الملك يعود إلى أرض الوطن

mainThumb

13-02-2016 05:27 PM

السوسنة - عاد جلالة الملك عبدالله الثاني إلى أرض الوطن، اليوم السبت، بعد زيارة عمل إلى مدينة ميونخ الألمانية، شارك خلالها في أعمال الدورة الثانية والخمسين لمؤتمر ميونخ للأمن، حيث ألقى جلالته خطابا في المؤتمر، والتقى عددا من رؤساء الدول والمسؤولين المشاركين.

وقال جلالته في الخطاب، الذي لقي اهتماما إعلاميا حيث قامت بنقله عدد من شبكات التلفزة العالمية، "تجمعنا اليوم مصلحة استراتيجية أساسية تتمثل في ضرورة انتصار التحالف الدولي في سوريا والعراق؛ فالقضاء على عصابة داعش الإرهابية في هذين البلدين يتطلب تكاملا في جهودنا، وهو الأمر الذي يمثل أولوية في منطقتنا".

وأضاف جلالته: "لا بد من التأكيد على أهمية اتباع نهج شمولي، إذ لا يمكننا أن ننجح فقط من خلال التركيز على القضاء على عصابة داعش في سوريا أو العراق، بينما هناك مجموعات إرهابية تابعة لها تعزز وجودها في إفريقيا وآسيا، لقد حان الوقت فعلا لنرتقي إلى مستوى جديد من العمل الدولي، الذي يتطلب منا جميعا توجيه مواردنا، وتنسيق الأدوار والمسؤوليات فيما بيننا، وتوحيد جهودنا العسكرية والأمنية".

وأوضح جلالة الملك، في الخطاب، "تقع علينا، نحن العرب والمسلمين، مسؤولية وواجب تصدر جهود محاربة الخوارج، فهذه حرب لحماية ديننا الحنيف، وقيمنا، ومستقبل شعوبنا في النهاية".

وحول الأزمة السورية، بين جلالته: "تعد أزمة اللاجئين السوريين قضية ملحة تستحق الاهتمام، فهي من أكبر المآسي الإنسانية في عصرنا، وقد رأينا آثارها على شواطئنا وحدودنا، والأردن هو الأكثر تأثراً بهذه الأزمة، إذ يقابل كل خمسة من أبناء وطني، سوري يستضيفه بلدنا الآن".

وقال جلالة الملك: "كما يجب على عالمنا أن يوحد جهوده على المسار الدبلوماسي، فالقتل في سوريا يجب أن يتوقف إذا أردنا أن نمضي قدما نحو حل سياسي للأزمة هناك، يحمي استقلال ووحدة سوريا، ويمكن الشعب السوري من العيش بكرامة والتمتع بالحقوق التي يستحقها، إن التوصل لهذا الحل السياسي هو المفتاح لنكسب هذه الحرب، وهو ما سيمكننا من تركيز جهودنا على التهديد العالمي للإرهاب".

من جانب آخر، التقى جلالته، على هامش أعمال المؤتمر، رئيس جمهورية بلغاريا روزين بليفنليف، ورئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، ورئيس إقليم كردستان العراق مسعود برزاني، ووزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، وممثلة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني، ومبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ستيفان دي مستورا.

كما التقى جلالته وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون، ووزيرة الدفاع الألمانية أورسولا فان دير لاين، ووزيرة الدفاع الإيطالية روبرتا بينوتي، ووزير الدفاع الكندي هارجيت ساجان، ووزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعلون، وقائد قوات حلف شمال الأطلسي (الناتو) في أوروبا الجنرال الأميركي فيليب بريدلاف، ووفد من مجلس الشيوخ الأميركي برئاسة السناتور الجمهوري جون ماكين.

وتناولت اللقاءات مختلف التطورات الإقليمية والدولية، خصوصا الجهود المبذولة للتصدي لخطر الإرهاب والتطرف، وسبل مكافحته ضمن نهج شمولي تشاركي.

كما تم، خلال اللقاءات، مناقشة الأزمة السورية وتداعياتها على الأمن والاستقرار الإقليمي والعالمي، وأهمية التوصل إلى حل سلمي ينهي معاناة الشعب السوري ويضمن وحدة وسلامة أراضيه.

ويعد المؤتمر، الذي يجمع شخصيات من حوالي 70 بلدا من جميع أنحاء العالم، من أهم المنتديات المستقلة لتبادل وجهات النظر من قبل صناع القرار في السياسة الأمنية الدولية، وبحث التحديات الراهنة والمستقبلية.

وركزت أعمال مؤتمر ميونخ لهذا العام على قضيتين، وهما كيفية منع اندلاع النزاعات الدولية، وإعادة النظر في آليات إدارة شؤون الأمن في العالم، مع اهتمام خاص بالنظر في أبعاد الصراع في سوريا، وتداعيات أزمة اللجوء السوري على أوروبا ودول الجوار.--(بترا)



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد