الأردن عزمٌ لا قهر وشهداءٌ يسطرون التاريخ .

mainThumb

02-03-2016 10:03 AM

خيارات المنطقة الشرق أوسطية أصبحت ضيقة وتلف بخناقها على الجسد الشعبي، تارةً تجلده بأمانهِ وأخرى تساومه ‏على لقمة العيش وبدائلها ؟!‏

 

منذ أن سطع فجر الثورات، أصبح الكرسي المتربع على عرش الإرادة الشعبية يتميز بالديكتاتورية والنازية الدموية ، ‏أصبحنا نمضي مسيرين لا مخيرين إلى حدٍ ما، سالفاً كانت النداءات  تقتصر على غلاء المعيشة وتذمر الشعوب وخلق ‏أحزاب بحلقاتٍ صغيرة لتتحدث بشؤون العامة ومتاعبها، في الزمن القديم ونحن نتحدث عن بضع سنواتٍ فقط لم يكن ‏هنالك جنرالات عسكريين مخابرتيين يتباهون ببساطير حكمهم، ولم يكن الهم الأكبر أبعد من القضية الفلسطينية ولا ‏أقرب من العراق ؟!‏
 
أما اليوم فالفاجعة أعظم ، بدأت بلقمة العيش وبوعزيزي وانتقلت إلى سوريا النظام ورايات عديدة تُحلق في سمائها  ؟! ‏
 
هذه حقبة التقسيم والطائفية المقيتة وتفريخ الإرهابيين واستغلال فقر الحكومات في ارضاء شعوبها لصالح المخربين ‏والانتهازين من أصحاب الرايات ، لم تعد العودة ممكنة والقرارات اليوم تحتمل الفوضى أكثر من السلّم وما زلنا نعتقد ‏بأن الهدم صار ضرورةً حتمية لإعادة البناء.‏
 
الأردن بلدٌ صغيرةً لها حدود مشتركة مع كل من سوريا من الشمال، فلسطين المحتلة من الغرب،العراق من الشرق، ‏وتحدها شرقاً وجنوباً المملكة العربية السعودية، فهي على مرمى جميع الصراعات الجارية ؟!‏
من يقول بأننا نقحم أنفسنا بهذا الصراع بتحالفاتنا وطلعاتنا فهو لا يقرأ التاريخ جيداً، ‏
 
وكثيراً منا يُفضل الحياد على الاتحاد، وجميعنا نخشى مصير غيرنا من الدول المنكوبة وهذا حقٌ مشروع، ولكن دماء ‏شهدائنا أبت إلا أن تكون من الواقفين في صف الحماة والرعاة والمؤتمنين على الأرواح.‏
 
ما زالت الأردن تُسجل مواقفاً مُشرفة وتستقبل اللاجئين من الذين فقدوا الأمان في أوطانهم أو الذين أتوا بمحاولة أن ‏يفقدونا الأمان، والأردن لهم بالمرصاد رغم أنف التحديات والأقاويل التي تغتال صمودنا في الحفاظ على أمن هذا ‏الوطن الطيب، نختلف مع الحكومات وسياساتها نعم ولكننا لا نُجيير الوطن لصالح الخارجين عن القانون ولا لأجل ‏لقمةِ عيشٍ مغمسة بدماء أخواننا ، فهذه هي الخيانة العظمى بعينها
 
الصبر على الشدائد أعظم من خلقها والدماء العربية رخيصة بعيون الأقزام المفصومين الحالمين بالمدينة الفضلى ‏والدين رحمة وعدل ودعاء باصلاح الولاة وليس انقلابٌ على الذات .‏
 
في عام 2011 صرح رفيق نصر الله غاضباً على مواقف الأردن المُشرفة قائلاً
 
‏ ” لا يعتقد النظام الأردني انه سيكون بمنأى عن هذه الأحداث، فلدينا خلايا نائمة في الأردن ستتحرك في حال ضربت ‏سوريا وستفتح الجبهات على طول الحدود مع الاردنية مع فلسطين المحتلة لتقض مضاجع النظام ، كما لدينا خلايا ‏نائمة في اليمن وسيناء “.‏
 
واليوم نقول للمتخاذلين أتباع الظلام منهم أننا قادرون بعون الله ومن ثم همة القوى الأمنية لدينا ببتر الأيادي البائسة ‏وهدم جميع المحاولات التخريبية  التي تحاول  تهديد أمن هذا الوطن الطيب الذي جمع وما فرق واحتوى وما أغلق ‏بوجه أحدهم معبراً ولا حدوداً .‏
 
ورحم الله شهدائنا جميعهم ففي كل مرةٍ ينتظرون انتكاسةً أردنية نقابلها بعرسٍ وطني ولحمة وطنية وليمزق الخائنون ‏بطونهم غيظاً ...‏
 
 
والله المُستعان
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد