النجاح وراثة إلى أن يُخفق الورثة في اتباع ذات المسير ، والحماقة وراثة من يتبعها لا يخطىء أبداً .
وهذا لسان حال الحماقة التي يرسمها الشرق الأوسط في خطاه وتوريث صولجان الحكم بذات المسير ذنبٌ لا يغتفر، ما بدأ منذ ما يقارب الستة سنوات وما صُنف بثورة شعوب بات اليوم ملحمة عربية دموية مبتورة النهاية وكثيرة التشعب وثقلى بالقرارات الهدامة؟!.
ما قرره أصحاب المناصب على حين اتفاقية أو مصلحة جعلنا نتسربل بالسواد إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها والعلم عنده وحده؟.
تاريخنا المشوب بـ "أنا القرارات"، بات مملاً وساذجا ولا يليق بأن يؤرخ ولا أن يقرأه الجيل القادم من رحم الصراعات العربية.
عندما يتخذ أصحاب القرار قرارتهم نحاول قدر المستطاع أن ننظر إلى الصورة الأشمل ونحاول أن نبرر التدخلات بأن الهدم صار حتمياً لإعادة البناء .
أما أن يؤخذ قرار في حق لبنان بهذه الطريقة مع تهميش السنة المتواجدين فيها تحت أي ذريعة أو سبب أو موقف واقصاء الحال الحاصل هناك من توترات ومحاصصات وطوائف واقحامها في النزيف العربي علماً أنها ليست معافاة ولا تتمتع بقوى سياسية وأن من سوء حظها أن حزب الله خرج من أراضيها فهنا يكون القرار غير منصفاً وتكون الخارطة بجعل لبنان مثل سوريا وليبيا واليمن وهي منطقةٌ لها تاريخاً " أسود" كما نحبذ أن نرسم خيباتنا ، من شدة الصراعات التي شهدتها منذ عصور من حروب أهلية ونزاع مصيري مع اسرائيل، وما أصاب لبنان بأضرار جسيمة خلال الحرب العالمية الأولى لعدد من الأسباب، فقد قام العثمانيون بفرض التجنيد الإجباري على سكان إقليم الشام بكامله، كما أدى تجنيد الشباب والرجال وهرب البعض منهم إلى تراجع الإنتاج الزراعي، كما فرض العثمانيون حصارا برّيا على الجبل بحجة الأعمال الحربية، وقام الحلفاء بفرض حصارا بحريا على البلاد باعتبار أنها تابعة لدولة معادية من دول المحور. كان من تأثير ذلك منع وصول أموال المغتربين إلى ذويهم بالإضافة لانقطاع الإمدادات الغذائية مما أدى لانتشار المجاعة والأمراض.
واليوم ستتحمل لبنان الشعب ضريبة العداء الايراني السعودي / السعودي الايراني.
وسيتوقف الدعم الذي سيقتلع الطالح والصالح ويزيد عدد المهجرين من اللبنانيين من أصول فلسطينية وسورية وبيزنطية ؟!!! وتعاد الكرةّ مرة أخرى ومع هذا البناء الهلامي الذي يحيط بها فلا ندري الى أين ستؤول الأمور ؟!.
ونبقى نلوح بدمائنا مبتعدين كل البعد عن القضية الأهم ونخوض غمار التشرذم العربي والطائفية المسمومة والجبهات مفتوحة من كل الجهات ولم نعد نعلم أي القرارات أسلم وأيها أنسب ولأي يدٍ نصفق وإلى أين سنصل ؟؟!.
يقول التاريخ ( القعر دائماً هو المكان الذي يتساوى فيه الضحك والبكاء ) محمد حسن علوان.
والله المُستعان