنيف وذلك ليتمكن المسلمون من معرفة طهارة هذه الثورة وانها جاءت لتحقيق أركان دينهم واقامة عبادتهم .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد