الاردن يبدأ بتوطين اللاجئين السوريين بإجراءات واضحة

mainThumb

10-02-2016 08:36 AM

عمان - السوسنة - حذر نواب وسياسيون وإعلاميون أردنيون ‏الحكومة ، من مغبة استخدام مصطلح “المكون السوري“، ‏باعتباره بداية لتوطين اللاجئين السوريين في الأردن ، والذين ‏يبلغ عددهم مليون و 300 ألف لاجيء.‏
 
مصطلح “المكون السوري”، ظهر بداية في تصريحات ‏لرئيس الديوان الملكي فايز الطراونه، قبل يوم من عقد مؤتمر ‏لندن للمانحين، خلال لقاء جمعه بإعلاميين ومثقفين. لكن ‏المصطلح، بدأ يتكرر على لسان شخصيات سياسية. فقبل ‏يومين كان على لسان رئيس الوزراء عبدالله النسور، خلال ‏مؤتمر صحافي للحكومة، وامس كرره النسور أمام النواب.‏
 
وبرزت إيحاءات، بأن اللجوء السوري إلى الأردن، قد يشبه ‏في حراكه الإجتماعي، النزوح الفلسطيني عام 1967.‏
 
غرفة صناعة القرار الإستراتيجي في الأردن، لديها قناعة بان ‏اللاجئين السوريين سيبقون في البلاد على أقل تقدير 10 ‏سنوات مقبلة.‏
 
هذا الموقف صدر على لسان رئيس الديوان الملكي الطراونة ‏حينما قال: “يجب وقف التذمر والشكوى، فاللاجىء السوري، ‏سيقيم على الأقل عشر سنوات قادمة في الأردن، حتى لو تم ‏حل النزاع في سوريا”.‏
 
اليوم، وتحت قبة البرلمان، حذر النائب بسام البطوش، مما ‏ورد على لسان رئيس الوزراء النسور، حين ردد مصطلح ‏‏“المكون السوري”، في معرض حديثه عن الوجود السوري ‏في الأردن.‏
 
وقال البطوش، خلال جلسة مجلس النواب الثلاثاء، إن اطلاق ‏مصطلح “المكون السوري” دليل على بداية في التوطين.‏
 
وكان النسور وصف اللاجئين السوريين في الأردن, ‏بـ”المكون السوري”٬ ما دفع البعض إلى الربط بين ‏المساعدات التي قدمت للأردن في مؤتمر لندن ، وضرورة ‏توفير فرص عمل للاجئين، وتعليم 90 الف طالب سوري، لم ‏يلتحقوا بالعدد الموجود في المدارس الأردنية اصلا، والبالغ ‏عددهم 130 الف طالب وطالبة.‏
 
وتزامنت هذه الاوصاف مع تصريحات من وزراء في ‏الحكومة الأردنية، تزيد قلق الشارع الأردني. فاليوم كذلك قال ‏وزير العمل نضال القطامين، إن اللاجئين السوريين ‏سينافسون العمالة الوافدة بالنسب المسموح بها، وحسب ‏الإتفاقيات مع القطاع الخاص، رغم أنه اوضح ان ذلك لن ‏يمس نسب العمالة الأردنية تحت أي ظرف وفي أي مهنة أو ‏قطاع تشغيلي.‏
 
وأكد القطامين، أن التشغيل سيكون من خلال استحداث فرص ‏عمل ستوفرها مشاريع مستقبلية مدعومة من قبل الدول ‏المانحة، سواء على شكل منح أو قروض ميسرة.‏
 
الأرقام التي عرضها وزير التخطيط والتعاون الدولي الدكتور ‏عماد فاخوري، والتي لم يصدر بها بيان رسمي من مؤتمر ‏المانحين، تثير هي الأخرى تساؤلات عند النخبة السياسية ‏والإقتصادية، التي بدأت تتحسس رأسها من صدقية هذه ‏الأرقام، التي تبدو أنها غير واقعية.‏
 
يقول فاخوري، إن الأردن تعهد خلال مؤتمر لندن بتوفير ‏‏200 ألف فرصة عمل للسوريين، خلال الفترة المقبلة شريطة ‏التزام الدول المانحة بما تم الإتفاق عليه خلال المؤتمر، وأن ‏يتم توفير فرص العمل في قطاعات لا يعمل فيها الأردنيون.‏
 
وبين فاخوري، خلال عشاء عمل نظمته جمعية رجال ‏الأعمال مساء الإثنين، أن المجتمع الدولي، التزم بملياري ‏ومئة مليون دولار أميركي على مدار السنوات الثلاث المقبلة.‏
 
وقال في سياق عرضه للأرقام والأموال المتوقع وصولها ‏للأردن من الدول المانحة، إن الإلتزام الثاني من قبل المجتمع ‏الدولي هو تقديم مليار و900 مليون دينار لسد الفجوة ‏التمويلية في الموازنة العامة للدولة بقروض ميسرة طويلة ‏الأمد.‏
 
وتابع الوزير، “الإلتزام الثالث هو حصول الأردن على ‏استثناء لمدة 10 سنوات من الشروط الصعبة لشهادة المنشأ، ‏مما يفتح الفرص لإستثمارات تشغل آلاف الأردنيين”.‏
 
وأضاف، أن الأردن سوف يحصل على مليار دولار لتأمين ‏تعليم الطلبة السوريين على مدار السنوات الثلاث المقبلة، ‏لشمول 90 ألف سوري وسورية بالتعليم.‏
 
الكاتب فهد الفانك، يحذر من “طيبة القلب” ومغبة الانفلات في ‏التعامل السهل مع اللاجئين السوريين، فيقول: ” المعونات ‏المالية المؤقتة والمقدمة بالقطارة، يجب أن لا تجبرنا على ‏قبول دور الضحية. الملك قرأ القلق في عيوننا فهل تقرأه ‏الحكومة؟”.‏
 
ويؤكد الفانك، أنه في الحالة الأردنية، وعلى العكس من ذلك، ‏فإن الأكثرية الساحقة من غير الأردنيين المقيمين في الأردن ‏ليسوا مطلوبين، وإقامتهم مفتوحة، وعودتهم إلى بلادهم ‏اختيارياً غير واردة.‏
 
ويتابع في سياق مقارنة بين حالة الإنفلات في التعامل مع ‏المقيمين في المملكة وبين حالة الضبط التي تسيطر عليها ‏وزارات الداخلية الخليجية بالتعامل مع الوافدين، فيقول” هناك ‏فرق في إدارة الهجرة، فوزير الداخلية الخليجي يعرف ‏بالضبط أعداد الغرباء وجنسياتهم، وأسمائهم وعناوينهم ، ‏وبالتالي فإن الوضع السكاني تحت السيطرة”.‏
 
ويتابع” أما في الأردن فلا يعرف ،إلا الله، عدد الوافدين ‏والنازحين واللاجئين وغيرهم. هناك تقديرات تقريبية لهم ‏ولكن الوضع السكاني ليس تحت السيطرة”.  " ارم "‏


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد