المقاومة الفردية للاحتلال الصهيوني في ظل الانشغال الداخلي العربي
مقالات السوسنة - 09/03/2016 09:55
الكاتب : د. فادي عبد الكريم الربابعة وتستمر مقاومة الشعب الفلسطيني الحر للاحتلال الصهيوني في الأرض المباركة، أرض العز والكرامة، وتعتبر المقاومة ( الانتفاضة) الحالية مختلفة عن غيرها في طبيعة منفذيها وطريقتها وأدواتها، أما منفذوها فهم أبطال فلسطين رجالاً ونساءً وبجهد واجتهاد وتضحية فردية، وأما أدواتها فهي السكين التي باستطاعة كل فرد أن يحصل عليها وفي متناول الجميع، وأما طريقتها فالطعن.
وما تزال المقاومة الفلسطينية للاحتلال الصهيوني منذ انطلاقتها مع بداية تواجد الكيان الصهيوني تؤكد على التمسك بحقها في التخلص من الاحتلال الصهيوني رغم السنين وتعاقب الأجيال فكل جيل من أهلها يسلم الراية للجيل الذي بعده فما خمدت يوماً وما تنازلت عن أصولها، فهي تعتبر مدرسة فريدة للكفاح ينبغي أن تدرس لشعوب العالم في الصبر والثبات والتضحيات والذاكرة التي ما نسيت يوماً قضيتها وحقها قال سبحانه وتعالى:"مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا" الأحزاب: 23.
وبالرغم من فردية هذه المقاومة ( الانتفاضة) الحالية إلا أنها حققت نجاحاً وأهدافاً كبيرة لا يستهان بها، وقد بدأت في أوائل شهر أكتوبر 2015، وبالنظر إلى جملة من الأهداف التي تحققت فيها فقد أفاد التقرير الذي نشرته صحيفة يديعوت أحرنوت الإسرائيلية بحسب الصحف العربية أن (33) جندياً ومستوطناً إسرائيلياً قتلوا منذ بداية الانتفاضة وأن (321) أصيبوا بجراح منها (31) إصابة خطيرة و(8) بين المتوسطة والخطيرة و(5) إصابات متوسطة و(14) إصابة بين متوسطة وطفيفة وأغلبية الإصابات كانت طفيفة بعدد (218) إصابة وأن طواقم الإسعاف الإسرائيلية تعاملت مع (114) إسرائيلياً أصيبوا بالصدمة جراء هذه العمليات وأن المصابين منهم يتلقون العلاج النفسي بسبب الكواليس الدائمة وعدم القدرة على النوم وعزوفهم عن مشاهدة نشرات الأخبار.
وتأتي هذه المقاومة ( الانتفاضة) التي لا يكاد الإعلام ومواقع التواصل الإجتماعي يسلط عليها الضوء ويتابعها متابعة تليق بحجمها بل إن المتابع بذكاء يتبين أنها منسية ومهمشه عن التدوال في الوقت الذي ينشغل فيه الوطن العربي بمشاكله وصراعاته الداخلية التي استنزفت أبنائه ومقدراته واقتصاده وأمنه، والذي كان من المفترض والواجب استنزافه أو جزءاً منه في تحرير المقدسات الإسلامية والعربية من الاحتلال الصهيوني.
وإن الشعوب العربية والإسلامية قبل أن تنشغل بما انشغلت به اليوم كانت على أقل تقدير تشهد مواقف وردود فعل رسمية وشعبية ووقفات تضامن مع أهلنا في فلسطين، وكانت مثل هذه الانتفاضة تملىء الإعلام بأنواعه نقلاً لأحداثها وتفاعلاً معها، وتأخذ نصيبها من الكتابة عنها، وما هذا المقال إلا للفت الانتباه وتسليط الضوء على مجريات هذه الانتفاضة وما حققته من نتائج كبدت الاحتلال خسائر من الجنود والمستوطنيين وأدخلت الرعب والهلع بين جماهير الكيان الصهيوني.