صحيفة السوسنة الأردنية

إن إعلان السعودية (مع آخرين قد يكون الأردن منهم ) عن استعدادها لإرسال قوات الى سوريا هو خطوة غير محسوبة ، فالوضع جد خطير وبخاصة أننا مدعوون لنتذكر بعض التصريحات الهامة التي أطلقها قادة عالميون أولهم أوباما حيث قال ( إن سايكس بيكو أصبح قديماً ) فهذا يعني أنه لا بد من شيء جديد !!.

 

 ويعني لا بد من اتفاق الدول الكبرى تماماً كما اتفقت بريطانيا وفرنسا على التقسيم التاريخي ، فلا بد أن تتفق أمريكا وروسيا على التقسيم الجديد !!! فالسودان تم تقسيمها ، والعراق يتحدث حاله عن التقسيم ، وسوريا لا حل لها الا بالتقسيم ، والسعودية مطمع تاريخي لأهميتها الدينية .

 

 قبل ايام نشرت مقابلة مع هنري كيسنجر وزيرخارجية أمريكا الأسبق وتحدث عن حرب عالمية ثالثة ساحتها المنطقة العربية !! فهل جر السعودية والأردن هو الطعم الذي سيدفع العراق وإيران وروسيا لمحاربة كل من يقترب من سوريا ؟؟.

 

 وهل استقرار الأردن مصلحة استراتيجية للغرب ولأسرائيل أم أن المتغيرات تقتضي إلغاء الاعتماد للأردن وبناء عليه يتم جره الى حرب مجهولة وصعبة ونتيجتها بكل المقاييس سلبية وفاشلة على المنطقة عدا إسرائيل !!! .

 

هل تضحي السعودية بتشتيت قوتها بين اليمن وسوريا والمحافظة على البحرين ؟ وهل الالتهاء  بحروب خارجية هو الفرصة التي ستستغلها الخلايا النائمة للتحرك وبخاصة أن دم النمر لم يجف بعد ؟؟.

 

 وهل احداث الخلل في الأردن أمر يتمناه النظام السوري والعراقي والإيراني وقبلهم الأسرائيلي ؟؟ وهل يتحمل الأردن أية هزة اقتصادية ؟ وهل يضحي الأردن بجيشه ويقفد قوته كما حصل للجيش السوري والعراقي واليمني والليبي ؟ وهل مطلوب منا أن نلدغ من الجحر مرات وليس مرتين ؟ ألم تعد بريطانيا الشريف حسين بمملكة عربية ثم نكثت ؟ فهل يمكن أن نضع الأردن في احتمالات في سوق التغيير القادم ؟ .

 

أعتقد أن رحلة السعودية والأردن باتجاه سوريا هي رحلة غير سعيدة بل هي رحلة الدمار والنهاية التي يتمناها الأعداء الاستراتيجيون للأمة ولهذا فلا بد من العد للألف فمن أراد صيد الأسماك يضع الطعم من سمك السردين فليكن لدينا الوعي الكافي حتى لا نندم كما ندمنا في السابق حين رسم خريطتنا سايكس وبيكو ، واليوم يرسمها لافروف وكيري !.