السنون السوداء وصولجان الحكم ؟!‏

mainThumb

27-02-2016 02:47 PM

النجاح وراثة إلى أن يُخفق الورثة في اتباع ذات المسير ، ‏والحماقة وراثة من يتبعها لا يخطىء أبداً .‏
 
وهذا لسان حال الحماقة التي يرسمها الشرق الأوسط في ‏خطاه وتوريث صولجان الحكم بذات المسير ذنبٌ لا يغتفر، ما ‏بدأ منذ ما يقارب الستة سنوات وما صُنف بثورة شعوب بات ‏اليوم ملحمة عربية دموية مبتورة النهاية وكثيرة التشعب ‏وثقلى بالقرارات الهدامة؟!.‏
 
ما قرره أصحاب المناصب على حين اتفاقية أو مصلحة جعلنا ‏نتسربل بالسواد إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها والعلم ‏عنده وحده؟.‏
 
تاريخنا المشوب بـ "أنا القرارات"، بات مملاً وساذجا ولا ‏يليق بأن يؤرخ ولا أن يقرأه الجيل القادم من رحم الصراعات ‏العربية.‏
 
عندما يتخذ أصحاب القرار قرارتهم نحاول قدر المستطاع أن ‏ننظر إلى الصورة الأشمل ونحاول أن نبرر التدخلات بأن ‏الهدم صار حتمياً لإعادة البناء .‏
 
أما أن يؤخذ قرار في حق لبنان بهذه الطريقة مع تهميش السنة ‏المتواجدين فيها تحت أي ذريعة أو سبب أو موقف  واقصاء ‏الحال الحاصل هناك من توترات ومحاصصات وطوائف ‏واقحامها في النزيف العربي علماً أنها ليست معافاة ولا تتمتع ‏بقوى سياسية  وأن من سوء حظها أن حزب الله  خرج من ‏أراضيها فهنا  يكون القرار غير منصفاً وتكون الخارطة ‏بجعل لبنان مثل سوريا وليبيا واليمن وهي منطقةٌ لها تاريخاً " ‏أسود" كما نحبذ أن نرسم خيباتنا ، من شدة الصراعات التي ‏شهدتها منذ عصور من حروب أهلية ونزاع مصيري مع ‏اسرائيل،  وما أصاب لبنان بأضرار جسيمة خلال الحرب ‏العالمية الأولى لعدد من الأسباب، فقد قام العثمانيون بفرض ‏التجنيد الإجباري على سكان إقليم الشام بكامله، كما أدى تجنيد ‏الشباب والرجال وهرب البعض منهم إلى تراجع الإنتاج ‏الزراعي، كما فرض العثمانيون حصارا برّيا على الجبل ‏بحجة الأعمال الحربية، وقام الحلفاء بفرض حصارا بحريا ‏على البلاد باعتبار أنها تابعة لدولة معادية من دول المحور. ‏كان من تأثير ذلك منع وصول أموال المغتربين إلى ذويهم ‏بالإضافة لانقطاع الإمدادات الغذائية مما أدى لانتشار ‏المجاعة والأمراض.‏
 
واليوم ستتحمل لبنان الشعب ضريبة العداء الايراني السعودي ‏‏/ السعودي الايراني.‏
 
 
‏ وسيتوقف الدعم الذي سيقتلع الطالح والصالح ويزيد عدد ‏المهجرين من اللبنانيين من أصول فلسطينية وسورية ‏وبيزنطية ؟!!! وتعاد الكرةّ مرة أخرى ومع هذا البناء الهلامي ‏الذي يحيط بها فلا ندري الى أين ستؤول الأمور ؟!.‏
 
ونبقى نلوح بدمائنا مبتعدين كل البعد عن القضية الأهم ‏ونخوض غمار التشرذم العربي والطائفية المسمومة ‏والجبهات مفتوحة من كل الجهات ولم نعد نعلم أي القرارات ‏أسلم وأيها أنسب ولأي يدٍ نصفق وإلى أين سنصل ؟؟!.‏
 
يقول التاريخ ( القعر دائماً هو المكان الذي يتساوى فيه ‏الضحك والبكاء ) محمد حسن علوان.‏
 
والله المُستعان


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد