الاردنيون سيصبحون 15 % من السكان والسوريون الأكثر ‏‏ .. !!‏

mainThumb

11-02-2016 09:45 AM

عملية التطهير العرقي للأردنيين اهل الوطنية والهوية ‏والشرعية قائمة قاعدة دونما توقف منذ ان انتهينا من الاتراك ‏قبل قرن من الزمان والى يومنا هذا وقابل الأيام في المدى ‏المنظور، وكلما وجدت الإدارة والدولة ان الأردنيين لا زال ‏فيهم عرق ينبض بالحياة قامت باستجلاب هجرات جديدة تارة ‏باسم القومية وأخرى باسم الحالات الإنسانية وطورا باسم ‏أبناء الاردنيات وطورا اخر باسم المزاج.‏
 
والهدف الحقيقي من ذلك كله هو انهاء الكيان الاجتماعي ‏والسياسي والعشائري الأردني المتجذر في أعماق التاريخ، بل ‏ان الدولة بالأردن لا يرهبها ولا يخيفها من المكونات ‏السياسية والاجتماعية والتنظيمات والأحزاب الا مكونان لا ‏ثالث لهما هما: العشائر الأردنية، والحركة الوطنية الأردنية ‏لانهما اهل الوطنية والشرعية والهوية، ولأنهم الصخرة التي ‏تحطمت عليها الأيام وتداولها ودولها.‏
 
 
‏ من هنا فان الدولة تشن حربا ضروسا شعواء لإنهاء العشيرة ‏والحركة الوطنية وتحاول خلق أجيال اردنية جديدة لا تميز ‏بين الأصيل والدخيل والقراري والفراري والصقر والبوم ‏والحرباء وطائر الخضر / بتشديد الضاد، ومع هذا فالدولة ‏تنتكس من فشل الى فشل في مسعاها هذا، وكلما انتكست كلما ‏حاولت أكثر واستغاثت بركام المستجلبين (بضم الميم) عبر ‏الحقب .‏
 
وعندما تقوم اية دولة رغم انف  إرادة اهل البلاد , وهي فاقدة ‏لمقومات الشرعية الحقيقية , فان هذه الدولة عادة تسن ‏القوانين التي  تحمي بها نفسها , وتجرد اهل البلاد الأصليين ‏من الاعتزاز بهويتهم وشرعيتهم ووطنيتهم وتاريخهم ‏ومقومات كيانهم الاجتماعي/ العشيرة  , وتعتبر أي كلام من ‏أي منهم في هذا الاطار هو كلام ضد ما تسميه الوحدة ‏الوطنية وتقويض النظام والاخلال بالأمن, وقد خضعت ‏الشعوب الاصلية في العالم الجديد الى الإبادة والتطهير ‏العرقي وهو ما يتكرر بصور متعددة  ولسنا استثناء بالأردن ‏‏, كما اننا نخضع للتطهير العرقي الفاشل والحمد لله .‏
 
نحن في الأردن خضعنا لكل ذلك عبر التاريخ وما قبله، ‏واخرها وأخطرها وأسوأها ما كان في القرن الأخير، ‏وخاتمتها الحنظل المر وهو اللجوء السوري الى بلادنا حيث ‏المخطط (المرفوض تماما) ضمن مؤامرة أوباما بوتين في ‏تقسيم العالم العربي وما تجد الدولة بالأردن فيه من متعة ‏وتأييد هو ان يتم توطين السوريين في البلاد وهذا واضح من ‏الورقة التي تقدمت بها الجهات الرسمية الى مؤتمر المانحين ‏حيث ينص البند الأول بالورقة حرفيا:‏
‏(بضرورة إعادة بناء المجتمعات المستضيفة، والبنية التحتية ‏من خدمات صحة وتعليم ومياه وبلدية) وهذا هو التوطين ‏بحاله وشعره وبعره اللهم الا إذا كنت لا أفقه اللغة العربية ‏واعتقد انني متمكن من لغتنا الشريفة ايما تمكن. لدرجة ان ‏التوطين السوري تقدم على المطالبة بتغطية عجز الموازنة ‏والاستثمار في باقية مناطق الأردن .‏
 
حسب معلوماتي ان هناك مخطط (مرفوض بتاتا) لتوطين ‏السوريين ضمن خطة أوباما بوتين التي أشرنا اليها في المقال ‏السابق بحيث يتم توطين أكثر من أربعة ملايين سوري ‏بالأردن، ويبدأ التوطين تدريجيا بإقامة البنية التحتية لهم ومن ‏ثم منحهم تصاريح العمل والإقامة وقد تمت هاتان المرحلتان، ‏ثم جوازات مؤقتة ثم جوازات بأرقام وطنية ليصبح المكون ‏الأردني الحقيقي من اهل الشرعية والوطنية والهوية لا ‏يتجاوز ال 15% من عدد السكان.‏
 
 
‏     ويشمل مخطط التطهير على تغيير العلم الأردني ثم الغاء ‏اسم الأردن من عنوان الدولة، وهذا دونه ارواحنا، وهي ‏حماقة لا يرتكبها عاقل لأنها ستؤدي الى الفوضى والدماء ‏والهجرات من جديد والعنف الذي لم نره حتى في اليمن ‏وسوريا وليبيا ومصر والعراق.‏
 
نحن نقول: اياكم وهذه الحماقات والاحتقار لنا والتعامل معنا ‏وكأننا غير موجودين. انه مخطط الدولة الذي يجري على قدم ‏وساق بوضوح .‏
 
واستغرب متسائلا: هل هذا جزاء الأردنيين لأنهم شعب راقي ‏مسالم ومحترم وعنده اخلاق وكرم وطيبة ومكارم يسرقها ‏غيره منه مدعيا انه صاحبها؟ وهل هذا جزاؤه لأنه استقبل ‏الجميع؟ هل هذا جزاء من اوى من ليس لهم مأوى ولا مكان ‏تحت الشمس وكل ملهوف ليصبح الملهوف هو صاحب الدار ‏ويتم طرده من بلاده؟ هل نستحق جزاء سنمار يا ترى؟!.‏
 
‏   ويفترض بالدولة التي تتولى زمام الأمور ان تحمي ‏الأردنيين والهوية والشرعية الوطنية التاريخية لأننا حمينا هذه ‏الدولة واويناها ونحن اهل أصحاب اليد العليا والطولي عليها، ‏لا ان تقوم بحماية مخرجات المآسي العربية من الوافدين على ‏حسابنا، وتقوم بمحاصرة الاردنيين في الكرامة والحرية ولقمة ‏العيش والهوية والمكون الاجتماعي.‏
‏ ‏
وتتحدث الدولة نيابة عنا ونحن لم نخول أحدا منها للحديث ‏عنا، وتخيلت الدولة مخطئة اننا ركام من الاطلال وان البكاء ‏علينا يكفينا، وان هذا البكاء في حقيقته لإحياء النفايات التي ‏جلبتها الدولة الى بلادنا وزراعتها مكاننا وهو ما عجزت عنه ‏سائر الدول عبر التاريخ وستعجز عنه هذه الدولة أيضا، حيث ‏ان الحديث يجري عن ارسال الدولة مطاياها سابقا والى الان ‏الى القرى السورية واغرائهم للنزوح الى الأردن لكي ‏تستخدمهم الى كشكول للاستجداء من جهة وللقضاء على ‏الأردنيين من جهة أخرى. ‏
 
ان هتافات الأردنيين في حراك الربيع العربي قد نبه من لا ‏شرعية له ولا هوية اردنية ولا وطنية في ان يجعل الأردنيين ‏اقل من الملح بالطعام، لذلك صدر القرار السياسي والإرادة ‏السياسية بإغراق الأردنيين بنفايات النزوح لان هذه تساهم في ‏التطهير العرقي لنا قاتلهم الله .‏
 
ومنذ قرن فان الأردن وقضيته وشرعيته ووطنيته لا تدخل ‏اطلاقا في الخطاب السياسي الى الان , بل ان الخطاب كان ‏منذ 1921 يدور حول إقامة سوريا الكبرى حتى عام 1949 ‏ثم صارت القضية الفلسطينية هي أساس الحديث والخطاب ‏السياسي ومحوره  حتى عام 2011 ثم تحول الخطاب ‏الرسمي بالأردن الى  ما يسمى محاربة الإرهاب والتعامل مع ‏اللجوء السوري ولا علاقة لنا بذلك بل ان أي اردني يجاهر ‏برفض هذا الخطاب يتهم رسميا بانه يرتكب جريمة تقويض ‏النظام وعدو لما يسمى الوحدة الوطنية , وانه يثير الفتنة بين ‏عناصر الامة , وفي جميع الظروف والمراحل فقد غابت ‏قضية الأردن والأردنيين وغابت الهوية والشرعية والوطنية ‏ولا زالت تغيب عن الخطاب السياسي , بل  وصار الحديث ‏فيها ممنوعا ومحرما بموجب القانون .‏
 
‏ وبموجب المخطط للقضاء على الأردنيين، فان القضية ‏السورية ستكون قصة جديدة تعزف عليها ربابة الدولة بعد ان ‏سقطت أوتار العزف عن القضية الفلسطينية والوحدة السورية ‏‏/ سوريا الكبرى، وستعمل الدولة الى تحويل السوريين الى ‏أردنيين، وستحاول الدولة تغيير العلم الأردني واسم الأردن ‏مراعاة لمكونات الوافدة على حسابنا نحن اهل الهوية ‏والشرعية، وستجند الكثير من القطعان الضالة للتسحيج لهذا ‏المخطط الأخطر على الأردنيين وهو تسحيج ومخطط يعني ‏دفن الأردنيين في وادي سحيق لا قرار له.‏
 
‏    وسيستمر هذا الخطاب الى ان تأني قضية جديدة للتطهير ‏العرقي لنا في بلادنا لمخرجات المآسي، والذين ليس منهم ‏نخبا مالية او علمية لان أصحاب العلم والمال يذهبون الى ‏أوروبا حيث ينشدون الحرية الا ان طوفان الفقر والفقراء انما ‏تحولوا من عبودية الى عبودية همهم العيش والاكل وجمع ‏المال واما الحرية والكرامة فلم تكن في قاموسهم من قبل ولن ‏تكون في قاموسهم من بعد وبذلك فان الأردن صار مكبا ‏للنفايات البشرية وتم إغراقنا بقرار رسمي بموجات التعساء.‏
 
‏    وان الخاسر هم الأردنيون ولكن لابد من القول هنا ان ‏الجيل الأردني الذي عملت الدولة قرابة قرن لسلبه ثقافته ‏الوطنية وعقليته، فانه أشجع وأقدر على التغيير وأكثر ‏استعدادا للتضحيات من جيلنا .‏
 
‏    وبالتالي فان ما يأتي الى بلادنا من أية مكونات وافدة ‏سينتهي بقرار أيضا، وان من يعتقد انه سيصبح مكاننا بقرار ‏استيطاني فهو واهم .‏
 
‏     فالذي يأتي بقرار سينتهي بقرار، اما نحن اهل الهوية ‏والشرعية والوطنية فإننا أعمق واقوى من ينهينا قرار من لا ‏شرعية له، فالأردن ستبقى اردنية وستبقى الأردن للأردنيين ‏رغم انف الجميع، وسينعكس التطهير العرقي الى عنف خطير ‏لا تحمد عقباه لكل الوافدين والمتآمرين .‏


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد