راشد الزيود يرقى سلم الشهادة من إربد

mainThumb

05-03-2016 01:26 AM

لا أدري أهو سوء التخطيط أو سوء الطالع الذي أوقع هذه الطغمة المُضَلَلة والمضلِلة بشر أعمالها لتحاول تعكير صفو فرحة الأردنيين بعيد تعريب قيادة  جيشهم بشهر الكرامة. فسولت لهم أحلامهم بأن منظرهم وسلاحهم وسمعتهم السيئة التي تسبقهم بأنهم سينجحون في إخافة الأردنيين أو إرهابهم. على العموم كانت رسالتهم فاشلة ورسالة نشامى جيشنا العظيم وأجهزتنا الأمنية واضحة جداً وعسى أن يتعلم من أرسلهم أو من بقي في جحوره بأن الرد سيكون دائماً قاسياً جداً كما شاهدوه؛ فالمشاهدة تختلف عن ما سمعوا عنه. 
 
لقد كان الدرس الذي لقنته أجهزتنا الأمنية لهذه الفئة أروع هدية  تقدمها للشعب الأردني العظيم.  فجيشنا هو عزوتنا وسندنا بعد الله ولن يضام شعب سنده  هؤلاء النشامى.  لقد كان في راشد رحمه الله ورفاقه الكرام أبلغ الأمثلة لهم للنوعية من الرجال التي ستواجهها هذه الفئات إن كرروا مثل هذه الحماقة ثانية.  راشد ورفاقه رجال تعشق الشهادة والعيش الكريم الحر؛ فإما عيش كريم أو شهادة. هؤلاء الشباب الغر الميامين راشد ورفاقه كانوا أبناء لذويهم عندما ولدوا ولكنهم عند التحاقهم برفاقهم من أجهزتنا الأمنية أصبحوا أبناء للوطن كافة. 
 
 لهذا  لا غرابة إذاً أن نرى الأردن كافة يتقدمهم مليكهم المغوار تلتف حول والد الشهيد يتلقون معه العزاء بارتقائه شهيداً في إربد الخرزات فالشهيد لم يعد ابنا للباشا والده وعشيرته الطيبة؛ أصبح ابناً للأردن كله. ولن تنسى أربد لراشد صنيعه ولن تنسى للشباب كلهم فعلهم المشرف.
 
لكن هناك بعض الدروس التي يجب التوقف عندها عندما نقيم هذه التجربة مع هذه الفئة؛ ولا ندري هل سيتوقفون عند ضلالتهم أم سيستمرون في غيهم يعمهون.  لا بد من الإشارة إلى بعض الملاحظات العمومية. 
 
إن ما حدث في أربد شأنٌ عسكريٌ أمني وليس زفة عرس أو مهرجاناً  انتحابياً.  يجب إفساح المجال للأجهزة والقوة الموجودة لتؤدي عملها دون وقوعها في مطب الخوف على المدنيين الموجودين؛ فشباب القوات المسلحة والأجهزة الأمنية ليست كعصابات التطرف؛ قواتنا يهمها أمن مواطنيها بينما تختبئ العصابات بين المواطنين وربما تتخذهم كدروع بشرية.  لهذا يجب الاستغناء عن هواية التصوير في مثل هذه المواقف لنتسابق مع غيرنا بنشرها على صفحات التواصل الاجتماعي أو المواقع الالكترونية.  فهذا الأمر يشبه اللعب بالموت إضافة لبعده الأمني الحساس. 
 
كذلك وفي خضم الحماس للوقوف إلى جانب الشباب  للدفاع عن أمر الوطن أبدى الكثيرون استعدادهم للبس الفوتيك والمشاركة في الحرب على الإرهاب.  لهم نوجه الشكر ونقول إن الجيش وكافة الأجهزة كفت ووفت. ولكننا يمكننا خدمتهم بأن نكون العين الواعية الحريصة المراقبة لكل حركة غريبة في المنطقة وإبلاغ الأجهزة عنها حتى تضعها تحت المراقبة العسكرية. فلنترك الفوتيك  لرجال الميدان ولنساعدهم استخباراتياً.  
 
إن ما حدث في إربد يدل دلالة واضحة على أننا ما زلنا في عين العاصفة في عين هذا التنظيم أو الجهات التي تديره؛ هذا الإصرار الأردني لأن يكون مستقلاً في قراره، رافضاً الانزلاق في مستنقع الحرب البرية  في الشقيقة سوريا لم يرق  لهم على ما يبدو؛ فما زال هناك من يحاول جر الأردن لهناك.  لهذا من واجب الجميع  أن يكون عوناً للبلد لا مناكفاً  لها لمجرد أنه يريد أن يثبت أنه موجود.  فلا يجب أن تنشغل الدولة خارجياً وداخلياً بمسائل يمكن تأجيلها لمن يصر على الاحتفاظ بها.  للأسف عاد بعض الإخوة الأردنيين للاسطوانة إياها  بعد أن وضحت الصورة في إربد واطمأن الجميع أن البلد في أمان.
 
ختاما، ونحن ما زلنا نتنسم عبق الشهادة على ثرى إربد، وقلوبنا تتوجه إلى غريسا حيث تحلق روح الشهيد الرائد راشد الزيود، نضرع إلى الله جلت قدرته أن يرحم الشهيد ويغفر له ويسكنه فسيح جنانه.  ونسأله جلت قدرته أن يمن بالشفاء العاجل على رفاق الشهيد من الأبطال الجرحى الذين ما زالوا على سرير الشفاء. 
 
عزاؤنا لجلالة القائد الأعلى للجيش الملك عبد الله الثاني بن الحسين، ولعائلة الشهيد جميعاً ولعائلته الكبير الأردن بأكمله.  ونشكر كل من وقف مع الأردن  بالكلمة أو الدعاء على مواقفهم النبيلة.
 
صباحكم ومساؤكم أمن وآمان دائمين؛ فوطن تحميه عناية الرحمن الرحيم جلت قدرته لن يُضام أبداً  بإذن الله.   
 
وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون. 
 
صدق الله العظيم


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد