من منطلق المصلحة الوطنية أولا نحذر من المحاولات الخبيثة التي لا تكل لتوريط الأردن مع الشقيقة سوريا والحديث الذي يكثر تارة ويقل تارة أخرى عن مناطق عازلة وثم تطور ليصبح حديث الصالونات السياسية عن عملية عسكرية وشيكة بالاشتراك مع تركيا والسعودية .
وإذا صحت تلك الأحاديث التي لم نسمع نفيا لها رغم التطرق الإعلامي من خارج وداخل الوطن ، فان هذا الانتحار السياسي واللعب بالنار ولعل من الأسباب الرئيسية بما يعرف بالأزمة السورية هي التدخل الخارجي خاصة من السعودية وتركيا بزعامة اردوغان الذي يبحث له عن دور في المنطقة بعد الرفض الأوروبي المستمر لتركيا اردوغان أن تكون جزءا من الاتحاد الأوروبي ، ولا أعلم إذا صحت تلك الأحاديث عن تورط الأردن عسكريا في سوريا ، وإلى أين سوف تذهب البلد خاصة بعد التغير الديموغرافي الذي حدث في الأردن نتيجة النزوح السوري وهناك من يتحدث عن ضغوطات تمارس على الأردن من أجل توطين الإخوة السوريين ، وحتى لو حدث حلا للازمة السورية التي سيست من الخارج لأهداف خبيثة لا تخفى على أحد .
وعلى هذا الأساس ما نتمناه عدم توريط الأردن فيما يحدث في سوريا وأن لا ينجر وطننا العزيز خلف النظام السعودي الذي ورط نفسه وشعبه بالعدوان على اليمن الذي اعتقد انه نزهة ولكنها طالت أكثر من اللازم ، واليوم يتحدث هذا النظام على العدوان على سوريا وقد قيل أن هناك ألاف الجنود الذي تم استيرادهم للقتال في سوريا كما يريد من جلبهم بالدولار والريال .
وتأتي هذه المؤامرة التي تقودها أمريكا وعملائها في المنطقة بعد أن بدأت الدولة السورية تستعيد عافيتها وقوتها بفرض سيادة الدولة على أراضيها وتحرير الكثير من المناطق التي كانت تحت سيطرت الإرهابيين القتلة من داعش للنصرة لجند الشام للجيش الكر وغيرهم من الظلاميين وعلى هذا الأساس نحذر من توريط الأردن بقتال وحرب يقتل الأخ أخيه ولا يستفيد منها إلا أعداء الأمة .
إن المخطط على سوريا والتآمر عليها ليس جديدا من الصهاينة الأمريكان وعملائهم في المنطقة والمأساة أن بعض الأنظمة وصلت في عدائها للشعب ودولته الوطنية لدرجة اللا معقول وحتى ضد مصالحها التي تسميها وطنية حيث الجميع يعلم ليس هناك في سوريا بديلا عن النظام القومي المستنير الذي تمثله القيادة السورية إلا الحركات الظلامية التي سيصل شرها وجرائمها حتى للدول التي تدعمها .
ويا تجار الوطنية في الأردن ومن ورائهم الإعراب الخونة هل وجود داعش وفاحش والنصرة والقاعدة وأخواتهم على حدودنا لمصلحتنا الوطنية ولمصلحة من نقول عنهم أشقياء في الجزيرة العربية وغيرها ، ما نطلبه موقف واضح من الحكومة لكي يطمئن الشعب بحيادية الأردن وعدم تدخله في الشؤون السورية ، وأصدقاء سوريا الحقيقون لن يسمحوا بالمخطط الأمريكي الصهيوني الإعرابي الذي هو ضد مصالحهم بان يمر ، ولعل الجميع يعرف أن التدخل الروسي المفاجئ بالأزمة السورية جاء بعد وضع تقرير أمني خطير أمام الزعيم فلاديمير بوتين يتحدث عن عدوان تركي إعرابي وللأسف من الأردن على سوريا لمساعدة الإرهابيين القتلة وهنا اجتمع الرئيس بوتين مع المجلس الأمن القومي لروسيا العظمى واتخذ قراره التاريخي فورا بالتدخل في سوريا وضرب الإرهاب .
اليوم ولمصلحة الأردن العودة للشقيقة سوريا ممثلة بدولتها الوطنية وقيادتها الشجاعة فان الإرهاب والإجرام لتجار الدين والدولار لن ينتصر في سوريا وليس لمصلحة الأردن والعالم أجمع دعم الإرهاب المتأسلم حيث لا يوجد في سوريا معارضة معتدلة وأخرى إرهابية ، وكل من حمل السلاح في وجه الدولة السورية هو إرهابي ومجرم وحتى أمريكا أصبحت تتنصل من هؤلاء الخونة لوطنهم ما يسمى بالمعارضة السورية ، ومؤتمر جنيف الأخير كشف حقيقتهم عندما انسحبوا بأمر مشغليهم الأتراك والإعراب الخونة بمجرد تحرير الجيش السوري لعدد من المناطق الشمالية والجنوبية .
لذلك نقولها بملء الفم لا لدعم الإرهاب في سوريا ولا للتدخل بشؤون سوريا أو غيرها ، نعم لدعم الدولة الوطنية السورية بقيادة الرئيس بشار الأسد ، وما نسمعه من أحاديث الصالونات السياسية عن اشتراك الأردن باللعبة القذرة على سوريا هو أمر مزعج جدا ولن نقبله ، ونريد من يطمئننا بأنه لا تدخل أردني فيما يحدث في سوريا لا ننسى أن الذي بيته من زجاج لا يضرب الآخرين بالحجارة ، ولا عزاء للصامتين .