التاسعة مساء كل ليلة - ابراهيم محمود ابو عجمية

mainThumb

08-02-2016 12:21 PM

في مثل هذا الوقت من كل ليلة، تدق الساعة دقاتها التسع الرتيبة فأنتفض ، وأرتعش من قمة رأسي حتى أخمص قدميّ كعصفور بلله القطر .


وحتى لو تظاهرت بأني مشغول جدا قبل وخلال توالي الدقات فلا مهرب لي ولا مناص .. يتوقف كلّ شيء فجأة وأتوقف أنا إلاّ عن الإرتعاش .. فلماذا تأتي الساعة التاسعة كل ليلة؟؟


كان الجو صحوا كيقظة العشق في قلبينا .. صافيا كصفاء روحينا ..قلت :


جميل أن تأتي الليلة


قالت :كنت وعدتك ولهذا جئت


قلت : لو أخلفت الموعد لكنت تألمت ، كنت سهرت الليل بطوله ، قلقا ومشغول البال عليك .


قالت ببرود : لكنني ما جئت لأسمع .. أصغيت إليك سنينا فاصغ إليّ .. قالتها بلهجة لم أعتدها منها ..أخذ القلق يتسرب إلى صدري شيئا فشيئا .. ولكن سرعان ما انتابني قلق من نوع آخر .. هل أخطأت في شيء ؟ وعندما لم أجد حاولت أن أبتسم فأنا لم أخنها ولم أغدر بها ولم .. ولم ..قلت برقّة : لو طال حديثك شهرا ..عاما ..ما أجمل أن أصغي .. يكفيني أن أسند خدّي بيدي .. أشرب من عينيك الحب ..قالت بحدّة :


ولهذا جئت ..هل يكفي حلمك هذا لنعيش ؟ هل يكفيني الحلم لأفرش بيتا ؟ لأربي ولدا ؟


كانت الساعة تقترب من التاسعة ولا أحد منا كان يتوقع ما ستحمله الدقائق التالية كثيرا ما كنا نختلف واحلامي ليست جريمة لطالما حلمت بأننا تزوجنا وأننا أنجبنا ولا بد أنها حلمت طويلا كذلك لقد امتهنت الحلم طويلا فكيف أتخلّى عنه ؟


قلت : لن أتخلى لا عنك ولا عن أحلامي


قالت ببرود قاتل : لكنّي أتخلّى عنك الآن


كانت الساعة تعلن التاسعة مساء وهي منصرفة قالت :يكفيني ما لاقيت .


أعرف أنني وقفت جامدا .. يرتعش داخلي بعنف مع كل دقة من دقات الساعة التاسعة ولا زلت أتساءل بدهشة مريبة :


هل كانت على حق ؟


ويغلبني التأثر فأجيب تلقائيا :


طبعا .. أليست حبيبتي ؟ هي إذن على حق


وحين أصل إلى هذه الإجابة الشافية .. أبدأ أنسّق أحلامي من جديد .
 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد