قانون حماية اللغة العربية .. شكرا

mainThumb

14-02-2016 08:50 AM

قانون حماية اللغة العربية الذي اقره مجلس الوزراء القطري في جلسته يوم الأربعاء العاشر ‏من شباط  يستحق الاحترام والتقدير بل يستحق أن يكتب بمداد من الذهب لانتصاره لهوية ‏الامة من خلال غيرته على لغتها التي تعاني اليوم الامرّين من أبناءها لا غيرهم.‏
 
يطالب المشروع بوضوح أن تلتزم الوزارات والمؤسسات الرسمية والمؤسسات التعليمية ‏الرسمية في جميع مراحل التعليم والبلديات باستخدام اللغة العربية في جميع ما يصدر عنها ‏من أنظمة وتعليمات ووثائق ومعاملات ومراسلات وإعلانات، كما أنه يُلزم مؤسسات ‏التعليم العالي التي تشرف عليها الحكومة بالتدريس باللغة العربية في جميع العلوم ‏والمعارف.‏
 
ما أن سمعت بالقرار حتى اجتاحني فيض من مشاعر مختلطة حزن وغبن وفرح وفخر ‏واستدعت الذاكرة فورا قصيدة الشاعر الكبير حافظ إبراهيم:‏
 
رجعت لنفسى فاتهمت حصاتى
‏                                              وناديت قومى فاحتسبت حياتى
رمونى بعقم فى الشباب وليتنى
‏                                               عقمت فلم أجزع لقول عداتى
 
 
فشكرا لمن فكر في المشروع ومن ساهم في صياغته ومن اقره لما في ذلك من غيرة دينية ‏وقومية على لغة الأمة وهويتها ونأمل بمزيد من القرارات على امتداد وطننا العربي الكبير ‏بهذا الاتجاه وكانت الأردن قد اتخذت قرارا مماثلا في أيلول 2015.‏
يقول د.خالد الكركي رئيس مجمع اللغة العربية الأردني حول القانون:‏
 
‏"همّنا واحد، وهو أن تسود العربية السليمة في حياتنا لأنها لغة الحياة في الحرب والسياسة ‏والإعلام والتعليم والتعلم".‏
 
وزاد ‏‎"‎من جراح الأمة تأتي جراح لغتها، ومن هوان أهلها تهون على أبنائها، ويصبح ‏القابض على جمرها غريبا منها".‏
 
 
لغة الضاد اليوم حزينة فابناءها يتفاخرون بلسان غيرهم ويتنكرون للغتهم وفي الوقت الذي ‏نمت فيه الشعوب وتطورت بلغتها الاصيلة فقدنا  نحن البوصلة فتارة نشرق وأخرى نغرب ‏ونسقط ضعفنا وهزالنا على لغتنا علما بأن الشعوب التي تطورت ورقت كان ذلك بلغتها الأم ‏ولم تجافي ماضيها أو هويتها.‏
 
من الهوان أن نكون مضطرين للي ألسنتنا كي نخاطب ونتودد إلى غيرنا من ضيوفنا ولا ‏يُطلب منهم بالمقابل أن يخاطبونا بلغتنا ولو ذهبنا اليهم نشعر بالنقص أننا لا ننطق بلسانهم ‏بل يضعون في وجهنا كل العقبات حتى نتعلم لغتهم.‏
يكفي اليوم أن تسير في الشارع فتسمع أو تدخل سوقا فتقرأ أو تطلع على مواقع التواصل أو ‏تقرأ في الجرائد لتجد أن لغة القران الكريم تنسحب مهمومة لصالح لغات أخرى أو لهجات ‏مشوهة فلا نحن حافظنا على لغتنا ولا تقدمنا بغيرها لكن المريب أن تجد الحكومات ‏ودساتيرها التي تتغنى بعروبتها تسمح أن يساء إلى لسانها باستخدام لغة أخرى في ‏المخاطبات الرسمية حتى التبس علينا الأمر فيما إذا كنا نعيش في بلاد عربية.‏
 
ومن المؤسف أيضا أن تركنا أبناءنا الصغار يتحدثوا معنا في بيوتنا بلغة ليس لها هوية ولا ‏تندرج تحت تصنيف وهي خليط مهجن من عدة لغات أو لهجات غير آبهين بما ينطوي عليه ‏من اغتراب.‏
 
عربيتنا تزيد عن غيرها بأنها لغة العبادة لدى المسلمين على اختلاف أوطانهم وألسنتهم ‏ويتحدث بها ما يقارب نصف مليار من البشر وهي احدى لغات الأمم المتحدة وخصص لها ‏يوما للاحتفاء بها لكننا لم نحفل به ولم تكن يوما عاجزة عن مجارة العلم وأهله بل أهلها هم ‏العاجزون ولم نرى أو نسمع عن قوم تقدموا بغير لغتهم على مدار التاريخ.‏
 
مطلقا لا ندعو إلى الانطواء أو الانغلاق أو معاداة لسان الآخر بل ينبغي لنا أن نضع الأمور ‏في نصابها دون تهاون أو غلو ولا ننكر أن تعلم لغة أخرى هو من أسباب النجاح والارتقاء ‏بالفرد والأمة لكن ما لا نقبله أن يتم تجاوز لغتنا الأم لحساب لغات أخرى بحجج متهافتة.‏
 
وأختصر حالنا مع لغتنا اليوم بما قاله الشاعر:‏
 
فقلت لها من انتِ قالت انا التي                  حفظت لكم قدرا وضيعتموا قدري
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد