ثورة 25 يناير إعادة الاعتبار لشخصية مصر

mainThumb

08-02-2016 01:29 PM

‏أزعجني جدا أن أرى وأسمع أن ثورة 25 يناير  لشعبنا في مصر العروبة ‏كانت دمارا ومحاولة لإشعال الفتن وتقسيم البلد وقف خلفها أعداء مصر ‏وعملائهم من المصريين .!!‏
 
‏ والحقيقة أن مثل هذا الكلام المؤسف والجارح يعتبر هجوما وعدوانا على ‏شعبنا في مصر الذي أعادته ثورة 25 يناير لواجهة الأحداث ، وفي طليعة ‏اهتمام العالم ، وما حدث عكس تلك الافتراءات التي سمعناها بحق مصر ‏والمصريين وللأسف من بعض المصريين من أيتام العهد البائد ، حيث أن ‏ثورة 25 يناير هي خلاصة ما توصل إليه الشعب المصري بعد ظلم وقهر ‏واستهانة بشخصية مصر التي وصفها المخلوع حسني مبارك بالخرابة  ‏حين سأله أحد أمراء الخليج عن حقيقة توريث ابنه ، أجابه المخلوع ‏‏(عاوزيني  أورث ابني خرابة) .‏
 
إن مبارك وقبله السادات كانوا كاذبين ، فهذا اللا مبارك أراد توريث ابنه ‏من خلال برلمان أحمد عز الذي زوره بنسبة 100% لصالح الحزب الوثني ‏وليس الوطني ليتم بعد ذلك ترشيح مبارك الابن بدون أي معارضة تذكر ‏حيث سيجد الساحة خالية تماما من أمامه بعد حالة التصحر طيلة الأربعين ‏عاما الماضية ، وبالتالي تصبح مصر وكأنها مزرعة لآل مبارك ، وكان ‏ذلك ما افرز ردة الفعل الطبيعية واستخراج أعظم ما في مصر حيث ولدت ‏ثورة 25 يناير التي أطاحت بالنظام كاملا  ، وأرسلت مبارك وأبناءه ‏للسجون وبالتالي التقليل من انجاز تلك الثورة هو إساءة لمصر شعبنا ‏وتاريخا وحضارة .‏
 
لقد تحمل شعبنا في مصر نظام الردة  والخيانة الذي قاده السادات وأكمله ‏مبارك وأعطى هذا الشعب العظيم النظام أكثر من إشارة كانت أقواها ‏انتفاضة 18 و 19 يناير الأولى عام 1977م ، وللأسف النظام المصري ‏ومبارك جزءا منه لم يأخذ الدروس والعبر وهذا مبارك الذي هو الوحيد من ‏بقى لجانب السادات نائبا له منذ عام 1975م ، بتوصية من السفير ‏الأمريكي بمصر في ذلك الوقت والمعروف  أن السادات انقلب على كل ‏رفاقه ومن عمل معه باستثناء حسني مبارك لأسباب ذكرها الكثير من ‏الكتبة والمثقفين وأبرزهم الأستاذ الكبير محمد حسنين هيكل .‏
 
وثورة 25 يناير لم تأتي في سياق ما عرف بالربيع العربي المزعوم كما ‏يقول البعض ولكن ثورة يناير كانت خلاصة كفاح شعب تحمل الكثير حتى ‏وصل النظام بوقاحته السياسية لدرجة اللا معقول في استهانته بمشاعر ‏شعبه وتاريخه وحضارته المدنية الممتدة عبر الآلاف السنين .‏
 
لقد كانت ثورة 25 يناير هي ثورة الشعب التي أيدها الجيش كما كانت ‏أمها الطبيعية ثورة 23 يوليو ثورة الجيش التي أيدها الشعب ، وكانت ‏يناير هي الابنة الشرعية  لثورات أحمد عرابي عام 1882م ، وثورة ‏‏1919م ، وثورة 23 يوليو عام 1952 م، كما هي تكملة لثورة 18و19 ‏يناير عام 1977 م ، وبالتالي التقليل من قيمة ثورة يناير بوجود أخطاء ‏لم تتغير هو كلام إذا استخدمنا حسن النوايا نقل أنه غير دقيق ، فان ثورة ‏يناير ورغم محاولات القمع والإرهاب لزبانية نظام السادات مبارك ‏والمستفيدين من دكانه الحزب الوطني ، إلا أن الثوار وبعد النصر كانوا ‏في غاية الوعي الوطني بعدم الانجرار لسفك الدماء رغم دماء الشعب التي ‏سفكت ، ولكن هذه مصر وطبيعة شعبها وحبه للعدل والكرامة  المستمد ‏من روح القانون فهو الذي أحال كل شيء للقضاء ولم يكن يريد قتل أو ‏سفك دماء كما حدث في بعض دول الجوار ، وكما كانت ثورة 23 يوليو ‏سلمية التي أخرجت الملك فاروق بكل احترام ، وعندما أراد الكثير من ‏الضباط الأحرار إعدامه رفض الزعيم جمال عبد الناصر وقال عبارته ‏الشهيرة (أن الدم لا يجر إلا الدم ) .‏
 
وهكذا كانت ثورة 25 يناير سلمية رغم عنف النظام طيلة الأربعين عاما ‏الماضية من عمره ،  وتبقى ثورة 25 يناير علامة فارقة بالتاريخ ومحطة ‏مشرقة تثبت وعي وقدرة شعبنا في مصر على التغير في الوقت الذي ‏يحدده ، كما اثبت هذا الشعب لكل حاكم بعد السادات مبارك أن مصر ما بعد ‏‏25 يناير لن تكون كما كانت قبل ذلك ، ويبقى من تلك الثورة المجيدة ‏العبرة أن الشعب قادرا على الفعل ومالكا لإرادته وقادرا على الإطاحة بأكثر ‏الأنظمة قمعا ، وأن الشعب هو القائد والمعلم كما قال الزعيم جمال عبد ‏الناصر .‏
 
وثورة 25 يناير بكل أحداثها كانت أيام مجد وعزة وكرامة لشعبنا ‏المصري ودرس لكل حاكم ما بعد المخلوعين مبارك ومرسي .‏
 
تحيه لشعبنا في مصر في ذكرى ثورته المجيدة والمجد والخلود لأرواح ‏الشهداء الأبرار ولا نامت أعين الجبناء .‏


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد